رسالة امرأة لزوجها أحتاج مواساتك.. أكثر من نصحك

 

زوجي الحبيب

أشهد بأنك ذكي، وصاحب أفكار وآراء سديدة، ولذا تجدني أستشيرك كثيراً، وأحرص على معرفة رأيك في كثير مما أريد أن أفعله.

لكننا، معشر النساء، لا نحتاج نصائح أزواجنا وتوجيهاتهم في مواقف نحكيها لهم، أو معاناة نشتكيها إليهم، إنما نحتاج منهم مواساتنا فيها ومساندتنا عاطفياً.

في الأمس، وحين كنتُ أشكو إليك زميلتي التي آذتني بكلماتها القاسية، واتهاماتها الباطلة، صرتَ تنصحني وتوجهني في ما كان ينبغي أن أقوله وما كان يجب علي أن أفعله، على الرغم من أنني لم أكن أطلب نصحك وتوجيهك، ولـم أكن أحتاجهما، بل كنت أحتاج مواساتك لي، وتخفيفك عني، وتطييبك خاطري.

كنت أتمنى لو قلتَ لي – مثلاً – : لقد كسبتِ حسناتها فهي التي خسرت بما قالته لك واتهمتك به باطلاً، أو : لا تحزني، فهكذا الناجحون في عملهم يحسدهم مـن لا يحققون مثلما حققوه من نجاح.

لقد عاد النبي صلى الله عليه وسلم يوماً إلى بيته فوجد زوجته أم المؤمنين صفية رضي الله عنها تبكي، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ما يبكيـك ؟ فقالت : قالت لي حفصة يا ابنة اليهودي ! فواساها صلى الله عليه وسلم وطيّب خاطرها وردَّ عنها كلمات حفصة قائـلاً لهـا ( بم تفخر عليك، إنك لابنة نبي، وإن عمك لنبي، وإنك لتحت نبي )، ثم قال صلى الله عليه وسلم لحفصة : ( اتقي الله يا حفصة ).

لم ينصحها صلى الله عليه وسلم، ولم ينظر إلى الأمر من حيث الواقع الذي حاولت حفصة تذكيرها به وهي أنها ابنة يهودي، بل نظر إلى نسبها الذي ترجع فيه إلى هارون عليه السلام فجعله صلى الله عليه وسلم أباها، ومادام موسى عليه السلام أخا هارون فهو إذن عمها، ثم هي زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا نقلها صلى الله عليه وسلم من كونها ابنة يهودي ليجعل لها قرابة وثيقة بثلاثة أنبياء كرام.

زوجي الحبيب

لقد استوصى بنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( استوصوا بالنساء خيراً ) وهذه الوصية تشمل رعاية طبيعتنا العاطفية، بتطييب خواطرنا، ومسح جراحنا، وتهدئة قلقنا، وتخفيف حزننا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين