حقوق الإنسان ، اليوم ، أهي : ليلى ، أم المستحيل الرابع !؟

 

حين ننظر، في مدوّنة حقوق الإنسان العالمية ، وننظر في حال الإنسان ، في العالم ، نحس بدهشة عجيبة ، وقلق بالغ !

فالإنسان - ذكراً وأنثى - لدى الذئاب البشرية ، المتحكمة بمصائر العالم ، هو آلة متعدّدة الاستخدامات :

هو سلعة للتجارة ، في مزادات الساسة ، وهو مضطهد ، مسلوب الحقوق ، في أكثردول العالم؛ إن لم يكن فيها، جميعاً ! وفي كثير منها ، لاحقّ له، إلاّ مايمنحه إيّاه ، الحاكم المتسلط ، على بلاده ، إذا رضي عنه!

وهو أداة ، لقتل أخيه الإنسان، في بلده، وفي بلاد بعيدة عن بلاده، بحجج شتّى، وذرائع مختلفة !

وهو أداة ، لنشر الوسائل ، التي يَقتل بها نفسه ، وأخاه ، وسائر بني وطنه ، من مخدّرات ، وفواحش ، وغيرها ..!

وهو ذريعة ، لغزو الدول ، بعضِها بعضاً ، بحجة المحافظة ، على حقوقه !

وقد صارت حقوق الإنسان ، رمزاً سياسياً واجتماعياً ، يتغنّى به ، كلّ أهل الأرض ، من : شياطين ، وحمقى ، وأغبياء ، وخبثاء ، وأبرياء ..!

صار مصطلح حقوق الإنسان ، مثل ليلى ، التي قال عنها الشاعر:

وكلٌّ يَدّعي وَصلاً ، بليلى = وليلى لا تُقرّ، لهمْ ، بذاكا !

وكلّ باحث جادّ ، عن حقوق الإنسان ، في عالم اليوم ، يجد نفسه ، أمام المستحيل الرابع ، الذي يضاف ، إلى المستحيلات الثلاث ، التي ذكرها الشاعر، وهي : الغُولُ والعَنقاء والخِلّ الوفيّ !

فأيّة حضارة إنسانية ، هذه ؟ وما قيمتها ، وقيمة مخترعاتها، ومنجزاتها العلمية الباهرة ، المُسخّرة ، كلّها، للعبث بالإنسان ، وحياة الإنسان ، وإنساية الإنسان ، وكرامة الإنسان ، وعقل الإنسان ، في حين يدّعي سدَنتُها ، أنها وُجدت ، لخدمة الإنسان !؟

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين