كن أوثق بما عند الله تعالى مما في يديك

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}. سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الآية/ 40

مهما تقطعت أسبابك، فإياك أن تضعفَ في الله آمالك، ومهما أدبرت عنك الدنيا، فإياك أن يخيبَ في الله رجاؤك.

زكريا عليه السلام بلغه الكبر، فأوهن عظمه، وأوهى قوته، وأحنى ظهره، واشتعل رأسه شيبًا، وكانت امرأته عاقرًا، فلم ير في الإنجاب بارقة أمل، ولم يكن عنده فيه أدنى رجاء.

فلما توجه إلى الله تعالى مسبب الأسباب، أبرق في سماء رجائه الأمل، وأخصبت أرض أمانيه بعد طول الجدب، لما أمطرت عليه سحائب الرحمة، {كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}.

فاشددْ يديْك بحبلِ اللهِ معتصمًا * فإنه الركنُ إِنْ خانتك أركانُ

وكُنْ أوثقُ بما عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِمَّا فِي يَديْكَ، وتذكرْ قَولَهُ تَعَالَى: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ}. سُورَةُ الشُّورَى: الآية/ 49

فالأمرُ محضُ فضلٍ، وهو مِنَ اللَّهِ تَعَالَى رِزْقٌ، وَمَنْ ذَا يحولُ بَينَكَ وبينَ رِزْقٍ سَاقَهُ اللهُ إِلَيكَ، ولَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَى، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعَ؛ {وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ}. سُورَةُ يُونُسَ: الآية/ 107

{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}. سُورَةُ فَاطِرٍ: الْآيَة/ 2

{رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين