كم من الحاجات قضيت بالصلاة

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ}. سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الآية/ 39

كم من الحاجات قضيت بالصلاة، وكم من الدعوات استجيبت في الصلاة، وكم من عيوب سترت بالصلاة، وكم من الذنوب محيت بالصلاة!

تأمل قَولَهُ تَعَالَى: {فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي....}، لتعلم ان الصلاة سببٌ لقضاء الحاجات، وإجابة الدعوات ، وهل أدل على ذلك من اجابة الملائكة زكريا عليه السلام وهو في الصلاة؟

وهي كذلك أمانٌ للخائفين، ودليلٌ للحائرين، ونورٌ إذا ادلهمت الظلماتُ، وسكنٌ إذا ثارت الملماتُ، وسكينة عند الفزع، وراحة عند الهلع.

نعم هي كذلك فإن كنت لم تر ذلك، فلخلل في صلاتك أو ضعف في يقينك.

أما كونها أمانًا للخائفين؛ فَعَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ، صَلَّى». رواه أحمد وأبو داود بسند حسن

وأما كونها راحةً للعباد؛ فَقَد كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَا بِلَالُ أَقِمِ الصَّلَاةَ أَرِحْنَا بِهَا». رواه أبو داود بسند صحيح

وأما كونها نورًا إذا ادلهمت الظلماتُ؛ فَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الصَّلَاةُ نُورٌ». رواه مسلم

وأما كونها سببًا لمغفرة الذنوب؛ فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، قَالَ: وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْ فِيَّ كِتَابَ اللهِ، قَالَ: «هَلْ حَضَرْتَ الصَّلَاةَ مَعَنَا؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «قَدْ غُفِرَ لَكَ». رواه البخاري ومسلم

فإذا نزلت بك نازلة، أو اعتراك خطب من الخطوب، أو أصابك بلاء، فافزع إلى الصلاة، وسل ربك حاجتك، واجعلها وسيلتك لإنجاح مقصدك، وتحقيق مطلوبك.

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين