أيها البائعون: أخبروا الناس أين يذهبون

 

أضمّ صوتي الضعيف لصوت أخي الفاضل الذي نطق بكلمة حق في زمن النفاق القبيح، الأخ هادي العبد الله، الذي خاطب الجولانيَّ وقادةَ الفصائل في تسجيله الصادق الشجاع قبل يومين فقال: إن كنتم بعتم وقبضتم وسالمتم وسلّمتم فأخبروا الناس، على الأقل أخبروهم عن الأرض التي بعتموها لكي يفارقوها قبل أن تصل إليها جحافل الغزاة، أخبروهم لعلهم ينجحون في حمل بعض ما يمكن حمله والفرار قبل فوات الأوان، أخبروهم عسى أن يُلقوا نظرةَ وداع على الدار قبل أن تضيع الدار.

لقد ارتفع الستار عن الفصل الأخير واكتملت حكاية الخيانة الكبرى التي ظهرت فصولُها تباعاً خلال السنتين الأخيرتين، خيانة الجولاني للثورة وعمالته للنظام، وعرفنا -أخيراً- حقيقة الاتفاق الذي عقده قادةُ النصرة مع الروس في اجتماع "أبو دالي" المشؤوم الذي جمع الطرفين في أواسط أيلول الماضي. عرفنا أخيراً أن الجولاني باع للروس في ذلك الاتفاق شرقَ السكة، بل شرق الأتستراد كله بما فيه من أرض وسكان، وأن هذا أوان التنفيذ والتسليم.

فأما الخيانة فقد ظهرت في أبشع صورها، ولكنْ ألا بقيّةٌ من حياء يسترُ به الخائنُ سوأتَه؟ لو أن جحافل النصرة الجرّارة التي فتكت بفصائل الثورة في الماضي أطلقت قبل الانسحاب عشرَ رصاصات في الهواء لِذَرّ الرماد في العيون! لو أنها تصنّعت المقاومة وتلكأت قليلاً في الانسحاب أمام قوات النظام!

ولكن لماذا يفعل الجولاني ذلك وقد نزع عن الوجه القبيح القناعَ وظهر بحقيقته السافرة: العميل الجبان الذي باع غربَ سوريا للعدو كما باع شرقَها أستاذُه البغدادي من قبل، لماذا؟ لو كانت في وجهه بقيةٌ من حياء لما قام بأسرع انسحاب في العصر الحديث، انسحاب مُهين لا ينافسه إلا انسحاب حافظ الأسد من الجولان، وكلاهما عدو لسوريا والسوريين، كلاهما سوف يلعنه التاريخ وتلعنه الأجيال الآتيات.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين