أَقبِل يُقبِل

كلُّ عبدٍ صالحٍ كان له بربه يومًا أُنسٌ وصلةٌ يشعر في نفسه بعد الكبوة بالجَفوة، وبعد البُعد بالقسوة، يذكر أيامَ الوصل ولذَّةَ القرب فيحترق قلبه من حسرات التفريط وزفرات الخُذلان.

يحنُّ حنينَ العبد الآبق إلى سيده الرؤوف الودود، وقد كسَرَه الخجلُ من خزايا العمل، فتضيق عليه الأرض بما رحُبت ويذوب حشاه من استشعار غلظة الحجاب ووجل الحرمان أن يكون قد سقط بلا رجعةٍ من عين الرحمن.

هنا يأتي نداء الأمل الحاني، والغوث الرباني فيفتح في القلب الحجريِّ المظلم بريقَ أملٍ وفُسحةَ روح: 

عبدي إن تقرَّبتَ إليَّ شبرًا تقربتُ إليك باعًا، وإن أتيتني مشيًا أتيتك هرولة. 

إن ذكرتني ذكرتُك ..

إن تبتَ إليَّ قبلتك ..

وأنا عند ظنك بي فظنَّ بي ما شئت.

يا ربُّ .. 

سبحانك ما أكرمك!

ما أحلمك! ما أرحمك!

يا نفسُ ..

ما أجحدَكِ وما أجفاك .. 

هذا طرَفُ حبل الوصل إليك ممدود، والخير في نواصي القرب معقود، ومواسم الطاعات تفتح لك باب الصلح المنشود، فالعزيمةَ على الغنيمة، لعلَّ الفرصةَ لا تعود.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين