نواقض الإيمان في ميزان الكتاب والسنة (1)

 

الإيمان ماهو؟

-1-

هذه مقالات من كتاب: " نواقض الإيمان في ميزان الكتاب والسنة" لفضيلة الدكتور الشيخ صلاح الدين بن أحمد بن محمد سعيد الإدلبي، وهو المطبوع سابقا بعنوا ن "نواقض الإسلام في ميزان الكتاب والسنة"، ننشرها تباعا في موقعنا لتحصين الشباب من آفات الغلو والوقوع في هوة التكفير للمؤمنين الموحدين.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وأصحابه وإخوانه أجمعين. 

أما بعد، فهذه نظرات استدلالية مؤسسة على الكتاب والسنة في موضوع نواقض الإيمان، أكتبها لمن أراد أن يستبصر، سائلا المولى تعالى وضارعا إليه أن ينفع بها قارئها ويثيب كاتبها. 

مقدمة بين يدي البحث

* ـ يجب على كل مسلم ـ قبل الخوض في مسائل الإيمان ـ أن يعلم أن الله تعالى قال في محكم كتابه العزيز {إنما المؤمنون إخوة}، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". 

وهذا يوجب على المسلم نشر العلم من باب المناصحة وحب الخير للناس، بلا عُجب ولا غرور ولا تعالٍ عليهم إذا وجد أن عنده شيئا من العلم الذي يقدمه لمن لم يعلموه. 

يجب التفريق بين الحكم على القول أو الفعل بأنه كفر وبين الحكم على قائله أو مرتكبه بأنه كافر، كما يجب التفريق بين الحكم على القول أو الفعل بأنه بدعة وبين الحكم على قائله أو مرتكبه بأنه مبتدع. 

لا بد من التنبيه على أن بعض الأقوال أو الأفعال محكوم عليها ـ بالقطع والإجماع ـ بأنها لا تصدر إلا عمن قلبه كافر بالله عز وجل، فصاحبها ليس بمؤمن أصلا قبل أن يقولها أو يفعلها، وصدورها منه ليس هو الذي أخرجه من دائرة الإيمان، ولكنه دليل على ما في قلبه من الكفر المناقض للإيمان. 

* الإيمان ما هو؟: 

ـ الإيمان هو الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، مع البراءة مما يخالف ذلك، أي هو التصديق مع إذعان النفس وقـَبُولِها لما وقع التصديق به من أركان الإيمان، أما مجرد التصديق بدون إذعان النفس وقبولها فليس بإيمان. 

وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم استعمال لفظ التصديق بمعنى الإيمان، وذلك فيما رواه مسلم في صحيحه وأبو يعلى وابن خزيمة في التوحيد عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنا أول شفيع في الجنة، لم يُصدَّق نبي من الأنبياء ما صُدقت، وإن من الأنبياء نبيا ما يصدقه من أمته إلا رجل واحد". 

والإسلام هو القيام بما أوجبه الله تعالى من العمل، ومنه شهادة أنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمدا رسول الله وإقامُ الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان والحج. 

والإيمان بالله لا يعني مجرد التصديق بوجود الله فحسب، بل يقتضي الإيمانَ بعظمته وجلاله وعلمه وقدرته ووحدانيته في ربوبيته وإلهيته كذلك، وأن له الأسماءَ الحسنى والصفاتِ العُلى، ومن الإيمانِ بالكتب الإلهية والرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام: الإيمانُ بالقرآن الكريم وأنه كلام الله تعالى والإيمانُ بسيدنا محمد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، وهذا يقتضي الإيمان بكل ما جاء في كتاب الله عز وجل إيمانًا تامًّا ويقينًا جازمًا، وبكل ما ثبَت عن النبي صلى الله عليه وسلم ثبوتا قطعيا كذلك. 

قال ربنا جل جلاله في محكم كتابه المبين: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}.

يتبع 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين