أصفار على الشمال 

دع مايريبك واقرأ الأفكارا = واطرح على إعلانها الأسرارا 

سقط القناع وبان قبحُ وجوهِ مَن = تخذوا طريق الخائنين مسارا 

فترى الممانع حين حاصره الرَّدى = جلَبَ الغزاةَ ومَزّق الأستارا 

ومشى على جُثث الحياة مدمرا = وحثا على وجه الحياة غبارا

جمع الشآم على السنين دراهما = وورى بما جمعت يداه النارا 

وصلت إليه كما الفريسة سهلة = لكنها لم تشبع الجزارا 

ودعا الغزاة على مثاعب جرحها = فتكاتفوا وتقاسموا الأدوارا

صنعوا من الإرهاب فرية ماكر = كي يبعدوا عن حقها الأنظارا

سفكوا دم الأزهار في أغصانها = وبحقدهم كم أزهقوا أعمارا

أغراهمُ فيها لتحنيَ رأسها = واجترّ من عارِ الخِيانةِ عارا

واختار أثوابَ المُمانع فِريةً = والشعبُ عِزًّا يرتدي أطمارا

ياإرثَ مَن وأدَ المروءةَ وانحنى = واجتاحَ خِدرَ المكرُماتِ جِهارا

ونَضا جلابيبَ الرُّجولةِ وارتَدى = ثوبَ الدّناءَةِ في الأنامِ نهارا

نادمت فوق ترابها أعداءها = وسقيت من أنخابك الخمارا

من لم يصن يوما كرامة شعبه = يمسي لأعداء الشعوب حمارا

مابال إسرائيل يقرع نعلها = جيشا حبته الحادثات خوارا

والرد يحفظه الممانع خائفا = منع الأوامر جيشه الجرارا

ياموطني عذراً إذا بلغَ الزُّبى = سيلُ الدِّماءِ ، ولمْ أجِدْ أعذارا

تاريخُكَ القاني تلوّنُه الظُّبى = بدم الأباة ، وتحمل الأوزارا

وطغى على طُهرِ الحقيقةِ باطلٌ = هدم الجدار وقوّضَ الأسْوارا

قدر الحقيقة أن تعيش جزيرة = شبعت على مر الحصار حصارا

لكنما الحقُّ الذي قُمْنا لهُ = لانرتضي فيها سواه شعارا

فالحقُّ قانونُ البقاء ونصرُه = قدرٌ ، وذاك يُعانِدُ الأقدارا

ياشاعر الوطن الجريح إلى متى = في موت أهلك تنظم الأشعارا

أوليس للأفراح عندك لحظة = تغري بها في عرسها الأوتارا ?

وتكبل اللحن الحزين على المدى = وتجيل في أرجائها غيثارا

حسناؤك الغرقى بشلال الدِّما = وشّحتَها من ناظريك إزارا

وصبغتَ غرتها بقافية السنا = وغزلتَ معصمَها الأبيَّ سِوارا

سفكوا دماء الأرض ملء شعابها = وسقوا عمار المكرمات دمارا

يامن دفنتم في الرمال رؤسَكم = وهلكتمُ ، جارا يراقب جارا

هبوا بوجه الريح أن تجتاحَكم = وذروا الخلاف وواجهوا الإعصارا

يا أيها القزم الذي قد باعها = وأزاغ عن تاريخها الأبصارا

قسما بمن لم ترع حرمة شرعه = سنظل فوق ترابها أحرارا

سنعيدها رمزا لأفراح الدنا = ونعير منها للدنا مزمارا

ونظل رقما للكرامة معجزا = نزداد عزا كي تزيد صغارا

وتظلُّ أنت ومن جلبت لذبحها = مهما فعلتَ شمالَنا ، أصفارا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين