مواقف بين المبادئ والمصالح

المفروض أن تكون للأمة قيادة وطاعة لهذه القيادة ولكن بسقوط الخلافة الإسلامية تشرذم المسلمون ودخلوا في مرحلة القصعة 

ونشأت حركات إسلامية وأدت دورا في جمع كلمة المسلمين تحت قيادة واحدة والتي تسمى اليوم الصحوة الإسلامية والتي تحارب من قبل قوى الاستبداد والاستكبار العالمي ومن الهمج والرعاع وهذا ليس غريبا في الصراع الحضاري 

ولكن الغريب أن يبقى الكثيرون ممن ينتسبون إلى العلم خارج الدائرة يعيشون في دوائرهم الخاصة فيمزقون الأمة بآرائهم الخاصة ومواقفهم الغير مدروسة وسبب ذلك انهم لم يعرفوا الجماعة ولا الطاعة 

هؤلاء هم السبب والعقبة في توحيد جهود الأمة فكل واحد منهم أمة وجماعة فكيف يمكن التوحيد وهم متشرذمون!! 

ومما يزيد الطين بلة أن تكون مواقفهم مصلحية بعيدا عن المباديء 

وأذكرهم بالعالم الرباني النورسي الذي حمل المشعل وقاد الأمة من خلال المباديء لا المصالح. 

يقول النورسي : أيها السادة انا في تيار الإيمان في مواجهة تيار الإلحاد. 

إن أصدق معيار يبين حقيقة الشخص مدى تميزه والتزامه بالجماعة. 

يقول صلى الله عليه وسلم : "العلماء ورثة الأنبياء" اي في بيان الحق ومواجهة الباطل والدفاع عن المظلوم. 

اهم شرط لنجاح العالم؛ التضحية ولكن هؤلاء يكسبون ولا يضحون في مواقفهم 

كانت كل كلمة من كلمات النورسي جمرة وكل فكرة من أفكاره شعلة. 

وفرق كبير بين مواقف المصالح ومواقف المباديء. 

وفرق كبير بين أسارى الراتب والرتبة والثروة والشهرة وبين اصحاب المباديء 

كان الأستاذ النورسي يقول : إن هذا الزمان زمان الجماعة. 

ويقول : 

أين اتحاد القلوب في دائرة الحرية واين الوحدة بين أبناء الأمة؟

الحربة تترعرع وتنمو بالحقوق والكرامة والأخلاق فأين نحن من هذه الحرية؟ 

إن الأنظمة الاستبدادية تخاصم العقل والحياة معا. 

وقال: السجن خير مكان أستريح فيه من حكومة قمعية ليس لها من الحرية سوى لفظها فموت المرء مظلوما خير من عيشه في كنف الظالمين. 

هذا هو موقف العلماء الربانيين التزام بالجماعة وجهاد بالكلمة 

ومواجهة للمستبدين وارتفاع عن المصالح الدنيوية 

مواقف مباديء لا مصالح.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين