الجواب على منكر علامات الساعة (3)

لواحق هامة تبصر بمنطلقات منطقية:

- ضوابط ومصطلحات لمن يتبع العقل، في منهج تفكيره، ونعمّا هو!

- أعترف أني قد قمت بمسحٍ تناول المصطلحات التي تكثر على ألسن المفكرين، وهم يقررون وجهات نظرهم في قضية فكرية انتصبوا لها، تحليلا، وتركيبا، وتدليلا، ونقضا، أو إثباتا، فلم أجد لهذا " الرجل "- الذي ينكر علامات الساعة بدعوى لا ساق لها تقوم عليها - نصيبا من قواعدهم، ولا من مصطلحاتهم، فأشفقت عليه من حيث ظهوره بمظهر مفكر، دون مرجع محترم له في تناوله، وأذكرني حاله هذا، وهو يعالج مسألة " التناقض " بين الأشياء، ويصف ما هو من العجائب، وما أكثر العجائب في هذا الكون لو فطن ، بأنه " أسطورة " ذكرني بقرية بُشِّرت يوما بقدوم أول رحلة للقطار يمرُّ بقريتهم ، فاحتفت بقدومه، فأعدّتْ له طعاما، هو بقرة سمينة مشوية، وضعتها في صينية على خط القطار ليتناول منها إكراما لهذا المخلوق الجديد، لكن- والحق يقال -: إن أهل القرية لم يزعموا أنهم مفكرون يُعملون العقل في قضايا حياتهم ، وبهذا تميز أهل القرية عن هذا " الرجل ".

- هنا جملة من المصطلحات المتفق عليها من أهل المنطق ، والتفكير الفلسفي على الرجل إن التزم بها أن يشطب ما كتب، ويثوب إلى رحاب المنطق السليم مباشرة، وأنقلها من كتب القوم لأن " الرجل " طرح قضايا رآها متناقضة ، مع براءتها من مفهوم التناقض :

- المتناقضان.

- الضدان.

- المستحيل العقلي ، والعادي.

مصطلح النقيض والضد :

- دلت النصوص، والبحوث العلمية في الكون، على أنه لا تأثير في الكون لأيِّ شيء إلا لله - تعالى - وما يبدو لنا من أسباب، ومسبَّبات، وعلل، لا تعدو ظواهر جعلها الله - تعالى - يحقق بها الإنسان حركته في الحياة، والعلم الكوني شأنه أن يصف الظواهر، ويحدد وظائف كلٍّ منها، دون أن يتطرق لصفة العلاقة بين السبب ومسبَّبه، أهي علاقة عقلية لا تنفك، أم هي علاقة عادية،ولا تعدو علاقة " المقارنة " بين السبب والمسبَّب، وأن علاقة " المقارنة " قائمة بينهما دون حكم على تلك العلاقة بكونها واجبة لا تنفك، أو جائزة قابلة للانفكاك، قال الباحثون في هذا : وهيهات أن يتوصل البحث العلمي إلى أنها علاقة حتمية، لا تتخلف، ولا يضر المسلم أن يسند أمر المسبِّب لسببه على ما تعود من شهود هذه العلاقة، كأن يقول : هذا الدواء أفادني مثلا !

- إن من النكاية بالحقائق أن يتبنى أحدٌ - قد أسكرته قطرة من علم كوني - فكرةً عن الكون دون تحقيق، أو تدقيق، كأن يقول : إن العلاقة بين الأسباب ومسبَّباتها علاقة " عقلية " لا تتخلف، ثم يرتب على هذه الدعوى رأيا فكريا، علما أن الكون كله من جنس الممكن الذي يتصور وجوده وعدمه، ثم وُجد بإيجاد الله له، فمن أين تأتي العلاقة الواجبة !

- يستحضر هنا قانون السببية، ولبه : أن الكون كله قائم على أسباب ومسبَّبات، ولا مجال أمام هذه السنة الكونية للمصادفة، لأن " المصادفة " تعني بين يدي هذا القانون : أن ثمة سببا بلا مسبِّب، أو أثرًا بلا مؤثِّر، وهذا خلاف ما جرت عليه العقول جراء الاستقراء ، وما يطرحه قانون " الاحتمالات " !

- للحكم العقلي ثلاثة أقسام : الواجب، والجائز، والمستحيل.

- الواجب: ما لا يقبل الانتفاء في ذاته، وهو قسمان :

ضروري أو نظري.

- الجائز: هو كل أمر يقبل بذاته كلا من الإثبات والنفي على حدّ سواء.

- المستحيل: ما لا يقبل الثبوت.

- قال العلماء : الوُجُوب كَون الشَّيْء لَازِما وَغير جَائِز النقيض.

وَبَينه وَبَين الجَوَاز تقَابل العَدَم والملَكة (1) إِذا فسر الجَوَاز بتساوي الطَّرفَيْنِ، وَالوُجُوب بِعَدَمِهِ، فَحِينَئِذٍ بَينهمَا تبَاين كلي .

- قال العلماء: النقيضان: هما الأمران اللذان يتمانعان ويتدافعان، حيث يقتضي لذاته تحقّق أحدهما في نفس الأمر انتفاء الآخر، وبالعكس كالإيجاب والسّلب، فإنّه إذا تحقّق الإيجاب بين الشيئين انتفى السّلب، وبالعكس،

- وقالوا : نقيض [مفرد]: مخالف ومعارِض.

-هذا القولُ نقيض ذاك.

- الخير نقيض الشرّ.

-على النَّقيض من هذا: بخلافه، على عكسه.

- هما على طَرَفي نقيض: مختلفان، متناقضان.

- التَّنَاقُضُ: اخْتِلَاف قضيتين بالسلب، والإيجاب بِحَيْثُ يَقْتَضِي لذاته أَن تكون إِحْدَاهمَا صَادِقَة وَالْأُخْرَى كَاذِبَة.

- الضدان: هما صفتان وجوديتان يتعاقبان في موضع واحد، يستحيل اجتماعهما، كالسواد والبياض، إذ لو حل أحدهما غاب ضده.

- فالضِّدَّان: صفتان وجوديتان يتعاقبان في موضع واحد يستحيل اجتماعهما، كالسواد ، والبياض، ولا يجتمعان في محل واحد.

- وقال الراغب: الضدان هما الشيئان اللذان تحت جنس واحد، وينافي كل الآخر في أوصافه الخاصة، وبينهما أبعد البعد، كالخير والشر، والسواد والبياض، وما لم يكونا تحت جنس واحد لا يقال ضدان كالحلاوة والحركة.

- وقالوا : الضِّدان: كل شيئين يمتنع وجود أحدهما لأجل وجود الآخر، كالحركة والسكون، والسواد والبياض، ونحو ذلك.

- الفرق بين الضدين والنقيضين: أن النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان كالعدم والوجود، والضدان لا يجتمعان ، ولكن يرتفعان ، كالسواد والبياض .

- من تقسيمات العقل " الضروري " وهو : بديهي ونظري:

" فالبديهي " هو ما يدركه العقل بلا تأمل ، كاستحالة صنعة دون صانع ، و" النظري " هو ما يدرك بالتأمل ، كحدوث الكون.

- بعد هذه اللمحة لقضية المنطق، والمصطلح أعرض بعض ما كتب " الرجل ".

تناقض فاضح خاض الرجل في لجَّته

- إن نظرة إلى ما كتب " الرجل " تكشف مدى البعد بين المنطق الذي ظنَّ" الرجل " أنه يتبناه، وبين ما قرره بثقة كبيرة.

- يقول الرجل : [أو أن الأمور تجري وفق سُنَن كونية دقيقة، ثم لا خوارق إلا على أيدي الأنبياء، أو الأولياء !! ، ثم تعود لتطرح فكرة المسيح الدجال ]!!

- بأيّ " عين " رأى " الرجل " أن وجود السنة الكونية لا يتفق مع" الخوارق " أو مع " الدجال "؟!

- ألا يعلم " الرجل " أن السنة خلقُ الله، وأنها لا تتأبَّى عليه لو أراد لها مظهرا آخر غير الذي يجريها عليه ؟ أيظن " الرجل " أن السنة خرجت عن " القبضة " الربانية، وأمست مستقلة تعمل بذاتها !

- الخوارق خلق الله الذي خلق الكون، وأجراه على نسق كوني، وسنة جارية، وأن الخارق لو كان مستمرا كما يحب " الرجل " في طرحه، لخرج عن كونه " خارقا، ولفقد الحكمة التي يخلق الله المعجزة، أو الكرامة لها، فما لهذا " الرجل " يغفل عن هذا ؟!

- أما " الدجال " فنثبت وجوده بالخبر عمّن أحاط بالغيب علما، وهو الذي وضع السنن الكونية التي يجعلها " الرجل " منصة لإلغاء الخبر، وإنكار الخارقة، فهلا بين لنا : لمَ لا يجتمع خارق هو خلق الله - تعالى - مع سنة كونية هي كذلك خلق الله، مع مخلوق أخبرنا النص الثابت عن ظهوره، وما يبدو على يديه من أمور قد بينت لنا النصوص أنه من مضمار " الابتلاء " كالابتلاء بمن يسعى إلى التشكيك بالحقائق، ثم أليس في عالم التطور التقني ما هو مذهل لنا، بَلهَ لمن سبقنا لو علم بها ؟!

- لعل ما أوقع " الرجل " بالالتباس أنه يخلط بين نوعين من " الاستحالة ": المستحيل العقلي: وقد عرفته على أنه الذي لا يقبل الثبوت، و" المستحيل " العادي " الذي هو من جنس الممكن، لكن فيه من الغرابة ما يقربه لدى التفكير السطحي من " المستحيل العقلي ".

- أرأيت لو أخبرت عبر الهاتف أحدًا ممن كان قبل قرنين من الزمان يعيش فوق الأرض أن الإنسان قد هبط على سطح القمر لظل فاغرا فمه على مداه حتى الساعة، ثم يقسم أنه " مستحيل " ولو جاءنا اليوم في زيارة خاطفة، وخبر بما كان، لأطبق فمه بالخبر، ولظل يهز راسه مقرا بأننا في عصر " العجائب" !

- ظني أن هذا " الرجل " قد لبّس عليه لأنه لم يدقق في معاني المفردات!

- يتابع " الرجل " مفكرا مقارنا مظهرا للتناقض ، فيقول : [أو {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} ثم تطرح مسألة المهدي المنتظر !! أو بعث المجدِّدين على رأس كل قرن !! عندما نفعل ذلك، وهذا هو الحاصل، سيصيب العقل نوع من عدم الاستقرار، والمؤدي بالنتيجة إلى عدم اتزان على صعيد الاختيار، والقرار، والعمل ، و نتائجه].

أرجو من كل إنسان له قدرة على فحص جملة تناولت ظاهرة القلق، وفقد الاتزان، على أنهما نتيجة لمجموعة من الحقائق، أرجوه أن يقف معي قبالة هذه " الكتلة الكلامية " فيبيِّن لنا العلاقة بين المقدمة التي تناولت مسائل، وعرضت النتيجة المترتبة - برأي " الرجل "- عليها، لعل بصرًا أحدّ من بصر، أو فهمًا أعمقُ من فهم، وأعدُه بجائزة رمزية لأقوى محلل نص مبهم العلاقة بين المقدمة ونتيجتها !

- لا علاقة على الإطلاق بين المقدمة والنتيجة إلا أن يكون " الرجل " قد كتب " المقدمة " ثم انشغل عنها ، وعاد وهو غافل كل الغفلة عنها، وظن أنه يبحث في ظاهرة القلق الذي نزل به، وفقد الاتزان الفكري الذي حلَّ برحابه، وإلا فما العلاقة بين نصٍّ يبيِّن سنة من سنن الله في التغيير السلوكي، حيث يربطه بقيام كل فرد من أفراد المجتمع، منفردين، و"مجتمعين " {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} وبين المهدي الذي هو فرد من أفراد المجتمع، وهو رأس مهتدٍ يمثل عنصر استنهاض لأبناء جنسه، فيقوم بدوره في التسديد، والإلزام من حيث سلطته المعتبرة، فأين أيها " الرجل " ما يفضي إلى القلق، وعدم الاستقرار؟؟؟

- كأني بالمفكر ينكر القيادة الفكرية، ويمسخ معنى " النص " المنزَّل، ولا أدري كيف فعل ذلك !!!

- وأعيد - هنا - مسألة الجائزة لمن يربط بين الأمرين، حافزًا أمام وعورة الحصول عليها !

- إن التاريخ بكل حوادثه الكبرى والصغرى يؤكد وجود " ناس " يقفون على ناصية الأحداث ليضعوا بصمتهم على وجهها، وهل يغفل دور " الصدِّيق " رضي الله عنه مع جلالة مواقف الصحابة في قطع رقبة الفتنة، أو دور صلاح الدين، وقطز، والإمام أحمد أمام فتنة " خلق القرآن " !!!

- فيا لعمق تناول الرجل للنصوص، حيث يتحدَّى من يقرأ له أن يدرك وجه الترابط بين جمله المركومة، بإخلاص أعان الله هذا الجيل أمام هذا التفكير!!

- يتابع " الرجل " تألقه في التحليل، ويبرز تخييرًا بين " الخرافة " وفقد التوازن، فيقول :

[ إما أن نقبل بالخرافة كمبدأ في حياتنا، وهنا علينا أن نتحمّل نتائج عدم التوازن، أو أن نقبل بالمنطق، لكن أن نقبل بالأمرين، فهنا تتبدى الكارثة التي نعيشها الْيَوْمَ] .

أبدأ بالعبارة البكائية " تتبدى الكارثة التي نعيشها الْيَوْمَ " لأنها جاءت في خيال هذا المخلوق، فعن أي كارثة " نعيشها " اليوم يتحدث ؟

وهل انتظار الموعود " بالنص " الثابت يعتبر في نظر " الرجل " كارثة، وهل يدري ما معنى الكارثة؟

وهل " الرجل يرى من علاقة بين عرج الجمل وشفته المشقوقة ؟

ثم أين الخرافة التي يتحدث عنها، وهل للخرافة معنى خاص بفكره؟

وهل سعي الأمة في سبيل النهوض، والالتزام بما يكون لها من قيادة راشدة، يعتبر " خرافة " ويتناقض مع موعود الله في الدنيا نصرا، وفي الآخرة فلاحا؟

- وهنا يطلق " الرجل " آخر طاقة فكرية، فيقول : [الجانب الحياتي في المسيح أو المهدي أو المجدد أو .... هو في انتظار المنقذ، أو سوبرمان من خارج الإطار التقليدي الكوني ، وهو نفسه انتظار أمر من أوامر الله، أو خارقة منه تنقلب فيها الطاولة، أو القدر على الأعداء، و يؤول الأمر لنا ]!!

- لو أطال " الرجل " في بيان خطر الانتظار لِما ذكر مع الاسترخاء، وتركِ ما يجب على المنتظر أن يقوم به من واجب، لأشوى، ولخرج - هذه المرة - عن تخليطه السابق، لكنه ساق هذا الانتظار، ويريد أن الأمة تنتظر ما لا يأتي، وليس له رصيد من الوقوع، والتاريخ مفعم بمواقف " الفرج " بعد الضيق، والنصر بعد الصبر بما هو ليس معدًا أساسًا من قبل الأمة، ويدخل هذا بانتظار الفرج من الله، وقد استحكمت حلقات الكرب، ألا يقرأ " الرجل " نفحات الفرج من مثل قول الله تعالى :{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } وقوله : { إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا }!

لو بيّن " الرجل " المقصود من قوله " الإطار التقليدي الكوني " أم أنه نقله من كتاب، لأن كلمة " تقليد " غامضة المعنى، إذ هو سلوك المتابع لمن يقلده، فهل الظواهر الكونية تدخل في هذه المتابعة؟ لعل ذلك كذلك!

- ولو حدد المقصود من " انتظار أمر من أوامر الله " فما القصد من " الأمر " هنا ؟

ثم يقول: [ الإيمان بوجود سَنَن في الكون ووجود خوارق هو إيمان بالشيء، ونقيضه.

- وهو نفس الأمر في أحداث آخر الزمان، أشياء خارقة ستحدث !!! علما بأن كل جيل يؤكد أنه هو من يعيش في آخر الزمان، وأن علامات الساعة قد ظهرت !!! وهذا أمر يتكرر منذ أن نشأت أسطورة علامات الساعة] !!!

علام اعتمد " الرجل " حين أطلق وصف " أسطورة " على أمارات تسبق قيام الساعة، ثبتت بالنصوص، وهي : صغرى، وكبرى، وقد شهدت الأرض كثيرا من العلامات الصغرى، وقد وافق الناس ما يظهر من علامات، فقالوا: نحن بين يدي الساعة لوجود علاماتها، وكأنَّ " الرجل " يظن أنَّ أيَّ علامة تظهر عند الصباح، فنفخة الصور التي بها يصعق عند " الظهر " و يا له من حسّ مرهف يدفع " الرجل إلى إنكار" الصعق " لأنه ما " صُعق " !

- كأني به ينكر الحقائق الثابتة تحت عنوان الفكر الصحيح، دون أن يعالج الموضوع معالجة منطقية، كأن يأتي إلى نص يتناول علامة من علامات الساعة، ويحلل مضمونه، ويطلق الحكم الذي يوصل إليه تحليله، وما يقول الرجل في مثل : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَيَكْثُرُ الْجَهْلُ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيَتَقَارَبُ الزَّمَانُ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ، قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: هُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ "

- ولعل المراد بالعلم - هنا - العلم بالله وأحكام الشريعة، وبكثرة الجهل هنا كثرة من يخوض في أمور الشريعة دون مؤهل لديه له .

- فهل يرى " الرجل " في علامات الساعة الصغرى ما يعيق حركة الحياة، ويمنع من القيام بالتغيير الصالح، ولا تعدو هذه العلامات منارة على الطريق يحذر النص من تبنيها إذا كانت سلبية، فهو كلقاح يطعم به القلب، وإلا فالمشاركة في المضمون إذا كان إيجابيا!

- أحيانا لا يكون في " النص " مشكلة خاصة إذا كان مضمونه يخبر عما يقع، وتكون المشكلة في من يتناول النص ، فيكون تناوله له مصيبة!

- وقول " الرجل " في خاتمة كلامه :[ لا أستبعد الرجوع إلى الدنيا، أو إحياء الأموات، لكن ضمن نطاق سنني قابل للتكرار، وليس عبر خوارق، وكرامات، و أشياء غير قابلة للتفسير].

يحمد للرجل أنه لا يستبعد، ولو كان يستبعد فما كان للصواب إليه من سبيل، ولكن " الرجل " لم يُدلِ برأيه في العودة للحياة مجردا من قيد فكري " نفيس " فقد اشترط شرطا هو ليس لغزا، لأن اللغز له مضمون يتطلب كشفه دقة نظر، ولكنه أتى بشرط مضمونه يأبى أن يفصح عن معناه، حيث قال: " ضمن نطاق سنني قابل للتكرار " وأكد مطلبه بأنه لا يقبل الرجوع إذا كان "عبر خوارق، و كرامات"!!

" فالرجل" يريد أن يكون الرجوع إلى الدنيا عبر سنة ماضية، مثل سنة الورود إلى الحياة عبر الأرحام، فإذا بنا أمام مشهد " درامي " فكري، فيه ندفن الميت صباحا، فإذا به يطرق باب الدار مساءً، ويسلم، مثل هذا يسلِّم له

" الرجل" !!! أفلا يستحق بهذا التصور" جائزة " الفتح العلمي التنظيمي لمسار الحياة !!

- لماذا يحرص " الرجل على إنكار " المعجزة " علما أنها خلق الله - تعالى - الذي يعلن أنه يؤمن به ؟

ألم يقرأ ما عرَّف به العلماء " المعجزة " وأنه أمر خارق للعادة يظهره الله على يد مدَّعي النبوَّة تأييدا له، ولو نطقت المعجزة لقالت بلسان فصيح: " صدق عبدي - أي عبد الله - فيما يبلغ عني ".

الحلقة الثانية هنا

(1) " الملكة " محركة ، من ملك ، وهي ما رسخ في النفس من الصفات مثل ملكة الكتابة ومراجعة المواضيع بدقة وسرعة .

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين