نواقض الإيمان في ميزان الكتاب والسنة (10)

 

* ـ شفاعة الشافعين لا تنفع أحدا إلا بإذن الله: 

أشارت عدة آيات كريمات في كتاب الله عز وجل إلى أن المشركين يعتقدون أن من يرجون شفاعتهم من الصالحين يملكون الشفاعة من أنفسهم، فبين لهم سبحانه أنْ لا أحد يملك الشفاعة من دون الله، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يمنح من يشاء من عباده مقام الشفاعة ليشفع لمن يأذن الله له في شفاعته فيه، وأن الصالحين من الملائكة وغيرهم لا يشفعون لأحد إلا بإذن الله، قال تعالى {ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون}، وقال {يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا}، وقال {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له}. 

وفي هذه الآيات الكريمات ما يفتح باب الحل لما استغلق فهمه على بعض المشايخ، فمن كان يرجو شفاعة الملائكة والصالحين ويطلب منهم الشفاعة معتقدا أنهم يملكون الشفاعة من أنفسهم فهذا مشرك خارج من الملة، وهذا ما كان يعتقده المشركون، وأما من كان يرجو شفاعتهم معتقدا أنهم لا يملكون من أنفسهم ولا يملكون لأنفسهم شيئا إلا ما منحهم ربنا جل شأنه فهذا ليس بمشرك. 

الحلقة السابقة هـــنا 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين