في موت العلماء

قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ ؛ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا . رواه البخاري

يقبض الله العلم من الناس عندما يكونون في حال لا يستحقونه . نلاحظ قوله صلى الله عليه وسلم : لم يُبق عالما . بضم الياء ، وليس لم يَبق ، والمعنى حتى إذا لم يُبق الله عالما ، ترك الله الناس المفرطين ضحايا للرؤوس الجهال فأفتوا بغير علم ..

الجهل ..والعلم المقصودان في الحديث ليس العلم بالنصوص ، وحفظ المتون ، وقدرة اللسان على الالتواء ..الجهل هو الجهل بالله ، والاجتراء عليه ، والغرور بمتاع الغرور ، فأفتوا بغير علم حقيقي ، فحادوا عن الحق ، وروجوا الباطل ، وتكاثروا نطنطة على المنابر ، أكاد أسميهم ، ولكن نصحني من لا أشك في نصحه ألا أفعل فأنتم تعرفونهم . 

إن ( رأسا ) يشهد على علمه بشار الأسد، وحاشيتُه ، وكل أصحاب الأهواء من أهل الباطل لجدير أن يكون من الرؤوس الجهال، أعاذني الله وإياكم من شره ..

والعلماء العلماء ، العلماء بالله وبدين الله يقبعون في الزوايا ، أو يتخرمون من بين أيدينا ، يكرمهم الله بقبضهم ، فتحدث الثلمة في ديننا وفي حياتنا ونحن لا ندري . 

ويموت طبال ، أو رقاص ، في أقاصي الأرض ، فيحتفي "إعلامنا الحر " فيطبل ويرقص . ويموت أساطين العلم من المسلمين في هذا العالم ، وإعلامنا لا يدري ..

ونحن لا ندري ، فإذا مررنا عرضا بخبر وفاة عالم ربما أحدثت وفاته ثلمة في ديننا وحالنا ، أعرضنا حتى عن كلمة " رحمه الله " ...

والله حين نضع "رحمه الله " دعاء لعالم من أصحاب الخشية لله ، وليس فينا من هو مستغنٍ عنها ، فإنما على أنفسنا نترحم ، ولأنفسنا ندعو ، 

عسى الله أن يجبر كسرنا بسبب نمده إلى عباد الله هؤلاء..

اللهم اجمع أمرنا على من تحبهم ويحبونك ..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين