قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}. سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الآية/ 32
تأمل قوله تَعَالَى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}، لتعلم أَنَّ تَعَمُّدَ مخالفةِ أمرِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُفْرٌ باللَّهِ تَعَالَى، فكما أنه طاعته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هدى؛ كما قال تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}. سُورَةُ النُّورِ: الآية/ 54
فإِنَّ معصيتَه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضلالٌ مُبِينٌ؛ قَالَ تَعَالَى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا}. سُورَةُ الأَحْزَابِ: الآية/ 36
والاحتكام إلى غيره حال حياته، وإلى غير شريعته بعد موته، دليلُ عدمِ الإيمانِ؛ قَالَ تَعَالَى: {فَلا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}. سُورَةُ النِّسَاءِ: الآية/ 65
والتوليِّ عنهُ كفرٌ؛ قَالَ تَعَالَى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. سُورَةُ النُّورِ: الآية/ 63
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: الْفِتْنَةُ هَاهُنَا: الْكُفْرُ.
فاحْذَرْ أَنْ تَعْصِيَ لَهُ أمرًا، أَوْ تُخَالِفَ لَهُ حُكْمًا، فليس أمرُهُ كأمرِ غيرِهِ، ولا حكمُهُ كحكمِ غيرِهِ، فحكمُهُ حكمٌ للهِ، وأمره أمر لله، وطاعته طاعة لله؛ قَالَ تَعَالَى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}. سُورَةُ النِّسَاءِ: الآية/ 80
اللهم وفقنا لتعلم لهديه، والعمل بسنته، واحشرنا في زمرته، وارزقنا شفاعته.
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول