من أعان عدوّه على نفسه ، فلا يلم غيره .. والمجتمع كالفرد ، في هذا !

ما نحسب عاقلاً ، في هذا العصر، يَملّ ، ولو حُبس ، وحيداً ، في زنزانة ، مادام بين يديه : هاتفٌ ذكيّ ، فيه سائر أنواع المعلومات ، من : دينية وتاريخية ، وسياسية وأدبية ، واجتماعية وطبّية .. وسائر أنواع التسلية النافعة ! وأحسبُنا ، جميعاً ، بحاجة، إلى كلّ معلومة تنفعنا، في ديننا ودنيانا ! ومَن ملّ من أخذ المعلومات ، فلدية أنواع التسليات ..! ومَن لمْ يَجد ، لديه ، قدرة على الكتابة ، في ظرف ما ؛ فعليه بالقراءة النافعة ، قراءة : القرآن والحديث النبوي ، والسيرة والفقه، والسياسة ، والأدب ، وغيرها ! فالقراءة أخذٌ ، وهي سهلة.. والكتابة عطاءٌ ، وما كل ّظرف ، يُتيح للمرء ، إمكانية العطاء ! فقلْ ماينفع : كتابة ، أو شفهياً ؛ فإذا حصل النفعُ فهو ماتريد ، وإلاّ نلتَ ثوابك عند ربّك ، فالكلامُ عمل لايموت ، والله يقول : (..ولن يَتِرَكمْ أعمالكم)

ويقول ، جلّ شأنه :( مايَلفظ مِن قولٍ إلاّ لدَيهِ رَقيبٌ عتيد ).

ويقول ، سبحانه :( قلْ كلٌّ يَعملُ على شاكِلتهِ وربُّكم أعلمُ بمَن هوَ أهدَى سبيلاً).

ويقول عزّ من قائل :

{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} (27 [سورة إبراهيم الآية:24-27]

و((إن الرجل ليتكلم بالكلمة -من رضوان الله تعالى-, يرقى بها إلى أعلى عليين, وإن الرجل ليتكلم بالكلمة -من سخط الله تعالى-, يهوي بها إلى أسفل سافلين))

حديث شريف (أخرجه مسلم وابن خزيمة في صحيحه عن أبي هريرة) .

ومن استمرأ الكلام الخبيث ، من : شتم ، وغيبة ، واتّهام للناس بالباطل ، وإفساد بين الناس .. فعليه تذكّر الحديث النبويّ : رُبّ كلمة ، يقولها الرجل ، لا يلقي لها بالاً ، يَهوي بها ، في جهنّم ، سبعين خريفاً !

أمّا مَن يشعر بالضيق الشديد ، والنقمة ، والسخط ، بسبب أذى ، أصابه من الظالمين ، ويحبّ أن يسرّي ، عن نفسه ، بالنيل من أعراض الأبرياء ، فحَسْبُه أن يتذكّر، بأن كلّ كلمة يقولها ، إنما تُحسب له ، أو عليه ! والكلمة الخبيثة ، تؤذيه ، قبل أن تصل إلى غيره ، وتعين عدوّه عليه ، سواء أكان العدوّ ، من شياطين الإنس ، أم من شياطين الجنّ !

وحَسبُه ، في هذه الحال ، الالتجاء إلى ربّه ، العزيز الجبّار، لينتقم له ، من الظالمين ، ويكفيه شرّهم ! فانتقامُ الله ، من المتسلّط الظالم، متنوّع الصوَر: قد يكون بأيدي شعبه، أو بيَد شخص مقرّب منه ، أو بأحد جنود الله ، التي لايعلمها ، إلاّ هو!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين