تَشَعَّبَتْ بهمُ المللُ، فَتَفَرَّقَتْ بهمُ السُّبُلُ

 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ}. سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الآية/ 51

 كل انحراف في الحياة فسببه الخلل في توحيد الله تعالى وعبادته.

وكلما ازداد بُعْدُ النَّاسِ عن دينِ اللَّهِ تَعَالَى كلما ازداد انحرافهم عَنِ الصِرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ.

وما تمر به البشرية من نكبات، وما يحدث لها من مآسٍ، وما تقاسيه من ويلات، غياب هذا المفهوم عند كثير من بني البشر.

 فمنهم الملحد الذي لا يقر بالعبودية لله تعالى، فيفعل ما يحلو له ظنًا منه ألا عقاب ولا جزاء، ولا عرض ولا حساب.

 ومنهم من نَصَّبَ نفسَهُ إِلهًا فاستباحَ من بني جلدته كل حرامِ، وحملهم على كل مكروه.

 ومنهم من يرى الإلهَ صورةً مشوهةً، ورمزًا باهتًا، لا يقيمُ له وزنًا، ولا يعرفُ له قدرًا، ولا يمتثل له أمرًا، ولا ينتسبُ إليه إلا تبركًا.

تَشَعَّبَتْ بهمُ المللُ، فَتَفَرَّقَتْ بهمُ السُّبُلُ، فضَلُّوا عن الحقِ ضَلَالًا بَعِيدًا!

 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا}. سُورَةُ النساءِ: الآية/ 167 

فلا ترى معرضًا عن دين الله تعالى إلا وهو معوجُ السلوكِ، سيءُ الأخلاقِ، فاسدُ الاعتقادِ، قبيح السيرة، رديء السريرة: {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}. سُورَةُ الْأَحْزَابِ: الآية/ 62    

 اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين