حكم الوقوف العشرة وغيرها المسماة وقوف جبريل (11)

 

من الناحية التطبيقية

10- {وَلا يَحزُنكَ قَولُهُم إِنَّ العِزَّةَ لِلَّهِ جَميعًا هُوَ السَّميعُ العَليمُ} [يونس: ??]

حكم الوقف على قوله:

{وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ}:

 

ابن الأنباري: حسن.

النحاس: تام عند أحمد بن موسى، وهو قول الفراء وأبي حاتم.

الداني: كاف.

زكريا الأنصاري: تام.

الأشموني: أتمُّ، ثم يبتدئ: {إنّ العزة} وإن كان من المستحيل أن يتوهم أحدٌ أنَّ هذا من مَقُول المشركين، إذ لو قالوا ذلك لم يكونوا كفارًا، ولَمَا حزن النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو مستأنف ليس من مقولهم...

 

وقال السخاوي في جمال القراء:

واجب، ولا يجوز وصله، لئلا يتوهم فيه أنهم قالوا: {إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا}، وأنّ ذلك مما يَحْزُنُ النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى.

وقال السمين الحلبي في الدر المصون:

والوقف على قوله: {قَوْلُهُمْ} ينبغي أن يُعْتمَد ويُقْصَدَ، ثم يُبتدأ بقوله {إن العزّة}، وإنْ كان من المستحيل أن يَتوهَّم أحد أنّ هذا مِنْ مَقُولهم، إلا مَنْ لا يُعْتَبَرُ بفهمه. انتهى.

وقال الزركشي في البرهان: يجب الوقف على قوله: {ولا يحزنك قولهم}، ثم يبتدئ: {إن العزة لله جميعًا}. انتهى.

وقال ابن الجزري في النشر: من الأوقاف ما يتأكد استحبابه لبيان المعنى المقصود، وهو ما لو وُصل طَرَفاهُ لأَوهَمَ معنًى غيرَ المراد، وهذا هو الذي اصطلح عليه السجاوندي: لازم، وعبر عنه بعضهم بالواجب، وليس معناه الواجبَ عند الفقهاء يعاقب على تركه كما توهمه بعض الناس، ويجيء هذا في قسم التام والكافي، وربما يجيء في الحسن، فمن التام الوقف على قوله: {ولا يحزنك قولهم}، والابتداء: {إن العزة لله جميعًا}، لئلا يوهم أن ذلك من قولهم. انتهى.

 

ووضع رمز (م)، في جميع المصاحف، ما عدا مصحف المغرب، فرمزه (صه).

 

والأولى رمز (قلى)، فالوقف هنا مما ينبغي، لكن ليس على سبيل الوجوب، فكما ذكر السمين الحلبي والأشموني فإن هذا لو وصله قارئ فلا يتوهم أحد أنه من مَقُولهم.

وهنا أشير إلى قضية التوهمات والإيهامات،

فلا شك أن بعض المواضع يكون الوقف فيها أو الوصل موهمًا،

لكن المتأخرين أكثروا من هذا في مواضع لا يقع فيها توهّمٌ أصلًا، إنما هذا التوهم هو شيء توهّموه، وبعضهم أكثر من هذا الشيء، فيقول لك، لا تقف هنا حتى لا يتوهم كذا! ولا تصل هنا حتى لا يتوهم كذا!،

مع أنه لا يكون فيه توهّم ولا هم يحزنون!

والآية التي نتحدث فيها مثال واضح على ذلك،

ولا شك أننا نفضّل الوقف، فهو حسن عند بعضهم، وكاف، وتام،

لكن لا نقول: إن الوقف هنا واجب صناعة، وأنه لا يجوز الوصل.

والله تعالى أعلم.

الحلقة السابقة هـــنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين