عقدة النقص عند الأطفال

 

الثقة بالنَّفْس عند الطفل: هي شعوره بالرضا عن ذاته، وأنَّ له رأيه الخاص به؛ دون أن يتحكَّم الآخرون به، فينعكس ذلك على تفكيره وسلوكه وشخصيته ومشاعره.

- ضعف الثقة بالنفس عند الطفل: هو شعوره بعدم الرضا عن ذاته، وشعوره بالنقص أمام الآخرين؛ مما ينعكس ذلك على تفكيره وسلوكه وشخصيته ومشاعره.

فالثقة بالنفس تُعتبر صِمام الأمان للصحة النفسيَّة وتحقيقِ السعادة والنجاح بالحياة، وضعف الثقة بالنفس هو سبب الفشل والاضطرابات النفسيَّة والسلبيَّة في الحياة.

- من أعراض ضعف الثقة بالنَّفْس عند الأبناء:

الشعور بالخجل، الانطواء، القلق، الخوف من الآخرين، عدم تقدير الذات، والسلبيَّة في المشاعر والأحاسيس.

ويُعتبر ضعف الثقة بالنفس صفة يكتسبها الأبناء من البيئة التي تحيط بهم؛ سواء في الأسرة أو في المدرسة أو من المجتمع بشكل عام.

كما أنه قد ينتقل فيروس ضعف الثقة بالنَّفْس مع الطفل في كافة مراحله العمرية؛ من الطفولة إلى سن المراهقة، ثم سن الشباب، ثم مرحلة الشيخوخة.

فضَعف الثقة بالنفس قد يعيق قدرات الطفل وإكسابه مهارات جديدة أو تطويرها، فهي من الأسباب الأساسية للأمراض النفسيَّة ومشكلاتها السلوكية واضطرابات الشخصية.

- أهم الآثار المترتبة على ضعف الثقة بالنَّفْس:

• آثار سلوكيَّة، مثل:

الهروب من المواقف الصعبة، قلَّة عدد الأصدقاء، ضعف التعبير عن مشاعره، الهروب من الحياة الاجتماعية الانسحاب وعدم القدرة على الدفاع عن النَّفْس.

• آثار عقليَّة، منها:

عدم القدرة على التفكير الإبداعي، الشعور بالنَّقص والدُّونيَّة،

تشتُّت الانتباه والتركيز،السلبية ونقص في تقدير الذات، التردد وعدم القدرة على اتخاذ قرار.

• آثار جسدية، منها:

احمرار الوجه، تصبُّب العرق وبرود الأطراف، ارتعاش في اليدين وزيادة دقَّات القلب، سرعة التنفس، تلعثم بالنُّطق والكلام.

• آثار وجدانية، ومنها:

خجل، خوف، انطواء، قلق، اكتئاب، شعور بالنقص، العدوانية، الغرور، التكبُّر، الحساسية الزائدة والعصبية الزائدة، الشعور بالعجز والنقص والفشل.

• آثار عضويَّة، منها:

تشوُّهات خَلقيَّة في الجسد، قِصَر زائد أو طول زائد بالقامة،

مشكلات في النطق والتعبير، مشكلات في السمع والبصر.

- أمَّا أهم أسباب نقص الثقة بالنفس عند الأبناء فتنقسم إلى قسمين:

1- أسباب عائليَّة وأُسْريَّة: مثل المشاكل المستمرَّة بين الزوجين، مما يسبب شعوراً بالخوف وعدم الأمان لدى الأطفال لخلوّ المنزل من الحُبِّ والدفء العاطفي. وكذلك طلاق الأبوين - سواء الطلاق الحقيقي أو المعنوي - يُحدِث الطلاق أزمات نفسية عنيفة في نفوس الأطفال، مما يَنتج عنه شعور بالخوف والقلق على الذَّات وعلى المستقبل.

2- أسباب تربويَّة: التربية الخاطئة تسبِّب ضعف الثقة بالنفس، ومنها:

- الخوف الزائد والتدليل للأبناء، مثل عدم السماح للطفل للقيام بمسؤولياته وقيام الوالدَين بها بدلاً عنه، فلا يستطيع الطفل تحمُّل المسؤولية والاعتماد على الذات، فينشأ الطفل فاقد الثِّقة بنفسه لأنه لم يخض تجارب الحياة خوفاً من الفشل.

- السيطرة الزائدة على الأبناء، كأن نتحكم بهم مثل أيّ جهاز في المنزل، كإلزام الطفل بأمور تفوق قدراته، والتحكم في طموحاته ورغباته، فلا يعود بإمكان الطفل التعرف على قدراته واكتشاف مواهبه وما لديه من نقاط قوة ونقاط ضعف.

- عدم احترام الوالدَين للطفل وتقديره ونبذه، فلا يَسمح له الوالدَان بالمشاركة في أيّ رأي يتعلق بالأسرة، واعتماد أسلوب الزجر والتوبيخ الدائم معه، وإبعاده عن المشاركة بأيّ نشاط عائلي.

- القسوة الزائدة، باستعمال أسلوب العنف الجسدي والنفسي مع الطفل، مثل شتمه وتحقيره وضربه؛ وخاصة أمام الآخرين، ممَّا يؤدي هذا الأسلوب إلى تدمير شخصيته.

- مقارنته بالآخرين، وذكر حسنات الآخرين أمامه، وعدم النظر إلى حسناته وتشجيعه، والتفرقة بينه وبين إخوته لا سيما بين الذكور والإناث؛ ممَّا يؤدي إلى شعور الطفل بالظلم والقهر وضعف ثقته بنفسه.

- علاج ضعف الثقة بالنَّفْس عند الأبناء يكون بأمور، أهمها:

- اتباع القواعد الإسلامية في تربية الأبناء.

- العلاقة الأُسريَّة الجيدة والتَّوافق بين الزوجين.

- اجتناب أساليب تربوية خاطئة من قسوة زائدة أو تدليل زائد.

- أخذ آراء الأبناء في بعض الأمور العائليَّة.

- إعطاؤهم فرصة بأن يعبروا عن رأيهم ويعتمدوا على أنفسهم.

- نجعله يتميَّز بأحد الأمور التي يحبها ويبرع بها.

- نعلِّمه أن لا يهتم بانتقاد الأشخاص السلبيين له.

- نشجعه على المشاركات الاجتماعية والرياضية والكشفية.

- اطلاعه على سير حياة الناجحين وكيف تحدوا صعوبات الحياة.

- مساعدته على تقبل ما أعطاه الله من مميزات في شخصيته، فهي من أهم الخطوات في تعزيز الثقة بالنَّفس.

 • وختاماً: عندما نعزِّز لأبنائنا ثقتهم بأنفسهم؛ فإنَّهم حتماً سيحلِّقون في فضاء النجاح والإبداع والتألُّق، ويكونون قادرين على مواجهة التحديات مهما كانت صعبة، وتسلُّق قمم النجاح بكلِّ شجاعة وثقة ومعنويَّات عالية بالنَّفس.

المصدر : مجلّة إشراقات

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين