فراغ وفرصة

تعيش الأمة اليوم بعد ثورات الربيع العربي فراغا كبيرا وملحوظا على مستوى الأفكار والمشاريع والآليات الإصلاحية.

مشابها للفراغ بعد حقبة سايكس بيكو وسقوط الدولة العثمانية.

بعض مظاهر هذا الفراغ في الآتي:

_ فرقة وانقسام.

_ صراعات داخلية.

_ استعمار وتبعية.

_ حروب أهلية.

_ احباط وتشاؤم.

_ ضعف على كل الأصعدة.

_ فراغ في المشاريع المقنعة.

_ استهلاك للافكار الماضية.

_ جمود في الهياكل والآليات.

_ تطلع نحو الحل والخلاص.

_ إعادة تشكيل للدول.

_ إعادة تشكل للأنظمة والقوى العالمية

_ تشكك في صلاحية البرامج المطروحة في الساحة....الخ

إن التغيير والتطوير عند البشر سنة كونية ومتطلبات الزمان والمكان والأحوال المتغيرة تفرض نفسها، لذا حث الإسلام على الاجتهاد وشجع عليه وجعل الأجرين للمصيب والأجر للمخطئ.

إن خلود الوحي قرآنا وسنة يتيح فرصة التغيير والتطوير والتجديد _ بضوابطه _ إلى قيام الساعة.

وان فقه المتغيرات في ديننا سوف يمنحنا الكثير من آفاق الاجتهاد والتجديد

إن الأفكار والمشاريع الإصلاحية _ في بعدها الظني والمتغير لا القطعي الثابت _ وآليات تطبيقها قد أخذت دورتها الكاملة عبر قرن من الزمان وكان لها نجاحات باهرة لكن القصور من طبيعة عمل البشر والإخفاق وارد وحاصل.

إن التعويل على منتج القرن الماضي من الأفكار والمشاريع والهياكل والآليات الاصلاحية دون غربلة او مراجعة او تطوير هو عيش في الماضي وهروب من متطلبات الحاضر والمستقبل وتكاسل عن الاجتهاد والنظر.

إن ما يمكن عمله هو في الاجتهاد ضمن دوائر ثلاث:

الأولى:

تطوير وتنمية وتعميق لما ثبت نجاحه من الأفكار والمشاريع والآليات بحسب المجالات بكل ثقة وتفاؤل.

الثانية:

الإبداع والاشغال لدوائر الفراغ بأفكار ومشاريع وآليات ذات نزعة تجديدية ومعاصرة تراعي الثوابت والمتغيرات بكل أمل وطموح.

الثالثة

مغادرة وترك لما ثبت انتهاء صلاحيته ودوره الزماني والمكاني أو لما ثبت عدم فاعليته في التطبيق من الأفكار والمشاريع والهياكل والآليات بشجاعة وحسم.

فنحن أمام هذه الثلاثة:

تطوير للناجح ...

وإبداع لإشغال الفراغ ...

ومغادرة للمستهلك ...

وهذه الثلاثة تحتاج إلى فرق عمل تتكامل وجهد مؤسسي مركز حتى لا تبقى رهينة حالة التشتت في الطروحات

لكل من له ملكة الاجتهاد والفكر والنظر _ أفرادا ومؤسسات_:

الآن هو فرصة ذهبية للذين يريدون ركوب قطار التغيير والتأثير ومن أبى ركوب القطار فاته وتعداه وبقي يلوم نفسه في المحطة بانتظار قطار آخر ربما لن يأتي عن قريب.

وأخيرا أيها النبلاء:

لكل ظرف حاجته من التطوير والإبداع والاجتهاد...

ولكل زمان فكر ومشروع ورجال ...

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين