وللحب داع آخر

إن النفس الإنسانية تبهرها العظمة ويعجبها العظماء، ويسرها الإقبال عليهم، والتودد إليهم والتنويه بآثارهم.

وكم من عبقري لم نر شخصه طوينا القلوب على محبته، والحماس له لأن أبصارنا تعلقت بمواهبه الجليلة، وامتيازه الرائع، ففعلت صورته الباطنة بنا، ما تفعله صور الجمال الحسى بألباب العشاق.

ولو أن الناس لفتتهم هذه الحقائق، وسيرهم منطقها باطراد لكان لهم مع الله شأن آخر...

أطلعني أحد الناس على صورة رائقة للشمس، وهو تغرب، وأخذ يطري الرسام العبقري الذي خلقها بريشته.

وكانت الصورة رائعة حقاً!

بدت فيها الشمس وهي تلم أشعتها من فوق السطوح والقمم، وتتأهب لوداع الأحياء إلى ملتقى آخر!!

ومن ورائها آفاق معصفرة احمرت فيها حواشي السحب، واستقرت فيها إلى حين فترة الانتقال بين إقبال الليل وإدبار النهار..!!

قلت: هذه صورة جميلة، خطتها يد ماهرة، تستحق الثناء.

لكن لماذا يعجب الناس براسم الصورة على الورق؟ ولا يتجهون بأبصارهم وبصائرهم إلى صانع الأصل الذي احتواه الفضاء الرحب، ودارت فيه أجرام ضخمة، وتأنقت فيه الطبيعة الحية، وتحركت فيه الأرض كثيراً حول نفسها وقليلاً حول الشمس، وجرت فيه الشمس مدى لا ندرى كنهه ولا نسبر غوره!!.

إن الأصل نفسه في الشروق الزاهي، أو في الغروب الدامي، على اختلاف الليل والنهار يستحق التأمل الذكي، ويستحق بعد ذلك وقبله أن تتجه الأفئدة إلى بارئ السموات والأرض تسجد لجلاله وتسبح بحمده.

وإلى الأصل المنقوش في صفحات الكون لا إلى الرسم المصغر على وجوه الأوراق

نظر (محمد ) عليه الصلاة والسلام إلى بدايات الليل، ونهايات النهار ثم رد الأشياء إلى مالكها الحق، ونسبها إلى صاحبها الأصيل قائلا: (اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك فاغفر لي).

والعجب للناس: ينظر أحدهم إلى تمثال من حجر أتقن ناحته إضفاء بعض الملامح البشرية عليه، ثم يروحون وألسنتهم تلهج بمدحه.

أما مبدع هذا الجسم الحي فقلَّما يكترثون له، بل فيهم من يجحد وجوده، وينتهك حرماته.

وما أبعد البون بين صخرة هذب ظاهرها على نحو معين، وعضلات من لحم ودم وعظم وعصب، تمور خلاياها بالحياة أخذاً ورداً، فلو وضعت إصبعك على جزء ما من هذا الجسم ثم تأملت ما تحتها لعلمت أن ألوف الشعيرات تسرى فيها بالدماء ويتفاعل فيها الزفير والشهيق، وتتولد الطاقة من احتراق الأغذية وطرد نوع من الهواء ـ الكربون ـ واستقبال نوع آخر ـ الأوكسجين.

وشيء آخر، أطراف هذا الجهاز الحسي وذيوله التي لا آخر لها، والتي تجعل الجسم كله يهتز لوخزة شوكة تصيب أي ناحية فيه.

إن التأمل في النفس الإنسانية يجعل المرء يمد بصره إلى أعلى قائلا مع الملائكة: (نسبح بحمدك ونقدس لك)، ومع هذا فإن صانع ذلكم الإعجاز يلقى من بعض عباده بل من أكثرهم الغمط والكنود.

وأما الذين استنارت سرائرهم بصدق المعرفة فهم يتلمحون ما في الصفات العليا من عظمة وشمول، وما يصدر عنها من عجائب في الأرض والسماء، فينعطفون نحو ربهم، وملء نفوسهم الإعجاب والإعزاز والود.

ونحن ندري أنه ليس لبشر ما فعل حقيقي، يصحح وصفه بأنه خالق لتمثال، أو مبدع لآلة، فإن يده لم تصنع أكثر من أنها تصرفت في مادة موجودة أو ألفت بين أشياء كائنة، وأن الإلهام الأعلى هو الذي هدى أصحاب المواهب إلى إبراز ما يحمدون عليه ويعظمون به، إلا أننا نجد في هذا الإيجاد المجازي فرصة للمقارنة، وثغرة لتعريف الناس بربهم، وإزاحة الغطاء عن قلوبهم حتى يحسنوا فهمه ومودته.

وفى الأيام الأخيرة وفق أحد المخترعين إلى صنع آلة تحول الماء المالح إلى ماء عذب، وهذا ابتكار حسن وددت لو تابع العلماء تحسينه حتى يمكن الإفادة منه في أرحب دائرة، إن استخدامه الآن ينفع بعض السفن التي تستغرق في رحلاتها آمادا طويلة، أو بعض المحصورين الذين لا تتيسر لهم موارد الماء القراح لبعدهم عن منابعه.

لكن ما هي الآلات التي تروى الألوف من الخلائق، وما يتبعهم من حيوان وطير؟ ما هي الآلات التي تسوق نطاف الماء الصافي إلى مساحات هائلة من الأرض فتحيل جدبها خصبا ومواتها حياة؟ كيف يتلطف بديع السموات والأرض فيسقي أولئك الأحياء من عباده وهذه الحقول المنداحة في بلاده دون أن يشعر بنصب أو يتكلف إدارة أجهزة وطنين آلات؟.

[اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ(48) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ(49) فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(50) ]. {الرُّوم}..

والحق أن إمداد البشر بالماء الحلو على هذا النطاق الواسع بوساطة جهاز منسوج من الهواء، مبسوط الأذرعة بين الأرض والسماء، يستاق الماء بخاراً من البحر الملح ثم يكثفه سحاباً يختلط كيانها بما يجعل ماءها عذباً، ثم تنطلق في شتى الأشكال مخترقة الآفاق إلى حيث تهمى بالخير والبركة...!!

إن هذا لمما يملأ الفؤاد روعة، ويزيده إكراماً وإعلاءً لشأن الخالق المدبر تقدست أسماؤه، وتباركت آلاؤه، ولا إله غيره.

[أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الأَلْبَابِ] {الزُّمر:21}.

فليستعرض الإنسان ما يعرف من مواهب وخلال، وليستعرض في ذهنه ما يبهره، من عباقرة وأبطال، ثم ليقارن بين تلك القوى الكليلة والقوى المطلقة، وبين هذه العظمات الباهتة العاجزة والعظمة الساطعة الخالدة!!

إنه سوف يرى رب العالمين أولى بالتمجيد والإعجاب؟ وأحق بالمحبة والاقتراب...

والبشر من الناحية العقلية لا يمارون في هذه الحقيقة، غير أنها لا تنتقل من ألبابهم إلى قلوبهم فتتحول من فكرة إلى شعور، ومن شعور إلى سلوك.

إنَّ هذه الحقيقة تدخل نفوسهم كما يدخل الطعام في بطن الممعود، لا تستقبلها أجهزة سليمة تحول إلى قوة ونماء وحرارة بل ربما كان فيه الحتف.

كذلك البشر يعلمون عن الله تعالى ما ينبغي أن يؤسس في نفوسهم الحب المكين له، ومع ذلك قد يحبون غيره مثله أو أكثر: [وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ] {البقرة:165}.

وندع للإمام الغزالي أن يقارن بين ما يستثير الإعجاب والحب في شمائل الناس؟ وبين صفات الفرد الصمد جل جلاله؟ قال: ( وأما العلم: فأين علم الأولين والآخرين من علم الله تعالى الذي يحيط بالكل إحاطة خارجة عن النهاية حتى لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض؟ وقد خاطب الخلق كلهم فقال عز وجل: [وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا] {الإسراء:85} 

بل لو اجتمع أهل الأرض والسماء على أن يحيطوا بعلمه وحكمته في تفصيل خلق نملة أو بعوضة ليم يطلعوا على عشر عشير ذلك: [وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ] {البقرة:255}، والقدر اليسير الذي علمه الخلائق كلهم فبتعليمه علموه كما قال تعالى: [خَلَقَ الإِنْسَانَ(3) عَلَّمَهُ البَيَانَ(4) ]. {الرَّحمن}. 

فإن كان جمال العلم وشرفه أمراً محبوباً، وكان هو في نفسه زينة وكمالاً للموصوف به فلا ينبغي أن يحب بهذا السبب إلا الله تعالى، فعلوم العلماء جهل بالإضافة إلى علمه، بل من عرف أعلم أهل زمانه وأجهل أهل زمانه استحال أن يحب بسبب العلم الأجهل ويترك الأعلم، وإن كان الأجهل لا يخلوا عن علم ما تتقاضاه معيشته.

والتفاوت بين علم الله تعالى وبين علم الخلائق أكثر من التفاوت بين علم أعلم الخلائق وأجهلهم، لأن الأعلم ما يفضل الأجهل إلا بعلوم معدودة متناهية يتصور في الإمكان أن ينالها الأجهل بالكسب والاجتهاد، وفضل علم الله تعالى على علوم الخلائق كلهم خارج عن النهاية إذ معلوماته لا نهاية لها ومعلومات الخلق متناهية.

وأما صفة القدرة: فهي أيضا كمال والعجز نقص، فكل كمال وبهاء وعظمة ومجد واستيلاء فإنه محبوب وإدراكه لذيذ، حتى إن الإنسان ليسمع في الحكاية شجاعة علي وخالد رضى الله عنهما وغيرهما من الشجعان، وقدرتهما واستيلاءهما على الأقران فيصادف في قلبه اهتزازاً وفرحاً وارتياحاً ضرورياً بمجرد لذة السماع فضلا عن المشاهدة، ويورث ذلك حباً في القلب ضرورياً للمتصف به فإنه نوع كمال، فانسب الآن قدرة الخلق كلهم إلى قدرة الله تعالى.

فأعظم الأشخاص قوة، أوسعهم ملكاً، وأقواهم بطشاً، وأقمعهم لخبائث النفس، وأجمعهم للقدرة على سياسة نفسه وسياسة غيره ـ ما منتهي قدرته؟.

وإنما غايته أن يقدر على بعض صفات نفسه وعلى بعض أشخاص الإنس في بعض الأمور، وهو مع ذلك لا يملك لنفسه موتاً ولا حياة ولا نشوراً ولا ضراً ولا نفعاً.

بل لا يقدر على حفظ عينه من العمى، ولسانه من الخرس، وأذنه من الصمم، وبدنه من المرض، ولا يحتاج إلى عدما يعجز عنه في نفسه وغيره مما هو على الجملة متعلق قدرته.

فضلا عمَّا لا تتعلق به قدرته من ملكوت السموات وأفلاكها وكواكبها، والأرض وجبالها وبحارها ورياحها وصواعقها ومعادنها ونباتها وحيواناتها وجميع أجزائها، فلا قدرة له على ذرة منها، وما هو قادر عليه من نفسه وغيره فليست قدرته من نفسه وبنفسه، بل الله خالقه، خالق قدرته، وخالق أسبابه، والممكن له من ذلك.

ولو سلط بعوضة على أعظم ملك وأقوى شخص من الحيوانات لأهلكه، فليس للعبد قدرة إلا بتمكين مولاه كما قال في أعظم ملوك الأرض ذي القرنين إذ قال: [إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ] {الكهف:84} ، فلم يكن جميع ملكه وسلطنته إلا بتمكين الله تعالى إياه في جزء من الأرض.

والأرض كلها مدرة بالإضافة إلى أجسام العالم، وجميع الولايات التي يحظى بها الناس من الأرض غبرة من تلك المدرة.

ثم تلك الغبرة أيضا من فضل الله تعالى وتمكينه.

فيستحيل أن يحب عبدا من عباد الله تعالى لقدرته وسياسته وتمكينه، واستيلائه وكمال قوته، ولا يحب الله تعالى لذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فهو الجبار القاهر والعليم القادر.

السموات مطويات بيمينه، والأرض وملكها وما عليها في قبضته، وناصية جميع المخلوقات في نطاق قدرته، إن أهلكهم عن آخرهم لم ينقص من سلطانه وملكه ذرة.

وإن خلق أمثالهم ألف مرة لم يعي بخلقهم، ولا يمسه لغوب ولا فتور في اختراعهم، فلا قدرة ولا قادر إلا وهو أثر من آثار قدرته، فله الجمال والبهاء والعظمة والكبرياء واللهر والاستيلاء، فإن كان يتصور أن يحب الإنسان قادراً لكمال قدرته فلا يستحق الحب بكمال القدرة سواه أصلاً.

وأما صفة التنزه عن العيوب والنقائص، والتقدس عن الرذائل والخبائث فهو أحد موجبات الحب، ومقتضيات الحسن والجمال في الصور الباطنة، والأنبياء والصديقون ـ وإن كانوا منزهين عن العيوب والخبائث ـ فلا يتصور كمال التقدس والتنزه إلا للواحد الحق الملك القدوس ذي الجلال والإكرام.

وأما كل مخلوق فلا يخلو عن نقص أو عن نقائص، بل كونه عاجزاً مخلوقاً مسخراً مضطراً هو من العيب والنقص، فالكمال لله تعالى وحده، وليس لغيره كمال إلا بقدر ما أعطاه الله سبحانه، وليس في المقدور أن ينعم بمنتهى الكمال على غيره، فإن منتهى الكمال أقل درجاته أن لا يكون عبداً مسخراً لغيره قائماً بغيره.

وذلك محال في حق غيره، فهو المنفرد بالكمال، المنزه عن النقص، المقدس عن العيوب.

وشرح وجوه التقدس والتنزه في حقه عن النقائص يطول وهو من أسرار علوم المكاشفات فلا نطول بذكره.

فهذا الوصف أيضا.

إن كان كمالاً وجمالاً محبوباً فلا تتم حقيقته إلا له، وكمال غيره وتنزهه لا يكون مطلقاً، بل بالإضافة إلى ما هو أشد منه نقصاناً، كما أن للفرس كمالاً بالإضافة إلى الحمار، وللإنسان كمال بالإضافة إلى الفرس، وأصل النقص شامل للكل، وإنما يتفاوتون في درجات النقصان.

فماذا الجميل محبوب، والجميل المطلق هو الأحد الذي لا ندَّ له، والفرد الذي لا ضدَّ له الصمدُّ الذي لا منازع له، الغنيُّ الذي لا حاجة له، القادر الذي يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد سبحانه.

لا رادَّ لحكمه ولا معقِّب لقضائه، العالم الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السموات والأرض، القاهر الذي لا يخرج عن قبضة قدرته أعناق الجبابرة، ولا ينفلت من سطوته وبطشه رقاب القياصرة، الأزلي الذي لا أول لوجوده، الأبدي الذي لا آخر لبقائه، الضروري الموجود الذي لا يحوم إمكان العدم حول حضرته، القيوم الذي يقوم بنفسه ، ويقوم كل موجود به، جبار السموات والأرض، خالق الجماد والحيوان والنبات المنفرد بالعزة والجبروت، المتوحد بالملك والملكوت ذو الفضل والجلال والبهاء والجمال! والقدرة والكمال، الذي تتحير في معرفة جلاله العقول، وتخرس عن وصفه الألسنة، الذي كمال معرفة العارفين الاعتراف بالعجز عن معرفته، ومنتهى نبوءة الأنبياء الإقرار بالقصور عن وصفه كما قال سيد الأنبياء صلوات الله عليه وعليهم أجمعين: (لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك).

وقال سيد الصديقين رضى الله تعالى عنه: (العجز عن درك الإدراك إدراك، سبحان من لم يجعل للخلق طريقاً إلى معرفته إلا بالعجز عن معرفته).

فليت شعري من ينكر إمكان حب الله تعالى تحقيقاً ويجعله مجازاً؟ أينكر أن هذه الأوصاف من أوصاف الجمال والمحامد، ونعوت الكمال والمحاسن، أو ينكر كون الله تعالى موصوفاً بها، أو ينكر كون الكمال والجمال والبهاء والعظمة أمراً محبوباً بالطبع عند من أدركه؟ فسبحان من احتجب عن بصائر العميان غيره على جماله وجلاله أن يطلع عليه إلا من سبقت له منه الحسنى، الذين هم عن نار الحجاب مبعدون، وترك الخاسرين في ظلمات العمى يتيهون، وفى مسارح المحسوسات وشهوات البهائم يترددون، يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون، الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون.

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. 

المصدر: كتاب الجانب العاطفي من الإسلام

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين