بصائر للسالكين

 

أيها السالك إلى ربك ، اجعل بينك وبين فضول المباحات ( مقاطع ، أخبار ، تغريدات ، منشورات ، مباريات جلسات ....الخ) حاجزا ، بحيث لا تكثر منها ؛ فإن الإكثار منها - وإن لم يترتب عليه إثم - يعيقك في سيرك ، ويغير عليك قلبك ، ويخرجك من جمعيتك على ربك = فلا تعود إلى حالك الأول من حلاوة الذكر ، ولذة الأنس ،إلا بعد لأي ، وطول مجاهدة .

ثم إن هذه المباحات لا تخلو في تضاعيفها من مشتبهات ،وربما محرمات .

فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا إخالك ناجيا .

وأما المحرمات الصريحة ، فهي الداء العضال ، والمرض الفتاك القتال ،نعوذ بالله من شرورها ونستغفر الله منها

فإنها مسقطة للعبد ،مردية له في أودية البعد ،وفلوات الطرد والخذلان .

فإن قلت: لم أخلق ملكا لا يعصي بل خلقت بشرا يطيع ويعصي ويقبل ويدبر ؟

فالجواب : كن خفيف النوم .

وتأمل :

{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطان ِتَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ }

فإن قلت : وكيف أقوي قلبي وأسلك إلى ربي بلا تردد ولا إبطاء ؟

فالجواب :

بكثرة الذكر- وخير الذكر قراءة القرآن -

فإن الذكر عدو الشيطان الذي هو عدو للإنسان ،

وتأمل وصف الله للشيطان بأنه وسواس ، خناس 

أي أنك إذا غفلت وسوس ، فإذا عدت إلى الذكر انخنس .

وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن يحيى بن زكريا 

[وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ الْعَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا، حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَه ُمِنْهُمْ، كَذَلِكَ الْعَبْدُ لَا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ اللَّهِ]. أخرجه الترمذي .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين