اختيـار جنـس الجنيـن

بسم الله الرحمن الرحيم

تعريف :

يقصد باختيار جنس الجنين : العمل على تحديد نوع الجنين المراد ، ما إذا كان ذكرا أو أنثى ، وقد يُعَبَّرُ عن هذا بتعيين جنس الجنين ، أو تحديد جنس الجنين ، أو التحكم في جنس الجنين ، أو استصفاء جنس الجنين .

وهذا يختلف باختلاف الكائنات الحية ، فهو في الإنسان مختلف عن الحيوان ، وكذا في الحشرات والطيور ، بل هناك طرق مختلفة لتعيين الجنس في الحيوانات والحشرات تختلف حسب النوع والجنس . 

نبذة تاريخية :

فيما يخص اختيار جنس الجنين عند الإنسان ، كان الناس قديما يعتقدون أن المرأة هي العامل الوحيد المؤثر في ذلك ، فقاموا بعدة طرق واقترحوا مجموعة من الأساليب رأوا أنها توصل إلى التحكم في جنس الجنين ومن ذلك ما يلي :

1ـ اللجوء إلى الكُهَّان والسحَرة والعرَّافين لإحاطة المرأة قبل الحمل وأثناءه بالتعاويذ ، وإشمامها أنواعا معينة من البخور والعطور ، وتزويدها بالرُّقى والتمائم من أجل أن يكون حملها ذكرا .

2ـ ربط خصية الزوج اليسرى للحد من نشاطها مؤقتا لمن يريد ذكرا ، اعتقادا منهم أن الخصية اليمنى تنتج مولودا ذكرا ، والعكس من ذلك لمن يريد أنثى . 

3ـ استلقاء المرأة بعد الجماع على جانبها الأيمن لمن يريد ذكرا ، مع شرب الزعفران وتقليل الحركة والحفاظ على دفء الجسم ، وتخيُّل إنجاب الذكر لما في ذلك من أثر فعال في حصول المراد .

4ـ طلاء الزوج جسمه قبل الجماع بدم الأرانب إن رغب في إنجاب زوجته ذكرا ، أو طلاؤه بدهن الإوزِّ إن أراد إنجابها أنثى .

5ـ شاعت في مستهل القرن العشرين المنصرم نظرية خلاصتها : أن على الزوجة التي ترغب في إنجاب ذكر ، القيام بغسول رحمية يومية من " بيكربونات الصوديوم " لتجعل الوسط الجنسي قلويا . أو بغسول رحمية يومية من " حامض البوريك المخفف " لتجعل الوسط الجنسي حمضيا من أجل إنجاب أنثى . 

الحقائق العلمية في تحديد جنس الجنين :

أثبت العلم الحديث في بدايات القرن العشرين في عام 1910م بطلان تلك الخرافات والأفكار التي كانت سائدة عند القدماء ، وذلك حينما اكتشف العالم " مورغان " وغيره : أن المرأة ليست الطرف الأساسي في تحديد جنس الجنين ، لأن البويضة التي ينتجها جسمها لا تحتوي إلا على نوع واحد من الصبغيات وهو ( x ) . وذكر بأن الجانب الأساسي في تحديد جنس الجنين هو الرجل ؛ لأن السائل المنوي عنده ـ الذي يحتوي على مئات الملايين من الحيوانات المنوية التي تتسابق إلى البويضة لتلقيحها ـ يشتمل على نوعين من الخلايا والصبغيات : 

النوع الأول : خلايا منوية ذكرية ( ( y. 

النوع الثاني : خلايا منوية أنثوية ( x ).

فإذا تم تلقيح بويضة المرأة ( x ) بالخلايا الذكرية ( y ) كان الجنين ذكرا بإذن الله تعالى وتقديره ، وإذا تم تلقيح بويضة المرأة ( x ) بالخلايا الأنثوية ( x ) كان الجنين أنثى بتقدير الله تعالى . 

هذا ، ومن الجدير بالذكر هنا بيان ما أورده العديد من العلماء المسلمين الباحثين في الإعجاز القرآني : من إشارة القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة العلمية قبل خمسة عشر قرنا ، وذلك في قول الله تعالى : ( وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تُمْنَى ) سورة النجم / 46 . وفي آية أخرى : ( ألمْ يَكُ نطفة من منيٍّ يُمْنَى ثم كان علقة فخلق فسوَّى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ) سورة القيامة / 38 . قال القرطبي في تفسيره : قوله تعالى : ( فجعل منه الزوجين : الذكر والأنثى ) : جعل من المني الزوجين : الذكرَ والأنثىَ .

أهم الفروق الخَلْقِيَّة بين نوعي الخلايا الذكرية والأنثوية : 

تبين للعلماء بعد المتابعات والدراسات المتواصلة أن هناك فروقا خَلْقِية بين النوعين السابقين اللذَيْن يشتمل عليهما السائل المنوي عند الرجل ومن ذلك ما يلي : 

1ـ الخلايا الذكرية أصغر حجما بخلاف الخلايا الأنثوية .

2ـ الخلايا الذكرية أسرع حركة بخلاف الخلايا الأنثوية . 

3ـ الخلايا الذكرية أقصر عمرا بخلاف الخلايا الأنثوية .

4ـ الخلايا الذكرية أضعف وأقل مقاومة بخلاف الخلايا الأنثوية .

5ـ الخلايا الذكرية أقل لمعانا وبريقا بخلاف الخلايا الأنثوية .

6ـ الخلايا الذكرية تميل للوسط القلوي بخلاف الخلايا الأنثوية التي تميل للوسط الحمضي.

هذا ، وقد دلت الاختبارات والتجارب العلمية على ألاف الأزواج أن الصبغيات ( الكروموزومات ) الكامنة في السائل المنوي وبويضة المرأة لها تأثير واضح في انتقال الأوصاف والألوان الجسمية ، وانتقال الأخلاق والطبائع من الأصول إلى الفروع وذلك عن طريق الوراثة ... وصدق الرسول الكريم حين قال : ( تخيَّروا لنُطَفكم فإنَّ العِرْقَ دسَّاس ) . رواه الديلمي والمديني ، وأصله عند ابن ماجة والحاكم والبيهقي بسند صحيح .

طرق علمية طبيعية لاختيار جنس الجنين : 

بناء على ما تقدم من معطيات وحقائق علمية معاصرة أرشد العلماء والأطباء إلى العديد من الطرق والعوامل الطبيعية المساعدة على اختيار الزوجين لجنس الجنين ذكرا أو أنثى ، دون تدخل طبي أو تلقيح صناعي أو نحو ذلك ، ومما اقترحوه في هذا المجال وهو يمكن إجراؤه في بيت الزوجية ما يلي : 

1ـ تهيئة حال القناة التناسـلية عند المرأة بما يناسب جنس الجنين المراد : فقد ذكرت " الدكتورة بلوم " وغيرها : أنه إذا رغب الزوجان في إنجاب ذكر فيقترح قيام المرأة في يوم التبويض بإجراء غسل قلوي بملعقة من " بيكربونات الصوديوم " في ليتر من الماء المغلي ثم المفتر ، وذلك قبل الجماع بحوالي ربع ساعة ، ليساعد ذلك على مرور الخلايا المنوية الذكرية ووصولها إلى البويضة . أما في حال الرغبة في الجنين الأنثى فتؤخذ ملعقة من " الخل الأبيض الحمضي " مثلا ، وتخلط مع لتر من الماء المغلي الذي يفتر ، ثم يغسل به المهبل بنفس الطريقة السابقة ، مما يضعف الخلايا المنوية الذكرية ويتيح الفرصة لوصول الخلايا المنوية الأنثوية إلى بويضة الزوجة .

2ـ تَحَرِّي المعادلة بين وقت الجماع ووقت التبويض : ذكر " الدكتور شتلر " وغيره : أنه إذا حصل الجماع قبل وقت يسير من التبويض ( حوالي 12 ساعة ) كانت الخلايا المنوية الذكرية أسرع في الوصول إلى البويضة والاندماج فيها وحمل ذكر بإذن الله تعالى . أما إذا حصل الجماع قبل أكثر من ( حوالي 12 ساعة ) من التبويض ضعفت الخلايا المنوية الذكرية عن الوصول إلى البويضة وتلاشت ، وذلك لقصر عمرها وقلة مقاومتها ، بينما تتقدم الخلايا المنوية الأنثوية لما تتصف به من قوة المقاومة وطول العمر ، فتصل إلى البويضة وتندمج فيها وتكوِّنا معا أنثى بإذن الله تعالى .

هذا ، وتجدر الإشارة هنا إلى ما أورده العديد من الأطباء والعلماء المسلمين الباحثين في إعجاز القرآن والسنة : من إشارة الأحاديث النبوية إلى هذا التسابق ـ بين هذين النوعين من الخلايا سواء في الطريقة الطبيعية هذه أو في غيرها ، وذلك من أجل الوصول إلى المعادلة بين وقت الجماع ووقت التبويض ـ وذلك في قول النبي ? : ( إذا غشِي الرجلُ المرأةَ فسبَقها ماؤه كان الشَبَه به ، وإذا سبق ماؤهَا كان الشَبَه لها ) أخرجه البخاري .

ومما قالوه في شرح هذا الحديث ونحوه : أنه يراد بالسبق هنا الوصول إلى البويضة والاندماج فيها ، فإذا سبقت الخلايا الذكرية ( y ) ووصلت إلى البويضة كان الجنين ذكرا ، وإذا سبقت الخلايا الأنثوية ( x ) ووصلت إلى البويضة كان الجنين أنثى ، وكل ذلك مرهون بتقدير الله ومشيئته سبحانه . قال الله تعالى : ( لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء ) سورة الشورى /49 .

3ـ ضبط النظام الغذائي بما يناسب جنس الجنين المراد : لوحظ من خلال العديد من الدراسات المتتالية التي قام بها العلماء في القرن العشرين الماضي : أنه كلما زاد وطغى مقدار الكالسيوم والماغنسيوم ( كالحليب ومشتقاته والمكسرات والبيض والكاكاو ) في غذاء المرأة كلما كان ذلك أدعى إلى إنجابها الإناث ، كما أنه كلما زاد وطغى مقدار البوتاسيوم والصوديوم ( كعصير الفواكه والعسل واللحوم والخضار والقهوة والشاي ) في غذاء المرأة كلما كان هذا أدعى إلى إنجابها الذكور بإذن الله تعالى .

والسبب في ذلك كما ذكر بعض العلماء المختصين : حدوث تغيُّرات تؤثر في مواضع الاستقبال في غشاء البويضة ، حيث تقبل نوعا واحدا فقط من الخلايا المنوية الذكرية أو الأنثوية بحسب النظام الغذائي المعتمد . 

وذكر علماء آخرون : أنه ربما يعود السبب إلى تأثير تلك الأنواع من الأغذية على درجة حامضية الإفرازات المهبلية التي تقبل أو تمنع وصول نوع دون نوع من الخلايا المنوية السابق ذكر نوعيها . 

طرق علمية طبية معاصرة لاختيار جنس الجنين : أوصلت الطرق الطبيعية الآنف ذكرها إلى نتائج محدودة بنسب متدنية في اختيار جنس الجنين ، مما جعل العلماء يواصلون بحوثهم نحو مزيد من المحاولات الأعلى نسبةً والأكثر دقة ، فكان أن تمكنوا من التوصل إلى عدد من الطرق الطبية التخصصية المتقدمة في اختيار جنس الجنين ، ومن ذلك ما يلي : 

1ـ التلقيح الاصطناعي في داخل جسم الزوجة : وهو أخذ السائل المنوي من الزوج واستخلاص وغسل وتنشيط الخلايا الذكرية ( y ) من هذا السائل ـ في حال الرغبة في جنين ذكر ـ ثم حقنها في رحم الزوجة حال انطلاق البويضة أو البويضات عندها ، كل ذلك يجري بإجراءات ووسائل وأجهزة خاصة ودقيقة ومعقمة ومتطورة . كما يمكن في حال الرغبة بجنين أنثى استخلاص الخلايا الأنثوية ( x ) من السائل المنوي ، وحقنها في رحم الزوجة بعد رصد وقت انطلاق البويضة أو البويضات أيضا ... 

2ـ التلقيح الاصطناعي في خارج جسم الزوجة : وهو المسمى : " طفل الأنابيب " وذلك باستخراج البويضة أو البويضات من جسم الزوجة وإخصابها بالخلايا الذكرية أو الأنثوية حسب نوع الجنين المراد ، ثم إعادتها مخصَّبة للرحم مرة أخرى في أوقات وظروف معينة .

وقد تصل نسبة النجاح في هذه الأحوال إلى حوالي %75 بدلا من النسبة الطبيعية التي هي %53 ( أي بفارق حوالي %20 ) وذلك أن نسبة المواليد الذكور إلى الإناث في الحالات البشرية الطبيعية للحمل هي 106 إلى 100 ، وهذه الزيادة المحدودة جعلها الله تعالى لتعويض ما يُفقَد من الذكور في الحروب وإصابات العمل وحوادث الطرق ونحو ذلك .

وقد عمد بعض العلماء إلى طريقة ( fish ) للتعرف المبكر على جنس الجنين قبل إرجاع البويضة أو البويضات المخصَّبة إلى رحم الزوجة ، وذلك من خلال مراقبة خلايا الانقسام إلى ثمان أو إلى ست عشرة خلية ... حيث تؤخذ البويضة أو البويضات المخصَّبة المرغوبة والأحسن حالا وتودع في الرحم ، بينما تُهمل وتُتلف الأخريات التي لا أمل فيهن . 

هذا ، ولا يزال العلماء والأطباء والباحثون جادين في المستشفيات والمختبرات ومراكز البحث ، للتغلب على الحالات المستعصية التي تواجههم في مجال العقم ، أو في مجال اختيار جنس الجنين ، أو حالات تشوه الأجنة المصاحبة لتلك العمليات .

موقف الإسلام من اختيار جنس الجنين : تساءل الكثير من المسلمين عن موقف الإسلام من هذه الطرق الطبيعية والإنجازات العلمية الطبية ، هل تتفق وأحكام شريعتنا ؟ وما هو حكم الإسلام فيها ؟.

من هذا المنطلق قام العلماء والفقهاء المسلمون الأجلاء بالتعاون مع الأطباء الفضلاء المهتمين بهذه الجوانب والقضايا بالبحث والكتابة والاستقصاء والتتبع ، وعقد اللقاءات والندوات والاستماع إلى الباحثين والكاتبين ومناقشتهم عبر لقاءات متعددة في مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة ، والمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالكويت ، ولجان الإفتاء في العديد من الدول الإسلامية وغير ذلك . 

ويمكن تلخيص تلك الأبحاث والمناقشات والمواقف والفتاوى على النحو التالي :

أولا : اتجه جمهور العلماء ورأوا جوازاستخدام الزوجين الطرق العلمية الطبيعية الشرعية ونحوها مما سبق ذكره ، مع التيقن بأن ما قدره الله تعالى هو الذي سيكون ، وأن لاشيء يخرج عن المشيئة الإلهية . والأصل في هذا الاتجاه ما ورد في صحيحي البخاري ومسلم من مشروعية العزل ، وهو تعمُّد الرجل حال الجماع قذف منيِّه خارج رحم الزوجة ، وذلك لضبط ميقات الإنجاب بالطرق الطبيعية ، فكذلك الحكم في محاولة ضبط جنس الجنين بالطرق الطبيعية الشرعية . 

ثانيا : لا يجوز عند عامة العلماء التحكم في جنس الجنين ـ بطرق طبيعية أو طبية ـ إذا كان ذلك على مستوى الأمة والشعوب عامة ، خشـية الإخلال بالتوازن السكاني والتكوين " الديموجرافي " وطغيان جنس على جنس ، وحدوث مشكلات اجتماعية وأخلاقية لا حصر لها ، وذلك عند وقوع نقصان حاد في عدد الإناث أو انقراضهن ؛ لأن الرغبة الأغلبية في الذكور أكثر .

ثالثا : إذا أريد اختيار جنس الجنين ـ بالطرق الطبية العصرية السابق ذكر بعضها ـ على نطاق فردي وشخصي بين الزوجين فهذا جائز ومشروع عند جمهور العلماء المعاصرين وإليه ذهب عدد من لجان الإفتاء في العالم الإسلامي ، سواء كان الجنين المراد ذكرا أو أنثى ، مع وجوب مراعاة عدة أمور من أبرزها : جريان العملية بين زوجين حَيَّيْن راضِيَيْن بها ، ووجود ضرورة أو حاجة مُلِحَّة لذلك ، وأن تقوم بها جهة موثوقة مخافة اختلاط الأنساب ، وأن يقتصر كشف العورة أثناءها على المقدار اللازم ... 

وقد استدل القائلون بالجواز بعدد من الأدلة منها :

1ـ قوله تعالى عن النبي زكريا عليه السلام : ( فهبْ لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب تقيا ) سورة مريم / 5 . فقد سأل ربه غلاما ( وليا ) . والنبي لا يسأل محرما ، فما جاز سؤاله وطلبه بالدعاء جاز طلبه وفعله بالوسائل الأخرى المشروعة .

2ـ قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم : قال سليمان بن داوود نبي الله : لأطوفنَّ الليلة على نسائي كلِّهن ؛ فتأتي كلُّ واحدة منهن بغلام يجاهد في سبيل الله ، ولم يقل : إن شاء الله ، فطاف عليهن جميعا ، فلم تحمل منهن إلا امرأةٌ واحدة حملت بشق رجل ... قال النبي صلى الله عليه وسلم : وايم الله ، لو قال : إن شاء الله ، لَوُلِدَ له ، ولجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون . 

وقد أفاد هذا الحديث جواز ومشروعية طلب واختيار أحد الجنسين ( الذكور ) لمصلحة مشروعة ، أو حاجة يراها صاحبها .

هذا ، وقد تحفَّظ على هذا الاتجاه عدد من العلماء وبعض جهات الإفتاء فمنعوا هذا الإجراء لاختيار جنس الجنين ، وسمَوْه : " موءودة العصر " . ورأَوْا ترك الأمور إلى مشيئة الله تعالى وحده الذي خلق كل شيء بقدر ، وأنه لا ينبغي التضجر من تقديره سبحانه ، ولا السعي في أي تغيير لمعالم الخلق البشري في هذا الكون المتوازن .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين