عرض كتاب :  في الأدب والحضارة

للأستاذ محمد الحسناوي رحمه الله

صدر هذا الكتاب في طبعته الأولى عام 1405هـ / 1985م في /95/ صفحة من القطع المتوسط ، عن المكتب الاسلامي ببيروت ودار عمار في عمان وقد ضم تسعة فصول كان الأول (في الغزو الحضاري محاسنه ومساوئه)وناقش فيه المؤلف

تأثير الحضارة القائمة في غيرها،حال ازدهارها واندثارها سلبا وايجابا وأن هذا التأثير يمكن أن يكون عفويا بحكم الجوار والاحتكاك أيام السلم ومقصودا بحكم الغزو والفتح وهو قد يكون مشرقا كما يكون مدمرا. وفي حال وراثة حضارة ما لحضارة آيلة للسقوط يتوجب عليها ان يكون لها تركيب حضاري يضم البقايا المشرقة من سابقتها كما يضم الوثبة الاخلاقية التي افتقدتها الحضارة المنهارة على مرور الزمن ؟!

وفي الفصل الثاني ناقش ظاهرة غير حضارية ( إيثار الحق على الواجب ) ويرى أن الطامة الكبرى حين تؤجج نار الأثرة بمختلف أنواعها على حساب الواجب المشترك جهلا بالمعادلات الحضارية ومراحلها او تجاهلا ينطوي على الاستهواء ووضع المطامع والمكاسب العاجلة المدمرة موضع التضحية والإيثار ؟!

وفي فصل ( التبديل الاجتماعي ) يدعو إلى دراسة المجتمع الإسلامي لإصلاحه ، وإلى عدم الإنشغال بعرض الإسلام روحا وفكرا وتشريعا وتاريخا ، وأن يكون هناك توازن بين الامرين وأن الإصلاح يحتاج إلى أن ننظر نظرات تحليلية إحصائية موضوعية متفحصة للميادين التي يراد العمل فيها و اختيار الأسلوب الأمثل والمناسب .

وأما في(أبعاد التبديل الاجتماعي ) فيستعرض أنواعا متعددة منهن كالتبديل الشكلي الذي هو أبسطها وأسرعها ظهورا وزوالا، ثم التبديل القاصر الذي يأتي في موقع وسط بين الشكلي والحضاري ويركز على التبديل الحضاري لانه الأعمق والأسلم والأكمل وإن كان هو الأصعب لأنه أكثرها ثباتا وأصلبها عوداو هو التبديل المنشود

وفي فصل الأدب الحضاري الذي هو الذروة المثلى للأدب الملتزم تحديدوتعريف بأنه الأدب الذي مهد لظهور الحضارات الإنسانية أو رافقها منذ نشأتها وساعدها على اكتمالها وازدهارها

وهو أدب جاد هادف صادق ذو قيمة فنية عالية متنوع خالد ويأتي فصل ( صور أدبية من صور المعركة الحضارية) بقسميه ليؤكد بأن الأدب المنشود اليوم هو المرآة التي تعكس صورا لهذا الصراع فتجلوه وتبرزه أو تساهم فيه رائدة وموجهة .

مستشهدا بقصيدة (( راهب الحق )) للشاعر محمود غنيم على أنها تمثل المرحلة الحضارية التي نعاصرها ففيها الجمال الفني والغنى على حد سواء ؟!

وكذلك قصيدة مصرع بلبل للشاعر إبراهيم طوقان التي يرمز فيها إلى الصراع بين الفطرة الصادقة التي يمثلها العربي إبان احتدام المواجهة وبين اليهود والانكليز الذين يمثلون الزيف الحضاري القادم من الغرب

وفي الفصل ما قبل الأخير (( سلسلة ولسون الحضاية )) يعرف الكاتب بصاحب السلسلة ومؤلفاته :اللا منتمي، سقوط الحضارة ،طقوس في الظلام، مع عرض لها ومناقشة ليصل بعدذ لك إلى استنتاج أورده بصيغة السؤال قائلا: وأخيرا هل تنبأ المؤلف بشيء عن حضارة الإسلام الجديدة موردا ماقاله ولسون نفسه (ولما كان العالم أصبح الآن مكانا صغيرا تتشابك فيه الحضارات فإنه لمن الصعب نكران أن هذه التشاؤمية تحيط بالبشر قاطبة لان هذ أمر يحتمه المنطق إلا انه مايزال لدي شيء من التفاؤل لم تقض عليه بعد هذه الافكاررغم أنني لا أعرف السر في ذلك ؟؟!

ويختتم بالفصل الأخير مراجعة لكتاب (الإسلام والغرب والمستقبل )لارنولد توينبي الذي لم يستطع رغم ثقافته واطلاعه وشهرته أن يتغلب على الهوى وعقدة التعصب وروح التحيز التي ظهرت في تعابيره وخلطه مابين ماهو سماوي ووثني وإبرازه لبعض الحركات الهدامة كالبابية والبهائية.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين