مصطلحات شيطانية : خفض التوتر.. خفض التصعيد .. ثمّ ماذا !؟

إلى عقلاء الشعب السوري ، جميعاً ..

أرجو أن يَرى كلّ منكم ، نفسَه ، معنيّاً ، بمضمون هذا البيت :

سَقاها ذوو الأحلام سَجْلاً ، على الظما = وقد كَربَتْ أعناقُها ، أن تَقطّعا

عَود على بَدء : اربطوا حُزمتكم ، جيّداً ، وشدّوا الأحزمة ، وبعدئذٍ ..!

مصطلحا : خفض التوتر، وخفض التصعيد .. من المصطلحات الشيطانية ، التي ابتكرتها شياطين الإنس ؛ لتدمير بلادنا ، وإهلاك شعبنا ، تحت مسمّياتها ! فكلٌّ يقصف ، كما يشاء ، ويزعم أنه خفض تصعيده: من ألف صاروخ ، كان يودّ إلقاءها على شعبنا..إلى خمسمئة صاروخ! وليس ثمّة تحديد، لمعنى الخفص! إنما مصطلح (خفض التصعيد) متناقض مطّاط، يوظفه كلٌّ ، لمصلحته ! ولا أحد، من هذه الشياطين ، يضمن شيئاً ، أو أحداً ؛ فكل منها يضمن مصلحته ، في بلادنا ، بقدر مالديه من قوّة ، على الأرض ! وكلٌّ يُراهن على قوّته ، وقوّة حلفائه ، من أبناء شعبنا ، وغيرهم !

الروس: يراهنون على قوّتهم ، وحدها .. وقوّة الأسد تابعة لها !

الفرس: يراهنون على قوّة الميليشيات الرافضية ، التابعة لهم .. وقوّة الأسد رديف لها !

أمريكا: تراهن على قوّتها، وقوّة حلفائها، من الميليشيات الكردية، وخنوعُ الأسد مساعد لها !

تركيا : قوّتها على الأرض ، رمزية ، قياساً إلى القوى الأخرى .. وهي تراهن ، على قوّة الشعب السوري ، بما لديه من فصائل مسلّحة ، لتدعمه بما يتلاءم ، مع طبيعة الصراع ، على الأرض !

فليلق كلّ سوري ، عاقل منصف ، نظرة متعمّقة فاحصة محايدة ، على شعبه ، وفصائله المسلّحة، وقواه السياسية..ليعرف قوّة الرهان التركي، بين القوى المتصارعة، على الأرض!

فلو كان هو (أيْ : السوري الناقد ، العاقل المنصف) ، صانعَ القرار التركي ، في سوريا ، فما ذا يفعل، إزاء مايرى ، من تكالب القوى الأخرى ، وهشاشة القوى السورية :السياسية والعسكرية ، وهي: (محور الرهان التركي) .. وإزاء غموض المصطلحات ، التي يوظفها الآخرون ، بعد أن فرضوها على شعبنا ، وعلى حلفائه !؟

يجب أن نفكّر، بهدوء وموضوعية ، لندرك حقيقة الوضع ، في بلادنا ، ونتلمّس نقاط الضعف ، في صفّنا السوري : عسكرياً وسياسياً .. لنبني مواقف صلبة ، في عملنا ، تجاه ثورتنا ، وفي تعاملنا مع الأصدقاء والأعداء !

والمقادير بيد الله ، يجريها على عباده ، كيف يشاء .. وليس له شريك في الملك ، وإليه يرجع الأمر كله ، ولا يشرك في حكمه أحدا !

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين