الجيش السوري في ظل البعث الطائفي أتعس جيش  في العالم !؟

بكل الأسى والحزن ينظر الشعب السوري إلى الجيش الذي أنفق عليه طيلة ستين عاماً ، ماكان يجعل سورية في نهضة تنافس فيها أرقى وأغنى دول العالم !؟

فمنذ أن اختطف حزب البعث البلاد ، معتمداً على أبناء الطائفة الذين تغلغلوا في صفوف الجيش بناءً على تسهيلات المحتل الفرنسي ، الذي أسس جيش الشرق ، وكان عددهم فيه أكبر من غيرهم ، حتى إن المفكر النصيري القومي العلماني زكي الأرسوزي باعتراف منه في كتاب الأعمال الكاملة ( طبع وزارة الثقافة في عهد البعث ) عاتب المندوب الفرنسي ؛ لأن الفرنسيين يفرقون في تعاملهم بين المسيحيين والعلويين ، مع أن جيش الشرق أكثره من العلويين - كما يقول - !؟

وجاءأكرم الحوراني ليركب الموجة ، ويستغل هذه الكتلة في وجه منافسيه السياسيين ، فكان يحرض ويشجع ويسهل دخولهم للجيش ، ومما يرويه السوريون أنه كان ينظر إلى شبابهم ويقول : متى أرى النجوم على أكتافكم وهي تلمع ؟ ( وكان جزاؤه منهم أن جعلوه من أوائل ضحاياهم ، وقد روى عضو في التحالف الوطني لتحرير سورية الذي أنشئ عام 1982 ، وضم مختلف جهات المعارضة السورية آنذاك ، أن? الحوراني اعترض على عدم وجود أحد من العلويين فيه !؟ فأُوكل إليه الاتصال بمن يعرف ، فاستدعى إلى باريس ضابطاً ذا رتبة عالية منهم وصل إلى التقاعد، ولكنه على صلة قوية بالحيش والحكم ، وعاتبه الحوراني على الصبغة الطائفية التي أخرجت الحزب عن مفاهيمه ، وتوجهاته !؟ ولكنه خرج من اللقاء خائباً ، بعد أن قال الضابط له : بو رشيد ! نحنا لا ننكر فضلك ، اطلب أي شيء ،أي منصب ، أي وزارة ! أما الجيش فلا نسلمه لأحد غيرنا !؟ )

ونفذ ضباط الطائفة المخطط ذا الهدفين : وصول البعث إلى السلطة ، ووصولهم إلى الحكم على أكتاف البعث، فجمعوا في يدهم الاثنين معاً !؟ وهكذا كان ، وكان من تداعياته أن أكثر من ثمانين بالمئة من ضباط الجيش السوري ، أصبحوا من الطائفة التي تأتمر بأوامر المجلس الملي وعصابة آل أسد !؟

ففقد الجيش انضباطه ، وأخلاقياته ، وأصبحت مهمته - بعد أن أُعطي له في لبنان وسورية صلاحيات في السلب والنهب والقتل - أصبحت مهمته تمشيط المدن ، وإسكات أي صوت يعارض النظام القائم على أسس طائفية مقيتة متخلفة !؟

وبكل الحزن والأسى - مرة أخرى - أصبحت تتأذى ، وأنت ترى جيش البلاد يقتل بلا رحمة ولا إنسانية ، أبناء الشعب الذين يدفعون له رواتبه وثمن أسلحته !؟

وأصبحت ترى أبناء الشعب المقهور ، المُفتر?ض فيهم أن يحبوا جيشهم ، ويعتزوا به ، يقاتلونه ، ويُعبّر بعضهم - بعفوية عن كرهه له ، فيضربون ويصفعون ويبصقون على الضباط والطيارين الذين يقعون في أيديهم !؟

أليس ذلك محزناً، ويجعل الإنسان السوري يحس بالكآبة والإحباط والألم !؟

أيها المخططون لهذه الطائفة ! أي جريمة ارتكبتم ، وأي شرخ في بلادنا الحبيبة اقترفتم !؟

قاتلكم الله على مافعلتم ! ولن يحيق المكر السيء إلا بأهله !

سيتعافى هذا الوطن ، وستلتئم جراحاته ، ولكنكم ستحتاجون إلى إعادة تأهيل إنساني ، ووطني ، واجتماعي ! كي تستطيعوا العيش مع الآخرين !؟

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين