حول مراكز الأبحاث

تعج الساحة العربية والاسلامية بكم هائل من مراكز الابحاث

وهي متعددة الاحوال والاهداف

ففيها الدكاكين الفارغة

وفيها من تملك المال ولا تملك الخبرات

وفيها من تملك الخبرات ولا تملك المال

وفيها من عنده ابحاث متميزة لكنها ضعيفة التسويق

وفيها بارعة التسويق لكن لابحاث ضعيفة المضمون

وفيها مراكز البريستيج

وفيها مراكز تهتم بما ليس له اولوية

وفيها مراكز تفتقد العقل الموجه فهي تسير على السكة الخطأ

وفيها مراكز عندها العقل لكن ليس عنده العضلات التنفيذية

وفيها مراكز فيها خير كثير تحتاج من يدعمها

الحاجة قائمة لتشكيل مجلس تنسيق بين هذه المراكز تكمل بعضها بعضا وتتبادل الخبرات فيما بينها وليس الى مركز بحثي جديد

مركز الابحاث الرصين يحتاج لعوامل نجاح أهمها:

1 العقل المنظر والموجه لطبيعة الابحاث وموضوعاتها لا ان رئيس المركز بالضرورة يقوم بذلك كما يحصل الان لانه الرئيس

2 التركيز على الابحاث النظرية التي من الممكن ان تتحول الى برامج عملية وهذا مهمة اشق من مهمة الابحاث النظرية الصرفة التي تعج بها المراكز

3 التركيز على النوع لا الكم فان كتابة بحث على مدخلات انت من يحصل عليها من مسح ميداني واستبيانات واستطلاعات هي التي تعطي للبحث قيمة في مخرجاته ولا تكون مدخلات منقولة لا يعلم مدى دقتها

4 ان تكون ملبية وممكنة التنفيذ لصاحب القرار بمعنى ان يكتب البحث بطريقة الممكن وليس بطريقة المفترض المثالي الذي يعجز المنفذ عن تطبيقه كما هو حال كثير من نتاح مراكز الابحاث

ان البحث بطريقة الممكن اصعب من البحث بطريقة المفترض

فالاول يتعامل مع الواقع

والثاني يتعامل مع الخيال والامنيات 

مع ملاحظة أنه ليس كل الخيال سيئا

5 من نجاح مراكز البحوث تبني الاعلام لمخرجاتها ونقل الافكار من دائرة المكتوب النخبوي الى دائرة الوعي الجماهيري العام

6 الجو العام في المركز والذي يفترض ان يبتعد عن ارادة الممول وارادة المؤدلج وسيطرة التعبئة العاطفية ليكون البحث علميا موضوعيا جريئا في اعلى مستوياته

7 الابتعاد عن الانفاق على المؤتمرات التي تعطي احيانا شعورا موهوما بانجاز المركز الذي يقيمها وربما كان الانفاق نفسه على بحوث نوعية سيكون اجدى من مؤتمر يهتم بحضور المشاهير فيه اكثر من نوع الاوراق المقدمة اليه

اذا اردت ان تعرف سبب اخفاق كثير من المراكز واهمال كثير من الابحاث ستجدها مفتقده لواحد او اكثر من عناصر النجاح اعلاه

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين