بيان رابطة العلماء السوريين حول ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان رابطة العلماء السوريين
حول ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال إلى قائمة المواقع التراثية اليهودية


الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وأصحابه ، وبعد:
فعن سابق تخطيط وتصميم، أصدرت حكومة العدو الصهيوني الإرهابية قرارها بضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال إلى قائمة المواقع التراثية اليهودية في الذكرى السادسة عشرة المشؤومة للمجزرة التي ارتكبها المجرم (باروخ غولد شتاين) بتاريخ 25/2/1994م، والتي قَتَل فيها تسعاً وعشرين وجَرَح العشرات من المصلين الركع السجود في صلاة فجر ذلك اليوم داخل الحرم الإبراهيمي!! في نفس هذا التاريخ أصدر الإرهابي نتنياهو قراره بضم هذه المقدسات إلى تراثهم.
 وإذن فالتوقيت مقصود، امتهاناً لمشاعر العرب والمسلمين، وإمعاناً في التحدي!! في ذكرى المجزرة الآثمة هذه يُقتَطع الحرمان المقدَّسان والمعَلََمان الإسلاميان لِيُضَمَّا إلى التراث اليهودي محاولة منهم في تغييب الهوية العربية والإسلامية، والكذب على العالم في أن فلسطين كلها وبكل مساجدها ومقدساتها ومدنها ملك خاص لليهود.
وإنه مسلسل من الجرائم لا يقف عند حد...! يرتكبه المسؤولون الصهاينة في كل يوم، مستغلين الصمت المطبِق والمخجِل لكثير من حكام العرب والمسلمين، ويجدون فرصتهم الذهبية في استثمار حالة العجز العربي والإسلامي، وحالة التصدع والتفكك الذي تعيشه أمتنا من طنجة إلى جاكرتا...
 إن العدو الصهيوني الآثم يختبر ردود أفعالنا استعداداً لارتكاب جرائم أكبر، وتحديات أسوأ مما يندرج في مخطط إسرائيل التوسعي الذي أثبتته على مدخل الكنيست: (حدودك يا إسرائيل من النيل إلى الفرات).
أشعلت إسرائيل  الحريق في المسجد الأقصى، وهي تعمل دائبة وبشكل يومي على تهديم أساساته، وتصديع بنيانه، وحفر الأنفاق تحته، حتى يسقط المسجد المبارك، ومع ذلك لم تُواجَه إسرائيل إلا بالكلمات الخجولة والمؤتمرات التي لا تأتي بشيء!!
إن رابطة العلماء السوريين تناشد حكام العرب والمسلمين وتناشد الشعوب العربية والإسلامية أن يقفوا لله الوقفة الصلبة التي ترضيه، وترضي رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وترضي الصحابة والقادة الفاتحين الذين ائتمنونا على هذه المقدسات الإسلامية لنصونها ونحميها، وندرأ عنها العدوان والظلم. وبالتأكيد فقد أضحى واضحاً أن مجرد اللجوء إلى ما يُسمَّى بالمنظمات الدولية أضحى أكذوبة!! والأمل بأن ينصفنا المجتمع الدولي أضحى محل الهزء والسخرية!! فهذا المجتمع لا يحترم إلا الأقوياء والأقوياء فقط.
وإن الرابطة لتحذر إن إعلان إسرائيل بضم مقدساتنا إلى قائمة تراثها ما هو إلا خطوة لتحويلها إلى كنيس، بل هو خطوة للإقدام على هدم المسجد الأقصى، وإقامة الهيكل المزعوم، ونظن أن هذه الخطوة وشيكة ـ لا سمح الله ـ طالما استمر صمت حكام العرب والمسلمين، وطالما استمرت حالة العجز العربي والتصدع العربي، وطالما أن الشعوب العربية والإسلامية لم تقف وقفتها الإيمانية الصارخة والشجاعة في وجه هذه المخططات التي تهدِّد مقدساتنا وأرضنا المباركة، بل تهدد وجودنا وأمننا!!.
إن إسرائيل ترصد ردود أفعالنا في مواجهة ما ترتكبه من جرائم في حق مقدساتنا وبلادنا...!!
وفي الختام نقول مناشدين شعوبنا العربية والإسلامية:
 اللهَ اللهَ في مقدساتنا... اللهَ اللهَ في مساجدنا.. اللهَ اللهَ في المسجد الأقصى... الله الله في مسرى نبينا ومعراج رسولنا ، اللهَ اللهَ في فلسطين أرضنا الطيبة المباركة....
ونناشد علماءنا الأبرار:
بيوت الله... مقدسات المسلمين... أمانة الله في أعناقكم...
المنابر التي تصعدون عليها وتحملون معها ميراث النبوة وشرفها ميدانكم لتوعية المسلمين وتحذيرهم مما تُخطط له إسرائيل في تدمير مقدساتنا، واغتيال تاريخنا، وتغيير معالم أرضنا المباركة.
يا أمة العرب والإسلام !!
الغضب... الغضب لله...
الغضبَ... الغضب للمقدسات...
الغضبَ... الغضب للحُرمات...
ارفعي يا أمتنا المسلمة الأبية شعار (الله أكبر) ولتنطلق به حناجر المؤمنين الغيارى على دين الله قوياً عزيزاً شجاعاً... والله معهم : [وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ] {الحج:40} .


رابطة العلماء السوريين
الأمانة العامة
15/ربيع الأول/1431هـ
1/3/2010م


جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين