ولماذا أنت غاضب؟

 

حين يقوم أحد الزوجين بإثارة غضب الآخر ثم يُبدي عجبه من غضبه فإنه مثل من يطفئ النار بسكب الزيت عليها بدلاً من الماء.

هذا الزوج أو الزوجة، في غاية السلبية، السلبية المُدمِّرة، لأنه بدلاً من أن يواسي صاحبه، ويتلطّف به، ويعتذر منه، يتجاهل إساءته إليه، وتعدّيه عليه، ليظهر بمظهر الحَمَل الوديع البريء.

هذا الإنسان يُخطئ وينسب الخطأ لصاحبه، يُقصِّر ويتهمه بالتقصير، يُسيء إليه ثم يسأله: لماذا تسيء إليّ؟!!

لاشك في أن هذا السلوك السلبي العدواني في قمة الاستفزاز، ولابدّ لمن يتصف به من علاج، لأن الزوج الآخر الذي يعيش معه يحتاج قدراً عظيماً من الصبر لايملكه إلا قليل من الناس.

وكثيراً ما يتصف صاحب هذا السلوك أيضاً بالبرود الشديد، وعدم الاكتراث، وضَعف المشاعر، وغِلْظة الطبع، وقسوة القلب.

كذلك قد نجده يتنصّل من وعوده، ولايفي بها، وقد يُنكرها، فيُعطِّل إنجاز كثير من الأعمال والواجبات، حتى يصبح عبئاً ثقيلاً على صاحبه.

ما الحل؟ كيف العلاج؟

لابدّ، أولاً، من قدر كبير من الصبر عليه، ومضاعفة الحِلْم على كثير من سلبياته وتصرفاته.

ثم نحرص على الجمع بين الحزم والتسامح؛ فنسامحه مع إبداء الحزم في أن فِعله الخاطئ، أو إهماله أو تقصيره، لن يتم التسامح معه إذا تكرر.

وننفذ وعيدنا بعدم التسامح إذا تكرر الخطأ، حتى يكون للوعيد أثره الفاعل.

قد نتعب، بل سنتعب فعلاً ونضيق، لكن علينا ألا نيأس، وألا نستعجل التغيير المأمول منه، فقد يستغرق ذلك زمناً طويلاً.

ولنستحضر أجر تعليمنا له، وثواب صبرنا عليه، وقِصَر الحياة الدنيا.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين