حكم تهنئة القريب غير المسلم، برأس السنة

 

*وضرورة تحرير محل البحث في الحكم والفتوى* (1)

إن تحرير محل البحث، وتنقيح المناط، من الأشياء التي يغفُل عنها بعض أهل العلم، فضلًا عن تحقيق المناط، وتخريج المناط،

فيطلقون أحكامًا في غير محلها، ويدمجون عدة مسائل في حكم واحد، من غير تحرير لهذه المسائل، فلا يعطون كل مسألة حكمها!!

مثال على ذلك: 

ما تجده في كتابات بعض العلماء ولا سيما المعاصرين،

في حكم الموسيقا،

يكون عنوان بحثهم: (حكم الموسيقا)، ثم يأتون بأدلة ليس لها علاقة بالموسيقا، بل بالحداء أو الغناء!

فيخلطون من حيث لا يشعرون

بين حكم الموسيقا، 

وحكم الغناء أو الحداء!

وهما مسألتان منفصلتان، ولكل منهما تفصيلات مختلفة.

ومثال آخر: 

يُطرح كل عام مسألة تهنئة غير المسلم برأس السنة الميلادية

وتنبري الفتاوى والأقلام،

فلا يحرر البحث عند كثير ممن يسطرون الأحكام،

فيخلطون بين عدة مسائل في حكم واحد!!! 

يدمجون بين أربع مسائل أو خمس أو أكثر!!! 

مع أن لكل مسألة منها حكمًا يختلف عن حكم أخواتها.

1- حكم تهنئة غير المسلم

إذا كان قريبك، كأب أو أم أو أخ أو أخت،

أو كان من جيرانك،

أو كان زميلك في العمل.

ومثله حكم التعزية وحكم عيادة المريض.

2- حكم تهنئة المسلم لغير المسلم الذي لا يعرفه،

أو كتابة تهنئة عامة لجميع النصارى مثلًا.

3 - حكم فرح المسلم برأس السنة، وتوسعته على أهله وعياله فيه، أو عمل حفلة خاصة في بيته.

4- حكم حضور المسلم حفلات غير المسلمين برأس السنة، إذا رافقها منكرات، أو لم يكن فيها منكرات.

5- حكم إهداء المسلم لغير المسلم،

وحكم قبول المسلم هدية من غير مسلم.

وإذا قيدنا المسألة: مع الرضا بما يفعلون، أو مع عدم الرضا،

ومع وجود منكرات أو عدم وجودها،

فتتضاعف المسائل،

ويمكن للباحث ان يستخرج مسائل أخر،

وهذه المسائل 

لا شك أن حكم بعضها يختلف عن حكم بعضها،

فترى بعض الكاتبين يترجمون بعنوان: 

حكم التهنئة برأس السنة،

ثم ينقلون الأدلة ونصوص الفقهاء في غير مورد المسألة!!

وبعضهم ينقل كلام ابن القيم رحمه الله تعالى 

في الإجماع على التحريم! 

فينقله في غير محله،

هذا مع أن كل كتب الحنابلة تنقل عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى ثلاث روايات،

التحريم، والكراهة، والإباحة.

وسأورد رابطين لبحثين

أحدهما يجيز والآخر يمنع

وانظروا كيف يخلط بعضهم بين المسائل… 

https://www.masress.com/dostor/171682

https://saaid.net/mktarat/aayadalkoffar/45.htm

واقرأ ما يقوله الإمام الذهبي في جزئه في التمسك بالسنن،

قال رحمه الله تعالى: 

أما مشابهة [أهل] الذِّمة في الميلاد، والخميس، والنيروز، فبدعة وحشة.

فإن فَعلها المسلم تديُّنًا فجاهل، يزجر وُيعَلَّم.

وإن فعلها حُبًّا وابتهاجًا بأعيادهم فمذموم أيضًا.

وإنْ فعلها عادةً ولعبًا، وإرضاءً لعياله، وجبرًا لأطفاله فهذا محل نظر، وإنما الأعمال بالنيَّات، والجاهل يُعذر ويبين له برفق، والله أعلم.

انتهى كلام الذهبي.

وستكون الرسالة الثانية

إن شاء الله

في حكم تهنئة القريب غير المسلم، أو الجيران، أو الزميل في العمل، وبعض المسائل المذكورة

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين