العادات الإيجابية في التفكير وتكريسها

هناك أنواع كثيرة من العادات المهمة للإنسان منها ماينفعه في صحته وقوته ومظهره ومنها لمستقبله وعمله وكذلك في علاقاته مع الاخرين إن كان مع أهله وأولاده أو المجتمع المحيط الذي يعيش فيه وهذه العادات تتكرس من خلال السلوك الشخصي والتناغم الفيزلوجي الداخلي للشخص نفسه . وكمثال وليس للحصر ..كعاده ( الاستيقاظ صباحاً – ممارسة الرياضة – الأكل دون الإشباع – تجنب الأطعمه والمشروبات المؤذيه ... إلخ ) .

وكذلك هناك عادات تتعلق في طريقة التفكير وتتكرس من خلال الممارسات التي يتطابق فيها التطبيق الجسدي السلوكي مع طريقة التفكير والقيم ومنها ( الإيثار والتضحية والإخلاص والصدق ... إلخ ) . وهذه تترسخ في الإنسان أكثر مع استحضار مايحمله الإنسان من معتقدات الرسالة السماوية التي يحملها . 

ولكن ما أود أن ألفت الإنتباه إليه هنا هو نوع آخر من العادات التي يجب العمل عليها وهي تكريس التفكير الإيجابي من خلال إعاده برمجة العقل في طريقة محاكمته وردة فعله لما يستقبل من الأحداث في حياتة اليومية وما يسمعه ويقرأه . حيث سعادة الإنسان تكمن في جلها من خلال قدرتك على إدارة ردة فعلك لما تتلقاه وليس من الحدث نفسه . ويعود بالنفع والفائدة عليك بشكل شخصي . كما يعود بالنفع العام ومما لا شك فيه بأن تكريس العادات الإيجابية في التفكير هي الأصعب فيما سبق والحصول عليها تحتاج إلى جهد كبير في محاربة النفس وضغوطها .

وهنا أود أن أذكر بعض الأمثلة وكم من الاهمية الوصول لها :

1- التصالح مع الذات في كل ليلة على أن لا يكون بنفسك شيء على أحد وكم فكرة المسامحة تضفي من السعادة والراحة بالنفس .

2- عدم النظر للآخرين مما أظهروا الإساءة بتصرفاتهم كأعداء لأسباب شتى ليس لها مبرر وإنما عليك النظر لهم بأنهم من الشريحة في المجتمع التي عليك العمل لإصلاحها .

3- استحضار فكرة تدافع المصالح بين البشر وليس العداء لغرض العداء وإستبعاد نظرية المؤامره قدر الإمكان بحيث لا تكون مثبطة للعمل الإيجابي لديك . ( ليس بالمطلق ) .

4- استحضار احتمالية الاجتهاد الخاطىء من تصرفات الاخرين وانعدام الخبرة . وليس تفضيل فكرة الإيذاء المتعمد منهم أو تبني فرضية النصب والاحتيال .

5- تحليل ومحاكمة تصرفات الآخرين في كثير من المواقع من باب الجهل لديهم ليس إلا .

6- النظر الى إيجابيات الآخرين وإصباغ فكرة الطبيعة البشرية عليهم والتي تحمل الجانب الإيجابي والسلبي وتقيم الاخرين بالمجمل . وليس لما لديهم من سلبيات .

7- استحضار النعم التي بين يديك دوماً وابتعد عن المقارنة مع ما ليس لديك .

واعلم أن مشكلة الْيَوم ستكون غدا من التاريخ . 

وتكريس عادة الإبتسامة ليست سذاجة . 

وحسن الظن ليس غباءً . وأن تبادر بالخير قمة الذكاء...

والأمثلة كثيرة .

والجانب الأخير والمهم في طريقة التفكير هي تكريس استحضار قدره الخالق دوماً لتحقيق ماتريد والتسليم له وبقضائه وقدره .

والله الموفق

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين