في ذكرى المولد -2- رسالة إلى المانعين ورسالة إلى المجيزين

رسالة واحدة

إلى المانعين والمجيزين

{وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفيقًا}

بارك الله فيكم إخوتي جميعًا،

لا شك أن الجميع يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسعى جهدَه لاتباع هديه، والاقتداء بسنته، والتشبه بأخلاقه وشمائله،

فتعالَوا بنا نَعرِض دعوانا محبتَه صلى الله عليه وسلم على ذلك، ونحاسب أنفسنا على سنته، ونَزِنُ أعمالنا بميزان هديه وآدابه،

ونستعرض بعض ذلك: 

1- هل نحن نواظب على صوم يوم الاثنين الذي ولد فيه نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم؟

فنقتدي في صومنا به صلى الله عليه وسلم؟

وهل نصوم معه يوم الخميس، إذ تعرض فيهما الأعمال على الله تعالى، فنقتدي أيضًا به صلى الله عليه وسلم في صيامهما؟

2- هل نحن نواظب على سنة السواك التي أمر بها نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم، وورد عنه فيها أكثر من مئة حديث!

3- هل نتبع نبينا صلى الله عليه وسلم فيما أمر به من أن لا ينزل الثوب عن الكعبين؟ وكان نبينا نفسه صلى الله عليه وسلم مطبّقًا لذلك، فكان يرفع ثوبه فوق الكعبين.

4- هل نواظب (ونحن نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم) على السنن الرواتب للصلوات الخمس،

راتبة الفجر، وراتبة الظهر، وراتبة العصر، وراتبة المغرب، وراتبة العشاء،

قبل الفرض وبعدَه؟

وهل نحافظ على صلاة الوَِتْر كما كان نبينا يحافظ عليها؟

وهل نحافظ على ركعتي الضحى التي أوصانا بها؟

وهل نستيقظ قبيل الفجر فنقتدي بنبيِّنا صلى الله عليه وسلم فنصلي ركعات لله؟ ونكون من المستغفرين في الأسحار؟

5- هل نواظب على حصَّة من كتاب الله نتلوها كل يوم، أو نقرؤها في صلاة الليل مقتدين بحبيبنا ونبينا صلى الله عليه وسلم ونتشبه به؟

6- هل نكثر من الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فنصلي في اليوم مئة مرة أو خمسمئة أو ألفًا أو أكثر، فنُكفَى هَمَّنا ويُغفَرَ ذنبُنا؟

7- هل نواظب على صلاة الجماعة في المسجد، كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما كان هو صلى الله عليه وسلم؟

8- هل نهتم ونلتزم بالأذكار بعد الصلاة، فنعقد التسبيح بأيدينا، فنسبّح الله ونحمده ونكبّره ثلاثًا وثلاثين؟

أم نبادر بعد السلام بالانصراف!

وغير ذلك من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، فضلًا عن الفرائض والواجبات!

9- في نقاشك وحوارك مع من يخالفك الرأي،

هل تناقشه بمحبة وأُخوّة؟

وتقديم دعوة صالحة له؟

وإظهار البسمة له؟

أم أنك تَسْلِقُه بألسنةٍ حِداد؟

وتغمز فيه وتلمز؟

والخطاب لك أخي المجيزَ،

ولا تظنَّنّ أن الخطاب لغيرك!

كما أن الخطاب لك أخي المانعَ،

ولا تظنَّنّ أن الخطاب لغيرك!

الخطاب والنصح للجميع، لجميع الإخوة، لجميع المحبين لرسولنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم.

أفلا نقتدي به في أدب حواره، وطِيب نقاشه، وعفة لسانه، وحلاوة منطقه،

حتى وهو يحاور الكافرين والمشركين عبدةِ الأوثان، كان يقول لهم:

{وَإِنّا أَو إِيّاكُم لَعَلى هُدًى أَو في ضَلالٍ مُبينٍ}

والله يعلِّمنا أدب الحوار، فأدّبَ نبيَّينِ كريمين، أرسلهما إلى طاغية، فقال لهما: {فَقولا لَهُ قَولًا لَيِّنًا}

ورحم الله العلامة الأستاذ أحمد ديدات، كان في عصرنا نموذجًا راقيًا في أدب حواره مع أهل الكتاب.

فإذا كان هذا في حوار الكافرين ونقاش عبدة الأوثان،

فكيف ينبغي أن يكون الحوار بين المسلمين! 

بين الأخ وأخيه! 

بين رجلين كلاهما يشهدُ أن لا إله إلا الله! 

كلاهما من أهل السنة! 

كلاهما يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم!

أين الكلمة الطيبة؟!

أين التبسم؟

فمن كان محافظًا على ما تقدَّم ذكره، فليحمد الله، وليزْدَدْ، وليطلب من الله الثبات، والازدياد

ومن كان غير ذلك فليتدارك نفسه، وليتدارك وقته، وليتدارك لسانه، وليتدارك قلبه، وليسأل الله العفو والمغفرة.

اللهم اغفر لي ضعفي، وارحم تقصيري، وأعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادك

واجعلني من عبادك الصالحين،

ومن المتمسكين بكتابك، وسنة نبيك، وهديه وأخلاقه،

واجمع كلمة المسلمين على طاعتك، ووحد صفوفهم،

وأزل البأس من بينهم،

وانصرهم على أعدائك

وصلى الله على نبينا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 

الحلقة السابقة هـــنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين