ظواهر سلبية في رمضان (7): (الأوزان.. ثقيلة في رمضان..)

حين يمنع الإنسان نفسه الطعام والشراب، من الفجر إلى الغروب، ولمدة شهر كامل؛ فالمتوقع أن تنقص أوزان الصائمين، لا سيما في الدول التي تتجاوز ساعات الصيام فيها ثلاث عشرة ساعة، لكن المشاهد - للأسف - أن جلّ الصائمين تبقى أوزانهم في ختام رمضان كما كانت في أوله، بل بعضهم يزيد، وقلّ أن تجد من نقص وزنه في رمضان..

تزيدُ بشهرِ الصومِ أوزانُ معشرٍ=وذلك من إحدى عجائبِنا السَّبْعِ!

والسبب: اسأل أماكن بيع المطعومات والمشروبات فعندهم الخبر اليقين: أن الاستهلاك في رمضان أكثر منه في غير رمضان!! فالواحد منهم كأنه يتوعد النهار الذي يمنعه الطعام والشراب؛ أن موعد الثأر، وساعة الانتقام: حين يحين الغروب، ويحل الظلام.. 

وقالوا للنهار: لئن تُجِعنا=فإن الليل منك لنا انتقام

"وكيف يستفاد من الصوم قهْرُ عدو الله إذا تدارك الصائم عند فطره ما فاته ضحوة نهاره!! وربما يزيد عليه في ألوان الطعام حتى استمرت العادات بأن تُدخر الأطعمة لرمضان، فيؤكل من الأطعمة فيه ما لا يؤكل في عدة أشهر" كما قال الإمام الغزالي. 

واعلم أخي الصائم؛ أن من حكم مشروعية الصيام أيضا: إراحة الجهاز الهضمي وتخفيف العبء الملقى عليه طوال العام، ومنح الفرصة للكبد ليتخلص من السموم المتراكمة فيه، فأين سعيك لتحقيق هذه الحكم النافعة؟! إنك لا تنتقم من النهار؛ بل من جسدك الذي قال لك النبي صلى الله عليه وسلم عنه: (وإن لجسدك عليك حقا)..

اللهم ارزقنا امتثال هدي نبيك الحريص علينا، المحبوب لدينا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم..

وتقبل الله طاعتكم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين