الكشوف الجغرافية والعامل الصليبي

العامل الأساسي في الكشوف الجغرافية لدى الأوربيين هو العامل الديني فعندما خسرت البابوية معاركها الصليبية في المشرق نتيجة التحصينات العسكرية والثقل الاسلامي، وجهت أعينها إلى مغرب العالم الاسلامي الاضعف تحصينا وعددا في السكان.

وهنا قام البابا بدعم الدولتان الصليبيتان الناشئتان (أو ما سماهما فيما بعد ذراعاه العسكريتان) في احتلال العالم الاسلامي ابتداء" منمغربه. فقام الامير هنري الملاح بإنشاء الكلية البحرية البرتغالية في سبتة 1447 واستدعى قادة الصليبيين وأكبر المستكشفين وخاصة الايطاليين (نتيجة قيام النهضة هناك واحتكاكهم بالعرب من الناحية التجارية والناحية العلمية) للوصول للرأس الافريقي الجنوبي البحري في اتجاه الهند -الطريق الذي أخفاه المسلمين عن الاوربيين حتى تكون تجارة العالم تمر من أراضي المسلمين- (كان هناك طريقن للتجارة العالمية يصلان بين تجارة الشرق والغرب:

1_ الطريق البري أو مايسمى طريق الحرير الذي يتجه من شمال الصين والهند إلى أوروبا عن طريق روسيا وإيران وتركيا. وقد قطع هذا الطريق نتيجة الغزو المغولي لتلك المناطق.

والطريق الثاني وهو البحري عن طريق جنوب الصين والهند إلى اليمن فالبحر الاحمر فخليج السويس ثم تنقل البضائع عن طريق الجمال إلى شمال الدلتا ومدينة الاسكندرية ومن ثم إلى أوروبا عن طريق تجار مدن شمال إيطاليا وخاصة البندقية وجنوة وفلورنسا اللواتي عارضت البابا في شن الحروب الصليبية على العالم الاسلامي. وهذا الطريق كان مسيطر عليه المماليك بشكل كلي من الهند إلى سواحل إيطاليا ويخفونه عن العالم حتى تكون تجارة العالم في أيديهم).

وهنا أوصى أمير البحار البرتغالي هنري الملاح أبناءه الصليبين إلى معرف الطريق البحري في هدف الوصول إلى دولة مسيحية في إفريقيا اسمها الحبشة والوصول إلى إمبراطور الصين لعقد معاهدة معهما لتطويق العالم الاسلامي ووضعه بين فكي كماشة مي يسهل القضاء عليه، كما أوصى الملاح أبناءه بسرقة جثمان النبي الكريم الطاهر (صلى الله عليه وسلم) بغرض مقايضته بفلسطين والقدس الأرض المقدسة لدى جميع الديانات السماوية.

وتم للبرتغال فيما بعد أسر الملاح الفلكي العربي أحمد بن ماجد الذي اضطر تحت التعذيب إلى ارشادهم إلى طريق الهند البحري عام 1497 فيما يسمى رحلة فاسكو دي جاما وتم فيها للبرتغال احتلال سواحل الجزيرة العربية وجنوب العالم اللاسلامي ونزول جدة ميناء مكة المكرمة _ وينبع ميناء المدينة المنورة وكادوا أن ينفذوا وصية هنري الملاح في تدمير الحرمين الشريفين و الوصول إلى جثمان النبي صلى الله عليه وسلم الطاهر لولا مجيء السلطان العثماني سليم الأول الذي لقب نفسه بخادم الحرمين الشريفين والذي طهر سواحل الجزيرة العربية من الغزو الصليبي البرتغالي حينها تنازل له الخليفة العباسي في القاهرة المملوكية عن الخلافة للسرطان سليم الأول لانه عجز عن حماية الحرمين الشريفين، فتحولت الخلافة الإسلامية للعثمانيين وتحملوا على كاهلهم حماية العالم الإسلامي.

أما الاسبان يد بابا الفاتيكان الثانية فقد احتلوا شمال المغرب والجزائر وتونس وليبيا و وصلوا حدود مصر ومن أخرجهم منها هو الخليفة العثماني سليمان القانوني ابن سليم الاول.

وهكذا تم على يد العثمانيين تحرير بلاد العالم الإسلامي وخاصة العربية من الصليبيين مرة أخرى.

رحم الله بني عثمان وحفظ الله العثمانيون الجدد وسلطانهم رجب طيب أردوغان.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين