لابد من نشر قيم التسامح والحب

 

ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أنه تم القبض على زوجة يابانية 79عاماً لاتهامها بقتل زوجها خلال مشاجرة حول علاقاته النسائية قبل نحو40 عاماً.

وكانت المرأة قد ضربت زوجها حتى الموت في منزلهما في (ناكاي) التي تبعد 60 كم جنوب غرب طوكيو.

وتُحقّق الشرطة في احتمال كون الزوجة تمارس العنف ضد زوجها 79عاماً أيضاً باستمرار، بعدما عُثر على عشرات الكدمات في جسده منها كدمات تبدو قديمة.

ونشرت صحيفة «الديلي ميل» أن رجلاً إيرانياً 61عاماً أقدم على حرق زوجته 46عاماً لطلبها منه الطلاق. فقد أظهرته كاميرات المراقبة في صالون التجميل الذي تعمل فيه زوجته وهو يسكب عليها البنزين ويُشعل فيها النار.

وأظهر التسجيل الزوج يركض خارجاً من المحل الواقع في سترلينج في اسكتلندا وألسنة اللهب في ثيابه بسبب البنزين الذي أصاب ثيابه.

وقد توفيت الزوجة، وهي أم لطفلة في الثالثة من عمرها، واستمعت المحكمة إلى المتهم الذي برّر جريمته بأن زوجته بدأت في إجراءات الطلاق.

هذان خبران لجريمتين، ارتكبت إحداهما زوجة والأخرى زوج، التَقَطْتُهما دون اختيار، من بين عدة أخبار عن جرائم ارتكبها أزواج أو زوجات أحتفظ بها في أرشيفي.

إن الجرائم التي يرتكبها الأزواج والزوجات أخطر من التي يرتكبها سواهم من الناس خارج الأسرة، لأن الجاني والضحية فيها زوج وزوجته، فأحدهما يفارق الحياة والآخر يُودَع السجن أو يُحكَم عليه بالقتل قصاصاً.

ففي كل جريمة من هذه الجرائم تنهار أسرة، ويضيع بسببها الأبناء والبنات، صغاراً كانوا أم كباراً، وما أحسب أن أحداً يجهل ماذا يعني ذلك من أضرار وخسائر معنوية ومادية كبيرة على المجتمع والأمة.

ولعلّ هذا يوضح بعض الحكمة في أن العلاقة الزوجية كانت من أكثر ما عَرَض له القرآن الكريم، وعالجه، ووضع له الأحكام، كما في سور الطلاق والتحريم والنساء والنور والأحزاب وسواها..

وعليه فإني أرجو من المسؤولين في مختلف الدول، أن يزيدوا اهتمامهم بهذا الشأن (الزواج والأسرة)، فيكون نصيبه من الإعلام أكبر، بحيث نزيد البرامج المهتمة به، وتوعية الناس وتثقيفهم بما يجعلهم أنجح في ممارسة حياتهم الزوجية ورعاية أُسَرِهم وإدارتها.

وكذلك نحتاج من وزارات التربية تضمين مناهجها، وخاصة في المرحلتين الثانوية والجامعية، ثقافة تُعِدّ الطلبة للزواج الناجح والهانئ والمستقرّ.

ولابد من نشر قيم التسامح، والتغافل، والحب، وابتغاء ماعند الله تعالى، وعدم الانتصار للنفس، وخاصة لدى الأزواج والزوجات.

ولعل في مقدمة وسائل ذلك: خُطَب الجمعة، والدروس التي تُلقى في المساجد، وعَبر وسائل الإعلام المختلفة.

وتخصيص شُرطة خاصة بالأسرة، لها رقم هاتف قصير يسهل حفظه، وتشجيع الزوجين، وخاصة الزوجة، على الاتصال به عند نشوب نزاع يُخشى تطوّره إلى ممارسة العنف.

وزيادة الدورات المجانية للمقبلين على الزواج، وحتى للمتزوجين، لإكساب الجميع مهارات يحتاجونها في حياتهم الزوجية، لتكون آمنة، مستقرة، ناجحة.

ولاشك في أن تحقيق هذا كله يحتاج أموالاً، لذلك ينبغي أن توضع ميزانيات كافية لها، حتى تحقق أهدافها المرجوّة.

ونحمد الله أن الوعي بأهمية ذلك زاد أخيرا، بل إن بعض المسؤولين بدأوا فعلاً بتحقيق هذه الاقتراحات، وتلبية تلك الحاجات المُلِحَّة إلى إنقاذ الأسرة والحفاظ عليها، وعلى المجتمع كله معها.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين