نواقض الإيمان في ميزان الكتاب والسنة (6)

 

 

 

أقوال بعض المشايخ في موضوع التكفير

* ـ قال بعض المشايخ: 

"من لم يكفـِّر المشركين أو شك في كفرهم أو صحَّح مذهبهم فهو كافر، ومن اعتقد أن غير هدْي النبي صلى الله عليه وسلم أكملُ من هديه أو أن حكْم غيره أحسن من حكمه فهو كافر، ومن أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كافر، والدليل قوله تعالى {ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم}، ومن استهزأ بشيء من دين الله أو ثوابه أو عقابه فهو كافر، والدليل قوله تعالى {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون؟! لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}". 

أقول: 

الذي لا يكفـِّر المشركين أو يشك في كفرهم أو يصحح مذهبهم هو كافر، لأن هذا مناقض للإيمان مناقضة بينة، وكذا من اعتقد أن غير هدْي النبي صلى الله عليه وسلم أكملُ من هديه أو أن حكْم غيره أحسن من حكمه، وكذا من أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مما أوحي به إليه، وكذا من استهزأ بشيء من دين الله أو ثوابه أو عقابه، لأن هذا مناقض لتعظيم الله تعالى، وتعظيم الله تعالى وتعظيم كل ما هو من شعائر الله هو من مقتضى الإيمان، فما قاله الباحث صحيح، فجزاه الله خيرا. 

* ـ قال بعض المشايخ: 

"دعاء الأموات والاستغاثة بهم شرك، فإذا اعتقد المرء أنه لا بأس أن يُدعى مع الله غيره كالأنبياء صار مرتدا عن الإسلام، لأن الله تعالى يقول {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل}، وقال {فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون}، ومما يدخل في هذا ما يفعله عباد القبور اليوم في كثير من الأمصار من دعاء الأموات والاستغاثة بهم وطلبِ المدد منهم، فيقول بعضهم: يا سيدي المددَ المددَ، يا سيدي الغوثَ الغوثَ". 

أقول: 

يرى بعض المتسرعين في التكفير أن هذا دعاء وطلب من غير الله تعالى وأنه شرك، وإطلاق لفظة الشرك تعني الشرك الأكبر. 

والكلام هنا الآن ليس في مشروعية هذا القول أو في عدم مشروعيته، ولكنْ في أمر خطير، هو في كونه من الشرك الأكبر أوْ لا؟!، فبين الأمرين فرق كبير جدًا أبعد مما بين المشرق والمغرب، فقد يكون الأمر غيرَ مشروع ولكنه ليس بشركٍ مخرجٍ من الملة، إذ قد يكون من الحرام أو من المكروه أو من خلاف الأَولى، فإذا كان شركا واضحا لا شبهة فيه فمرتكبه مشرك، وأما إذا كان مما دون ذلك ففاعله يُحكم عليه بما يستحقه مما هو دون الشرك الأكبر المخرجِ من الملة. 

وهذه مسألة هامة جدا، ومن كفـَّر مؤمنا ـ إذا لم يكن تكفيره إياه من باب الخطأ في الظن والاجتهاد ـ فقد كفر. وينظر تحقيق هذه المسالة في الحلقة القادمة.

انظر الحلقة السابقة هـــنا

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين