ظواهر سلبية في رمضان (5) مخالفة: إنما يقدس الرجلَ عملُه..

بعض الناس ممن أكرمه الله بالاقامة في مكان مبارك، أو بلوغ زمان مبارك؛ يملأ الغرور إهابه، وتُسوّد السيئات كتابه؛ ركوناً منه إلى بركة الزمان أو المكان، وتفريطا منه في جنب الله.. ولا يجلّي له حقيقة الأمر شيء كجواب سلمان لأخيه أبي الدرداء رضي الله عنهما، إذ كتب الثاني للأول مغريا إياه بمفارقة العراق التي يقطنها سلمان، والانتقال للإقامة في بلاد الشام، قائلا له: أن هلم إلى الأرض المقدسة.. فأجابه سلمان: إن الأرض لا تقدس أحدا، وإنما يقدس الرجلَ عمله (رواه مالك في الموطأ وعنه أبو نعيم في الحلية).

وهذه الكلمة من الصحابي الحكيم سلمان رضي الله عنه؛ تطرد ما قد يحيك في صدور بعض الناس من الاعتماد على قداسة زمان أو مكان، فالزمان - كرمضان - والمكان - كدمشق -: لا يوضعان في ميزان العبد يوم الحساب، وإنما يوزن إيمانه وعمله.. 

ومن سافر في رمضان إلى أي بلد أوربي: لا يلحظ أجواء رمضان، ولا يشهد هناك تلك السمات الجميلة التي نشهدها له في بلاد الإسلام.. لعدم التهيؤ وعدم التعرض لنفحات المولى الكريم.. التي تتضاعف في الشهر الكريم.. 

وقلْ مثل ذلك عن ثلث الليل الآخر: من قضاه نائما أو لاهيا: لم يشهد تنزل الرحمات، واستجابة الدعوات، التي يحظى بها من كان قانتا لله ساجدا وقائما..

فاللهم اجعلنا أهلا لاستقبال نفحات رمضان..

وكل رمضان.. وأنتم بعناية الرحمن..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين