بهؤلاء وأمثالهم تحيا الأمم

 

"كلُّ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى ثَغْرَةٍ مِنْ ثُغَرِ الْإِسْلَامِ، اللَّهَ اللَّهَ لَا يُؤْتَى الْإِسْلَامُ مِنْ قِبَلِكَ! "  حديث شريف .

 

 العاجزون ، في كل أمّة ، كثر .. والتافهون كثر.. وهم ، جميعاً، أعباء على أمّتهم !

 

 لكن الذين يتمثلون ، بقول طرفة بن العَبد ، قليلون :

 

 إذا القومُ قالوا : مَن فتىً !؟ خلتُ أنني          عُنيتُ ، فلمْ أكسلْ ، ولمْ أتبَلّدِ

 

 ولكلّ مَن يقول : وماذا أفعل أنا !؟

 

 هذه نماذج ، من أفراد الأمّة الأفذاذ ، عبر العصور..!

 

 نعيم بن مسعود: الذي فكّك الله ، على يديه ، الحلف الخبيث ، بين قريظة ومشركي قريش، في معركة الأحزاب ( غزوة الخندق) ! وكان قد أسلم سرّاً ، ووضع نفسه ، بإمرة رسول الله ، فقال له : إنّما أنت رجل ، فخذّلْ عنّا ، مااستطعت !

 

 عثمان بن عفان : الذي جهّز جيش العُسرة ، بتجارة قافلته ، التي دُفع له أضعاف أثمانها ، فأبى بيعها ، وقدّمها ، لرسول الله ، ليجهّز بها جيش المسلمين ! فقال رسول الله : ماضرّ عثمان مافعل ، بعد هذا !

 

سلمان الفارسي : الذي أشار على النبيّ ، بحفر الخندق ، حول المدينة المنوّرة.. فوقى الله ، بمشورته ، المدينة وأهلها ، من اقتحام جيش المشركين ، لها ، في غزوة الأحزاب !

 

الحباب بن المنذر بن الجموح : الذي أشار، على رسول الله ، قبل معركة بدر، بنزول ماء بدر، وتجفيف الآبار الآخرى ، ليشرب المسلمون، في الحرب، ولا يشرب المشركون، فأخذ النبيّ برأيه!

 

 عبدالله بن أُنَيس: الذي حمى الله ، على يديه ، المدينة المنوّرة ، من شرّ الجييش الضخم ، الذي كان يُعدّه خالد بن سفيان الهذلي.. والذي بلغ عدده ، عشرة آلاف رجل ! وذلك بقتل قائده، خالد بن سفيان ، بتوجيه من رسول الله !

 

 حسّان بن ثابت : الذي كان ينافح ، عن رسول الله ، بشعره.. والذي قال عنه النبيّ: إن شعره أشدّ ، على المشركين ، من وقع النبل !

 

 زوجة المرتدّ المتنبّئ ، الأسود العنسي : التي ساعدت المجموعة ، التي قتلت زوجها، بترتيب بارع ذكيّ، فأراح الله المسلمين ، بفضلها، من حرب شرسة ، مع المرتدّ المجرم !

 

 سهيل بن عمرو: مفاوض المشركين ، في صلح الحديبية، الذي تصدّى ، لبعض دعاة الفتنة، في مكّة، بعد وفاة النبي ، الذين دعوا، إلى الارتداد عن الإسلام! فشهر سيفه ، وهدّدهم ، قائلاً: لفد أكرمنا الله ، بالإسلام ، ولن نعود إلى الجاهلية! والله ، لأضربنّ عنق، من يدعو إلى الفتنة، أو الردّة ! فأطفأ الله ، به ، فتنة ، كادت تعصف، بأهل مكّة ، فيرتدّوا  كما ارتدّت قبائل عربية كثيرة !

 

الخنساء الشاعرة  : أقامت الدنيا ولم تقعدها ، بشعرها المتفجّع ،  في الجاهلية ؛ حزناً على أخيها صخر، ورثاء له ! وحين استشهد أبناؤها الأربعة ، في الجهاد الإسلامي ، قالت ، بصبر واحتساب : الحمد لله ، الذي شرّفني باستشهادهم ، وأرجو أن يجمعني بهم ، في مستقرّ رحمته !

 

 نسيبة بنت كعب المازنية : التي أبلت ، في حروب المسلمين ، أحسن البلاء، بدءاً بمعركة بدر، وانتهاء بحرب اليمامة ، ضدّ المتنبئ المجرم ، مسيلمة الكذّاب ! وكانت مضرب الأمثال ، في الشجاعة ، والتضحية بنفسها وأولادها ؛ إذ قُطعت يدها ، في إحدى المعارك ، وقتل أحد أولادها في إحداها !

 

 القعقاع بن عمرو التميمي : الذي أمدّ ، به ، الخليفة الراشد ، جيش العراق .. قائلا صوت القعقاع ، في الجيش، خير من الف رجل! وقد كتب الله النصر، للمسلمين، بفضل القعقاع  وأمثاله ، من الرجال المياميين !

 

 الجنديّ المجهول: الذي نقب حصن المشركين – بمبادرة شخصية سرّية - ففتح الله ، به ، مدينة ، استعصت، على الجيش المسلم ، مدّة طويلة ! وأصرّ على كتمان نفسه ، عن القائد مَسلمة بن عبد الملك .. حتى بات مسلمة ، يدعو الله : أن يحشره ، مع صاحب النقب !

 

 وفي العصر الحديث : سليمان الحلبي ، الذي قتل - بمبادرة شخصية - كليبر خليفة نابليون، في حملته على مصر، فأنهى الله ، على يديه ، الحملة الفرنسية ، وغادرت بلاد المسلمين !

 

 علماء الأمّة الأعلام :  أمثال الشافعي ، وأبي حنيفة ، ومالك ، وابن حنبل ، في العصور القديمة..  كل فرد منهم ، يعدل ألوف الرجال !

 

الشباب الأبطال: الذين أحبط الله ، على أيديهم، انقلاب غولن، في تركيا، في تمّوز، عام/2016، الذين واجهوا الدبّابات بصدورهم ، وضحّوا بأنفسهم ، لحفظ كيان دولتهم ، من الانهيار، على أيدي الانقلابيين !

 

 وعلماء الأمّة، في العصور الحديثة : كل منهم نجم مضيء، في سماء الأمة، إلى يوم القيامة !

 

 أهذا تحريض!؟ نعم ! لكن، لاعلى العدوان.. فنحن منهيّون، عن العدوان، بسائر أشكاله، حتى في الحرب! قال تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لايحب المعتدين).

 

هذا تحريض ، على الدفاع المشروع ، عن: النفس ، والأهل ، والدين ، والوطن، ومصير الأمّة، بشتى الوسائل والسبل : بالعقل والعلم ، والمال والنفس ، واللسان ..! الدفاع الذي يحيي الأمم، لا الذي يفنيها! وذلك ، ضمن ضوابط الدين والخلق ، والقيم الإنسانية النبيلة.. لا على طريقة المجرمين، الذين وظّفهم أعداء الأمّة، ليمزّقوا كيانها، ويبيحوها لأعدائها، من سائر الملل والنحَل!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين