الشام ، اليوم : لخْمة العالم ، ومحورُاهتمامه ودهشته .. كارثةً وبُطولة !

من ظنّ الشام ، كسائرالبلاد ، فقد أخطأ :عَقدياً ، وجغرافياً ، وسياسياً ، وتاريخياً ! ففي الشأم : القدسُ ، محورُالصراعات الدينية- ومنها ينبثق سائر الصراعات- من عهد موسى، حتى ينزل المسيح، ويقتل الدجّال ،على باب لدّ ، ويدعو على يأجوج ومأجوج بالهلاك ! وهي البقعة ، التي تكفل الله ، لنبيّه ، بها ! وفيها الطائفة المنصورة ، وفيها يقاتل المسلمون اليهود ، وينتصرون عليهم ! فالصبرّ الصبرَ ، يا أهل الشام ؛ فأنتم مَوعودون : برعاية الله ، وتأييده ، ونصره !

يا أهل الشام: إن احتشاد أقوى دول العالم ، ودول المنطقة ، في بلادكم ، ليس عبثا ! وإن كان ظاهره شراً، فوراءه خير كبير، إن شاء الله ، فتوكّلوا على ربّكم ، واصبروا !

مَسرى النبيّ ، وبُشراه ، وخِيرتُه =  أرضُ الشآم ، فصَبراً ، فِتيةَ الشام !

كلّ مَن له صلة ، بالشام ومآسيها ، من قريب أو بعيد ، مَلخوم بها ! (وكلمة : ملخوم ، صحيحة فصيحة ! في المعجمات : لخم الشّخصَ: شغَله بما يُثقل عليه ويُرْبكه( !

وكلٌّ ملخومٌ ، بطريقته ، وله أسبابه : المعلنة الظاهرة ، والخفيّة ، والغامضة ، والمجهولة .. والتي لايعرفها ، حتى صاحبّها ، أحياناً !

أهلُ الشام ، عامّة : ملخومون ، بلخمات شتّى ؛ كل منهم ملخوم ، باللخمة الوطنية العامّة ، وبخماته الخاصّة !

بشار الأسد : لديه  الكثير من اللخمات ، أهمّها لخمته القاتلة ، في الحفاظ على كرسيّهّ !

أفراد أسرة الأسد : لكلّ منهم لخماته ، النابعة من موقعه ، واهتماماته ، والهواجس المتعلقة بمصيره!

أركان السلطة الأسدية وأذنابها : لكلّ منهم لخماته !

الدول المجاورة لسورية : لكل منها لخماتها المتنوّعة !

الصفويون : لهم لخماتهم المتنوّعة ، النابعة من طموحاتهم الكسروية ، وهواجسهم الرافضية !

الروس لهم لخماتهم المختلفة ، النابعة من مصالحهم الخارجية ، وتحدّياتهم الدولية !

ساسة أمريكا : ملخومون ، بطرائق مختلفة ، وأسباب مختلفة ، وهواجس متنوّعة مختلفة !

ومن يتابع الحراك السوري ، بجملته وتفصيلاته ، يستطيع أن يتبيّن ، إلى حدّ كبير، أنواع اللخمات الخاصّة ، بكل جهة ؛ سواء أكانت دولة ، أم حكومة ، أم حزباً ، أم شخصيات فاعلة ، في الساحة !

ويمكن القول ، ببساطة : إن سورية ، اليوم ، هي مشكلة العالم ، وهي لخمة العالم ، وهي مثار دهشة العالم ، وهواجسه ، وتوقّعاته !  

فاستشرفوا آفاق المستقبل ، يا أهل الشام ، وظنّوا ، بربّكم ، خيراً ! فمادام الناس يتصارعون ، على بلادكم ، داخل بلادكم ، وخارجها.. وما دامت القوى المتصارعة ، كلّها ، لاتملك حلاّ، لقضيتكم : (الكارثة البطولة) ، ولا أحد ، منها ، بعينه ، يملك حلاّ ، لها .. فاعلموا ، أن الحلّ بيدِ الله ، وحده ! وهو الحكيم العليم ، وهو اللطيف بعباده ، وليس له شريك في الملك ، ولا يشرك في حكمه أحدا !

ولله درّ القائل :  مابين غمضة عين ، وانتباهتها = يغيّر الله ، من حالٍ ، إلى حالِ !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين