الرد على منكري أشراط الساعة

1 – بالأمس القريب ، خَرَجَ علينا شخصٌ سَخِرَ من الدعاء، واستهزأ بسنة رفع اليدين فيه إلى السماء، زاعما أن ذلك لا يعدو عن كونه أحد الطقوس المخترعة ، والحركات الشكلية المزيفة التي ليست من الدين..!! 

واليوم يخرج علينا هذا الرجل نفسه؛ ليَسْخَرَ من ( أشراط الساعة الكبرى ) ، ويُشكِّكَ بنزول عيسى وظهور الدجال والمهدي، ويعتبر الإيمان بذلك [إيماناً بالخرافة، وبعدا عن المنطق السليم ] أو إيمانا [بالسوبرمان الذي ينقذ المسلمين مما هم فيه من عنت وشقاء] مضيفاً أن [ الإيمان بوجود سَنَن في الكون، ووجود خوارق، هو إيمانٌ بالشيء ونقيضة ]، ويقرر هذا الدكتور المحترم بمنتهى (الجرأة) ؛ أن علامات الساعة هي [ إحدى الأساطير ]، ويختم كلامه قائلاً : إنه [ لا يستبعد الرجوع الى الدنيا أو إحياء الأموات ، لكن ضمن نطاق سُنَنِيّ قابل للتكرار وليس عبر خوارق وكرامات و أشياء غير قابلة للتفسير ] . يعني هو يؤمن بالعودة إلى الدنيا على طريقة التناسخيين والدهريين القائلين بأن الحياة تتعاقب على الأرض تعاقبا ذاتياً، وفق سنن كونية مطردة .. وليس على الصورة التي يدين بها المسلمون من قيام الساعة بقدر إلهي محض، حين يأذن الله بانتهاء الحياة على الأرض، وما يكون يومها من أحداث كونية هائلة، من زلزال يقتلع الجبال، وإعصار تتحول به البحار إلى نار .. حتى يكون الناس منها سكارى وما هم بسكارى .!!

2 - إن هذا الرجل وأضرابه من المثقفين الحداثيين، الذين يخوضون في القضايا الدينية بمثل هذا الأسلوب (المستهجن )؛ يبدو أنهم ليسوا أفرادا متفرقين، تتشابه أفكارهم بطريق المصادفة، وإنما هم أبناء تيَّارٍ واحد، يقودُه دكتور يدعى ( الشحرور ) وهو من خريجي إحدى الجامعات الشرقية، التي تتبنى الشيوعية المعادية للأديان، وهو أحد المبشرين بالفكر الإلحادي، وأحد أعمدة الزندقة في العصر الحديث .. 

وهؤلاء الذين يثيرون زوابع الشبهات حول ثوابت الدين الإسلامي بين حين وآخر، يظهر أنهم والشحرور أتباعُ فكرٍ واحد، وأسلوبُـهُم في الخصومة واحد، وهُمْ في اللَّدد واعوجاج المنطق سواء. وكأنَّ المصدرَ الآسنَ الذي يَصدُرُون عنه واحد، والمهمّةَ التي يضطلعون بها واحدة، فقد أخذوا على عاتقهم اختراعَ الشبهات من لا شيء، والتشكيكَ في الثوابت الدينية على القيام والقعود .. وكأن الشيطان استخلفهم مكانه، ووكل إليهم مهمة نشر الفساد وإضلال العباد. 

ولست أدري ما هي الجهة التي تتبنى هؤلاء المشاغبين، وتتولى تلميعهم، وتعمل على تضخيمهم، وإشهارهم، ونشر أفكارهم المنحرفة بين المسلمين عبر القنوات الفضائية ، وأشرطة اليوتيوب.؟ على أنَّ عدَمَ معرفتي بالجهة التي فرختهم في أخمامها، وتحتويهم اليوم في أحضانها، لا يجعلني أجهلُ أنه لا معنى لمشاغباتهم المشبوهة، إلا العداء للإسلام والمسلمين، والإساءة لدينٍ ختم الله به الأديان، وشريعةٍ ختم الله بها الشرائع ، ونبيٍّ ختم الله به الأنبياء .. 

3 - منذ عشرين سنة ماضية تقريبا، كان أهداني أحدهم كتابا بعنوان [ القرآن والكتاب – قراءة معاصرة ] لهذا ( الشحرور ) وأذكر أني قرأته يومها ؛ فاطلعت فيه على كلام تقشعر منه الأبدان، إنه يدعو فيه – على ما أذكر - إلى إعادة ترتيب القرآن الكريم بحسب الموضوعات .. وإلى حذف الآيات المكررة منه .. ويسخر من تسمية السور ويدعو إلى تغييرها .. وينكر كل الخوارق التي أشار إليها القرآن الكريم من مثل [ دابة الأرض ، وتكليم سليمان للطير وحواره مع الهدهد، وانفلاق البحر من ضربة بعصا موسى ، وينكر نار الخليل وإلقاءه فيها أصلا .] ، بل إنه ينكر كل عناصر الإيمان بالغيب من مثل [ عذاب القبر .. واليوم الآخر.. والنشر والحشر.. والحساب.. والصراط.. والجنة والنار ..].. ويرى أن جنة آدم لم تكن في السماء ، وإنما كانت في إحدى غابات أفريقيا، ويزعم أن (الجنة والنار) غير موجودتين الآن ، وهو يزعم أيضا أنهما سوف توجدان على أنقاض دمار قادم يصيب الكون . بصورة مفاجئة .. وهو بالتالي ينكر أن يكون للجنة والنار طول وعرض ، فالعرض المذكور بالآية ( عرضها السماوات والأرض ) هو بحسب تعبيره الشحروريّ ( عرضُ الجنس ) وليس عرضَ المساحة الذي يُـحَدَّدُ بالخطوة والمتر .. وهذه المغايرة بين " مفاهيم العرض " لن تجدها إلا في قاموس الشحرور ، الذي اخترعه من كتاب اسمه ( اللُّباد ) من تأليف عجائز من صويحبات أم الحليس ، التي قال فيها الشاعر : 

أم الـحُلَيْسِ لعجوزٌ شَهْرَبَةْ : ترضَى من اللَّحم بعظْم الرَّقبةْ

وهو كتاب خرافي تسند إليه الغرائب والعجائب، تفرغ الشحرور إلى قراءته ، وأضاف إليه مفردات ؛ نقلها عن حشّاش وطشّاش وغشاش ، ثم دسها فيه ، واستخدمها بعد ذلك في كتابه الجديد [ القرآن والكتاب – قراءة معاصرة ] فجاء بما لم يقله قائل ، ولا خطر على قلب عاقل .. وكان مما قال فيه زيادة على ما ذكرناه قبل قليل : أنَّ ( الصُّور ) مشتقٌّ من الصيرورة ( أي كان فصار )، وأن النفخة الأولى في الصُّور ، هي الدمارُ المفاجئ الذي يتعرض له الكون الحالي، وأن النفخة الثانية فيه، هي الصيرورة الثانية للكون .. فالصُّور - في رأي الشحرور – (صيرورةٌ )، وليس كما يتصوره أصحاب التفكير البدائي (!!؟) بأنه (شيء كالبوق) يُنفَخُ فيه فيُحدِثُ دويّا هائلا، يسمعه أهلُ الأرض جميعا ، إيذانا بانتهاء الحياة الدنيا ، وتمهيداً للنشر والحشر والحساب والثواب والعقاب .. مما لا يؤمن به الشحرور .. 

ويرى الشحرور أن الأصل في اشتقاق كلمة (الكتاب) وإطلاقها على القرآن ، بحسب " قاموسه اللُّبَّادي " أنها مشتقَّةٌ من (الكتيبة العسكرية)، التي يجتمع فيها عددٌ من الجنود للقيام بتمرينات النظام المنضمّ ، والسير بخطى منتظمة .. و(دار الغرور) عند الشحرور هي من : (دورة الأغرار العسكرية ) . 

وفي لحظة من الشطح الشحروري تخيَّلَ الرجلُ أن قوله تعالى (حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ ) يعني : أن أهل الأرض (سيصبحون آلهةً) وذلك عندما يصيرون قادرين عليها .!! فهو يرى أن " الألوهية" في المطلق هي مجرَّدُ رمز للقهر والغلبة ، وأنه لا وجود لها في واقع الأمر.. والغريبُ العجيبُ أن هذا الشحرور يعرض كل هذه الترهات باسم التفسير الديني المعاصر ، والقراءة المعاصرة للقرآن.. ويُقدَّمُ للمشاهد عبر الشاشات باسم المفكر الإسلامي الكبير.!!!

4 – إنَّ هذا الذي قلتُه آنفا عن (التيار الشحروري ) ؛ ليس خروجا عن مسار الحوار حول [ أشراط الساعة ] وإنما هو خطوة ضرورية على الطريق ؛ لاختيار المسار الصحيح في محاورة هؤلاء المشاغبين المارقين. فأشراط الساعة من القضايا العَقَديَّة، وقبل الحديث عن أشراطها، نسألُ الطرف المحاور : هل هو مؤمنٌ بــ ( الساعة .؟ ) أم أنه كافر بها وبأشراطها وعلاماتها .؟

إن الحديث حول هذه القضية يختلف باختلاف المتلقِّي .. فما يُقالُ للمؤمن بها ؛ لا يُقالُ للمُلْحِد .

فإن زعم هؤلاء أنهم (مؤمنون) ، فيكفينا في الإقناع أن نأخذهم بكتاب الله تعالى الذي {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } وبسنة نبيه المعصوم صلى الله عليه وسلم عن الخطأ {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * }.

وأما إن كان الطرفُ المحاورُ مُلحداً بالغيبيَّات كافراً بها ، فنقول له : 

أولا : ليس لك أن تتحدث باسم الإسلام وأنت كافر به ..

ثانيا : ليس لك أن تفسر لنا قرآنا أنت غير مؤمن بأنه كلام الله عز وجل ، المنزل على قلب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .. 

فإن قال : إنه مؤمن بالله تعالى، وبالنبوات، وبالكتب السماوية، فعليه أن يؤمن بالغيب، لأنه إحدى مرتكزات الإيمان، والساعةُ وأشراطُها؛ هي إحدى جزئيات الغيب الذي يدين به المؤمنون .. وحسب المؤمن ليؤمنَ بالساعة قوله تعالى : [يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)] الحج . وحسب المؤمن ليؤمن بالساعة وبأشراطها أيضا ؛ ما جاء في صحيح السنة ، مما بَلَغَ درجة التواتر المعنوي في إثبات نزول عيسى عليه السلام ، وقتله للدَّجال، وإليكم بعض هذه الأحاديث من صحاح كتب السنة ، التي ارتضاها المؤمنون ، وأباها الملحدون .. : 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: فَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلاً فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا"، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ :{وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا" }" صحيح البخاري . 

والمسلم يعلمُ أنَّ عيسى عليه السلام رُفع إلى السماء ولم يُقتَلْ ولم يُصلَبْ ، كما يعلم المسلم أبضا أن عيسى سينزل في آخر الزمن ، ويؤمن به قبل موته عليه السلام كلُّ أهل الكتاب من يهود ونصارى .. وهذا إخبار قرآني لا يتخلف .. وبما أن اليهود ما زالوا يكفرون بعيسى ، فإن ذلك يعني أن عيسى لم يمت بعدُ ، وأنه ما زال على قيد الحياة .. وأنه كما قال تعالى { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61) } الزخرف . أي : إن نزوله دليل على قرب قيام الساعة ، وفي قراءة {وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ لِّلسَّاعَةِ } أي: إن عيسى هو أحد أشراط الساعة .. 

وقَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو لِحُذَيْفَةَ: أَلاَ تُحَدِّثُنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: { إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خَرَجَ مَاءً وَنَارًا فَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهَا النَّارُ فَمَاءٌ بَارِدٌ وَأَمَا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ فَنَارٌ تُحْرِقُ فَمَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى أَنَّهَا نَارٌ فَإِنَّهُ عَذْبٌ بَارِدٌ } صحيح البخاري .

وأخرج ابن زمنين (399 هـ) في كتابه " أصول السنة { عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الأنبياء إخوةٌ لعِلّات ، أمهاتُهُم شتى ودينُهم واحد ، وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم ، إنه ليس بيني وبينه نبي ، وإنه نازل لا محالة ، فإذا رأيتموه فاعرفوه ، فإنه رجل مربوع الخلق ، بين ممصَّرتين (ثوبين ملونين) إلى الصفرة والبياض ، سبط الرأس ، كأن رأسه يقطر ماء ، وإن لم يصبه بلل ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ويقاتل الناس على الإسلام ، فيهلك الله في زمانه الملل كلها غير الإسلام ، وحتى تقع الأمَنَةُ في الأرض ، وحتى يرتع الأسدُ مع الإبل ، والنمور مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، ويلعب الغلمان بالحيات لا يضر بعضُهم بعضا } .

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه :{ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : يخرج في آخر أمتي المهديُّ ، يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطى المال صحاحا ، وتكثر الماشية ، وتعظم الأمة .. يعيش سبعا أو ثمانياً يعني حججا } أخرجه الحاكم في مستدركه .وقال هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه . وقال الذهبي : صحيح 

5 – أما الشحرور وأتباعه ، فإنْ زعموا أنهم مؤمنون بالكتاب والسنة ، فالحجة قائمة عليهم بعشرات النصوص القطعية من الكتاب والسنة .. ولا يقبل منهم دعوى الإيمان مع مخالفة الثوابت الإسلامية .. 

وأما إن اعترفوا بأنهم غيرُ مسلمين، فنقول لهم : لا يحق لكم الخوض في معتقداتنا، ولا العبث بثوابت ديننا .. وغير جائز ممن تسمى بأسمائنا، وادعى أنه من أتباع ديننا، أن يتلاعب بالألفاظ، ويحرف الكلم عن مواضعه؛ فذلك فعل الزنادقة الخارجين عن الإسلام . وليس فعل المسلمين حقا ..

لقد انكشفت لنا خباياكم، ولن نخدع بعد اليوم بدعاواكم العريضة بالعلم والفهم ، ولن يثير إعجابنا بكم تلك العباراتُ الدخيلة، التي تستخدمونها في كلامكم الخاوي من المضمون، من مثل قولكم: [ صراع المتناقضات .. والتغيرات في الصيرورة.. والقانون الثاني للجدل.. والتأثير والتأثر المتبادل بين الأشياء.. واختلاف الأبعاد .. ] فما هذه العبارات التي تلوكونها بألسنتكم سوى هُراءٍ من القول؛ ومفرداتٍ ليس لها معنى ، دأبتم على التشدُّق بها، لإيهام المغفلين، بأنكم عباقرة من أنداد هوميروس وشكسبير وسقراط وأفلاطون .. ولسانُ حالِ كلٍّ منكم يقول: إنه لا ينبغي أن يُـخَالَفَ فيما يقول ، مهما جاء بما يُخالِفُ المنقول ؛ أو يصادمُ العقول .. 

لذلك نقول في الختام لكل شخصية جوفاء من هؤلاء { لَيْسَ هَذَا بِعُشِّكِ فَادْرُجي }. ..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين