ماذا يعني ، لجيران سورية ، أن يهيمن عليها ، شذّاذ العالم الروافض ؟

إذا صار أهل السنة ، بالقتل والتشريد ، أقلية في سورية ، وسيطرت عليها أكثرية رافضية ، من شذاذ العالم ومرتزقته ، فهنيئا لدول الجوار: حكومات وشعوبا!

في ستينات القرن المنصرم ، حين حكم البعث النصيري سورية ، لم تسلم دولة عربية واحدة، مجاورة لسورية ، من أذى حكّام دمشق !

وأنواع الأذى كثيرة ، ومتنوّعة ، من حيث شدّتها وشكلها ، ومن حيث أسبابُها ، أو مسوّغاتها ، في نظرالعصابات ، التي سيطرت على سورية ، بعد انقلاب آذار/ عام 1963/!

ماسَلم العراق ، الذي حكمه البعث ، من أذى البعث النصيري ، على فترات متعاقبة !

ولا سلم الأردن ، الجار العقلاني الهادئ المسالم ، من أذى جيرانه ، الرفاق السوريين : سياسياً وإعلامياً .. وحتى على مستوى محاولات التخريب المستمرّة ، ومحاولات الاغتيال المتكرّرة ، لمواطنين أردنيين ، ولمقيمين سوريين !

ولا سلم لبنان ، البلد الصغير الضعيف ، من عمليات الخطف والاغتيال والتفجير.. التي ظلّت تنفذها عصابات الإجرام ، التي تحكم سورية ، طوال العقود الماضية ، كلها ! وحين استولى حافظ أسد ، على الدولة اللبنانية ، عاث فيها : فساداً ، وقتلاً ، لسائر الطوائف اللبنانية ، وسائر المقيمين الفلسطينيين ، الذين كان ينسّق مع الصهاينة ، في عمليات حصارهم وذبحهم ، بصورة ظاهرة ، حيناً ، ومستترة ، حيناً !

ولا سلمت تركيا ، من عبث الرفاق ، الذين ظلوا يدعمون ، عصابة حزب العمال الكردستاني ، بقيادة ( أوجلان ) ، الذي كان مقيماً ، في سورية ، ومعسكراتُ عناصره تتلقى الدعم والتدريب ، من حكّام دمشق ، في سورية ، والبقاع اللبناني .. للقتل والتخريب ، داخل الأراضي التركية ! حتى حشد أوزال ، عسكره التركي ، وهدّد حافظ أسد ، بالحرب ، فأمر بحلّ ميليشيات الكرد، وتصفية وجودها ، في سورية ولبنان ، وبترحيل أوجلان ، من سورية ، ثمّ بإخبار تركيا ، عن مكانه ، لتعتقله ، ولينام في السجن ، حتى اليوم !

هذا ، كله ، حين كانت الأكثرية ، في سورية ، سنّية ، مغلوبة على أمرها !

فكيف يكون الحال ، إذا صارت أكثرية السكان ، من غير السنّة ، وتتحكّم بمصيرها ، ومصير بلادها ، عصابات ، من شذّاذ الآفاق ، المرتزقة ، الذين حُشدوا من : باكستان ، وأفغانستان ، ولبنان ، والعراق .. ومن سائر أنحاء العالم !؟

وإذا كان الروافض ، يكفّرون النصيرية ، ويرونهم ملّة خارجة عن الإسلام ، فقد صارت الملّتان، بل ، عادَتا ملّة واحدة ، وهي : الطامحة إلى حكم سورية ، وإلى تشييع أهلها ، وإلى نشر مذهب الرفض ، في العالم العربي ، كلّه ، ثمّ في العالم الإسلامي ، كلّه ! وهذا هو حلم الخميني ، منذ قام بثورته ، التي أسقطت الشاه : (تصدير الثورة الرافضية ، والقضاء على الإسلام ، الذي يمثله أهل السنّة ، الذين يسمّيهم ملالي طهران : نواصب !) .

فهل يغيب هذا ، كلّه ، عن جيران سورية ؟ لانظن ! وهل اتخذوا ، لدولهم وشعوبهم ، احتياطات، تقيهم شرّ الرافضة ؟ لاندري !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين