لماذا عادت الانتصارات؟

 

الحمد لله، الحمد لله وحده، والشكر لكل الفصائل المجاهدة الصادقة التي تحررت أخيراً من "رُهاب الجولاني" وتكتلت في تحالف ميداني عسكري بدأ باستعادة الأرض الضائعة، الأرض التي سلّمها الجولاني الخائن للنظام على طبق من ذهب.

ولكن كيف جاء هذا النصر والفصائلُ منهَكةٌ ضعيفةٌ مَسلوبةُ السلاح؟ إنه نصر الله، والله ينصر من يستحق النصر من عباده الصادقين إذا اتخذوا أسباب النصر واستبعدوا أسباب الهزيمة. لأن هذا التحالف استبعد جبهة النصرة الظالمة الخائنة استحق بركة الله ونصر الله، ولو وضعت النصرةُ فيه يدَها لتخلى عنه الله فانكسر، لأن الله لا ينصر الظالمين ولا ينصر أعوان الظالمين ولا ينصر حلفاء الظالمين.

* * *

اليومَ بدأ الشرفاء الصادقون المخلصون في استرجاع ما سلّمه الجولاني عَمالةً وخيانةً للنظام. أكثر من مئتين وخمسين قرية سلمها بلا مقاومة وانسحب منها انسحاب الجبناء، وها هم الأسود قد بدؤوا باسترجاعها بالدم والتضحيات كما صنعوا أول مرة. وعمّا قليل ستخرج أبواق الجولاني وقنوات "الدنيا الجولانية" بصور مزعومة لمشاركة عناصرهم في القتال، وكذبوا، ولو قاتلوا لما كان قتالهم إلا رصاصاً في ظهور المجاهدين.

ها هي الفصائل الجريحة تتعالى على الجراح وتلملم ما بقي من سلاح وتنفث الهمم في الأرواح المجهَدة، وها هم المجاهدون الصادقون من ثوار حماة وإدلب والغاب وجبل الزاوية وريف حلب يريقون الدم ويبذلون الروح لاسترجاع ما ضيّعَته جبهة النصرة على أهون سبيل، فيما يتسكع جنود الجولاني الخائن في مدن وأرياف إدلب، يَسْطون على البسطات ويرابطون على أسوار الجامعات المغلقة... هذا سهمهم في جهادهم المزعوم.

* * *

لقد استمات الجولاني ليقضي على الثورة ويحول دون هذا الانتصار، فصادر أسلحة الفصائل وشرّد مقاتليها واعتقل قادتها الشرفاء، ولكنْ أبَى الله إلا أن يردّه خائباً مفضوحاً فضيحةَ العمر، فضيحةً لم نسمع بمثلها في ماضي الزمان وحاضره، اللهمّ زده سقوطاً وفضيحة ومهانة.

اللهم واحفظ بحفظك المجاهدين الصادقين من غدر الجولاني ومن بأس داعش والنظام، وانصرهم على أعدائهم جميعاً نصراً معجَّلاً معظَّماً يا قدير يا عظيم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين