ظواهرُ سلبيَّة في رمضان (2)  (كيف أقتل نهار رمضان؟!!)

رمضان زمن مبارك، خصَّه الله بما يميزه عن سائر الشهور، ويرفع قدره، ويُظهر تفرده، فكان خليقًا باغتنام كل لحظة فيه، وإعمار كل جزء منه بطاعة وعبادة، لكن بعض الناس في الشهر الكريم يشق عليهم احتمال ما يصاحبه من مشاق.. وعلى رأسها مشقة المسغبة، ومشقة الظمأ، وما قد يصحبهما من حر لافح، وشمس حارقة، إضافة إلى طول النهار في بعض البلاد، فلا غرو أن تجد غير المتحملين لكل ذلك - لاهثين بحثا عما يقتل الوقت ويملأ الفراااغ!! من برامج تافهة، ومسلسلات هابطة، ونوم مديد.. 

نعم.. الإسلام لا يحبِّذ المشقة لذاتها، ولا يرغب فيها بل يقول عنها: (وما جعل عليكم في الدين من حرج) (سورة الحج)، لكنها إذا أنتجت طيبا مرغوبا فيها؛ غدت مقبولة مرتضاة، لا لذاتها بل لنتاجها، كمشقّة الصيام، ومشقّة الحج.. 

رأى الحبيب صلى الله عليه وسلم رجلا قد نذر أن يقوم في الشمس، ولا يقعد، ولا يستظل، ولا يتكلم، ويصوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مروه فليتكلم، وليستظل، وليقعد، وليتم صومه)

فكيف أصنع إذن إزاء مشاق الصيام؟ 

حاولْ تناسيها بإشغال نفسك بتلاوة القرآن الكريم، وبتعلُّم ما ينفع، عن طريق القراءة أو الاستماع أو المشاهدة، لا سيما السيرة النبوية المطهرة، وسير الصحابة والأكابر، ففي ذلك تسلية للنفس لحبِّها القصص، مع ما تحتويه تلك القصص من غرس للقيم، وتعريف بجزء مهم من التاريخ.. بل أفضّل لك أن تضع لنفسك برنامجًا يوميًا متنوعًا، يمنحك الفائدة، ويطرد عنك الكآبة والرتابة والملل، وفوق هذا وذاك: أن تستحضر نفاسة عمرك عامَّة، ونفاسة أوقات رمضان خاصَّة، وقبل ذلك وبعده: كثرة الدعاء للمولى سبحانه أن يعينك على اغتنام كل لحظة من الشهر الكريم..

اللهم أشغلنا بك عمَّن سواك.. ولا تجعلنا عنك من الغافلين..

وتقبل الله طاعتكم..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين