من علامات الوفاء وشواهد الحب للرسول صلى الله عليه وسلم

من علامات الوفاء وشواهد الحب
 للرسول صلى الله عليه وسلم

بقلم: حسن قاطرجي


فقد قال عليه الصلاة والسلام: "أَوْلى الناس بي يوم القيامة أكثرُهم علي صلاة". وهو حديث حسن، أخرجه الإمام الترمذي في جامعه – ح 490- في الصلاة، باب ما جاء في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، بسنده عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود مرفوعاً، ثم قال عَقِبه: هذا حديث حسن غريب. وصحّحه ابن حِبّان إذ رواه في صحيحه (ح 911 – من الإحسان في تقريب صحيح ابن حِبّان) وعَنْون له (ذكر البيان بأن أقربَ الناس في القيامة يكون من النبي صلى الله عليه وسلم  من كان أكثر صلاةً عليه في الدنيا).
واقتصر الإمام الحافظ ابن حجر في فتح الباري 11: 167 عند شرحه لأحاديث باب فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من كتاب الدعوات في صحيح البخاري على قوله رحمه الله: حسّنه الترمذي وصححه ابن حبان.
وورد حديثٌ قريبٌ منه رواه الإمام أبو بكر البيهقي في "السنن الكبرى" 3: 249 وفي جزئه "حياة الأنبياء" ح11 عن الصحابي أبي أمامة مرفوعاً: "صلاةُ أمتي تُعرض عليّ في كل يوم جُمُعة: فمن كان أكثرُهم عليّ صلاة كان أقرَبَهم مني منزلة". وقال الحافظ ابن حجر في الموضع السابق ذِكْره: ولا بأس بسنده.
وبهذا الحديث يَنْجبر الضعف في سند حديث ابن مسعود الذي تكلم عنه بعض أهل العلم فيكون الحديث بمجموع طريقَيْه حسناً.
فوائد جليلة
الأُولى: يفتح هذا الحديث باب السباق بين المسلمين كلٌّ بحسب قوة حبه للرسول صلى الله عليه وسلم  وتذكُّرِهِ له وهمته للاستكثار من الصلاة والسلام عليه لأن ذلك من أعظم أسباب القرب منه يوم القيامة والسعادة بشفاعته، وأقوى علامات الوفاء له صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: قال ابن حِبّان بعد روايته للحديث: في هذا الخبر دليل على أن أَوْلى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم  يوم القيامة يكون أصحاب الحديث، إذ ليس من هذه الأمة قوم أكثر صلاة عليه صلى الله عليه وسلم منهم.
أقول: اللهم اجعلني وشيوخي وأهلي وأحبتي منهم وشرِّفنا برَكْبهم المبارك واغفر لنا ما تعلم منا ولا تحرمنا أجورهم. ونقل الإمام الحافظ الخطيب البغدادي وقد أورد الحديث في كتابه القيم "شرف أصحاب الحديث" – ح 63، ص 35 -: وهذه منقبة شريفة يختص بها رواة الآثار ونَقَلتها، لأنه لا يُعرف لعصابة من العلماء من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم  أكثر مما يُعرف لهذه العصابة نسخاً – أي كتابة – وذِكراً.
ثالثاً: يُرجع إلى الكتاب العظيم "فتح الباري" للإمام ابن حجر: 166:11 – 167 لمعرفة أفضل كيفيات الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
رابعاً: أفاد حديث أبي أمامة رضي الله عنه فضلَ يوم الجمعة وأن الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم من أفراد أمته تُعرض عليه يوم الجمعة، وهذا يُفيد أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم حيّ في قبره حياة شريفة خاصّة غيبية تشريفاً له وتفضيلاً.


جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين