اليهود والقدس ( نحن السبب!) 

لست هاهنا متحدثا بلغة السياسيين الذين لا يعرفون إلا عبارات الشجب والإدانة والاستنكار ثم ينصرف وكأن الأمر لا يعنيه ؛

بل حتى تلك العبارات إنما تخرج - غالبا - على سبيل المجاملة للشعوب وإظهار التأسف ، والواقع ليس كذلك .

ولست كذلك باكيا على أطلال أمة مكلومة لا يكاد ينفجر صبحها إلا على حادث أليم ، ولا تغرب شمسها إلا على وقعة تنسيها وقعاتها السابقة .

ولست أيضا لائمًا هؤلاء الشرذمة من اليهود وأذنابهم على أفعالهم وإذلالهم لأمة تملك كل شيء 

وفي الواقع لا تملك من أمرها أي شيء!!!!

ولا أريد أن أستدعي أمجاد الأجداد ومآثر الماضي وأذكر هؤلاء وأولئك بزمان العزة والقوة 

فإن الأمم لا تبنى بذكر مآثر طرازها الأول إلا إذا أخذت منه شعلة يضيء لها مستقبلها فتهتدي بنوره .

ولست كذلك لائما صانعي القرار في العالم الإسلامي؛ لأنهم نتاج ضعف الأمة ومهانتها ،

ولم تجر سنة الله وعادته في 

خلقه إلا أن يولي على الناس من يشاكلهم ويناسبهم .

ومع ذلك هم تحملوا تلك الأمانة 

وحسابهم عند ربهم .

ولن أفيض في ذكر وعد الله سبحانه للأمة بالنصر والتمكين ودحر اليهود وأذيالهم ومن والاهم ؛ فإن ذلك أمر لا جدال فيه ، ولا شك في حدوثه .

لكنني ألوم الشعوب وأقول (نحن السبب )

نعم ، نحن السبب: 

لأننا نبذنا شرع ربنا وراء ظهورنا وتنكبنا طريق ربنا ولم نهتد بهدي نبينا (صلى الله عليه وسلم ) .

وفتش في معاملات أغلب الناس مع غيرهم ، وفي ذوات أنفسهم 

تجد مصداق ما أحدثك به .

وصور البعد عن الشرع لا أحسب أن أحدا يمتري فيها أو يغفل عنها .

ولست أنفي الخير عن الأمة بل 

أقول :

[ قارن خيرها بشرها يظهر لك مقدار التفاوت ]

فإن قيل:

وما الحل؟

فالجواب :

الحل سهل ويسير .

قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ ؛ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ" .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين