ثمـانون

 

كتبتُ من قبل قصيدةً اسمُها (ستون)، وأخرى اسمها (سبعون)، وهذه (ثمانون) فهل ستأتي (تسعون)؟

أشفقت إذْ صار عمريَ أمسِ ستينا = والعمرُ في حُلوه والمرِّ يطوينا

فلُمتُ نفسيَ في حزن فقد نشطت = في الخير حيناً ولكنْ فرَّطَتْ حينا

وقلتُ: يا نفسُ توبي، فالرحيلُ دنا = والفوز في غدنا أغلى أمانينا

                                        ***

ونمت يوماً وبعض اليوم في دعةٍ = وحينما قمت كان العمر سبعينا

فعدت للتوب إذ أبصرته فرساً = يغدو فألحق من صحبي الميامينا 

وقلت: يا نفسُ سبعيني مضت حلماً = فجددِّي التوبَ إنَّ الموت آتينا

                                            ***

ونمت في سِنةٍ طابت بما وُعِدت = وحين صحويَ عانقت الثمانينا

رأيت شيبيَ شمسَ الصيف ساطعةً = والوهنَ فيَّ جراحاتٍ وسِكِّينا

وأبصرتْ مقلتي في لحظةٍ كفني = والقبرَ بيتاً كما شدناه يحوينا

تُرى أأرحلُ أم يمتدُّ لي أجَلي = فإن غفوتُ قليلاً صار تسعينا

                                     ***

غداً سآتيك يا ربّي وبي أملٌ = بالعفو آلاؤه فاحتْ رياحينا

أرى بشائره سعداً ومغفرةً = وجنةً حسنُها نضراً ينادينا

لمّا دعوتُك في سرِّي وفي علني = قالت ملائكةُ الرضوان آمينا

وإن لطفَك لا حدٌّ لأنعمه = وإنه سوف يغنينا ويقنينا

وهو الخُوان الذي تربو أطايبُه = إذا طمعنا فتأتينا أفانينا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين