الأحرار والعبيد

بقلم الدكتور صلاح الخالدي

الأحداث والتطورات والمفاجآت المثيرة والعجيبة التي حدثت خلال الأسبوع الماضي لقافلة شريان الحياة تزيد قناعتنا الراسخة وثوابتنا المستقرة بأن المجاهدين هم الأحرار الحقيقيون في هذه الأيام، وأن الرافضين لخط الجهاد والمواجهة هم العبيد الأذلاء، الذين لا يملكون من أمورهم وأمور غيرهم شيئاً، والذين فقدوا القدرة على اتخاذ قرار ذاتي واحد، ويستمتعون بالتبعية الذليلة لليهود والأمريكان، ينفذون ما يُملون عليهم تنفيذاً حرفياً، ويطيعونهم طاعة عمياء. هؤلاء العبيد ابتُليت بهم شعوبهم، فأوردوها الهاوية، وقضوا على مقوماتها ووجودها.
ينطبق على الواحد من هؤلاء المسؤولين العبيد ما قاله ذلك الشاعر عن الخليفة العباسي الخاضع لخادميه، الأول اسمه «وصيف» والثاني اسمه «بغا»:
خليفة في قفص      بين وصيف وبغا
يقول ما قالا له      كما تقول الببّغا
أي ضير على المسؤولين في مصر لو أدخلوا المساعدات الحياتية للرجال الأبطال في غزة؟ وأي مساس بالسيادة المصرية لو دخلت القافلة من نويبع إلى العريش، واليهود والأمريكان انتهكوا السيادة المصرية من زمان! لكنها العبودية و «الببغائية»، المرددة لكلام اليهود والأمريكان!!
وينطبق على أولئك المسؤولين العبيد ما قاله الشاعر الشهيد سيد قطب في قصيدة «هبل»:
لا تسألن يا صاحبي تلك الجموع • لمن التعبد والمثـوبة والخضـــوع • دعها فما هي غير خرفان القطيع
معبـــودهم صنم يـراه العم سـام • وتكفل الدولار كي يضفي عليه الاحترام • «عجلٌ» يقود جمــــــوعهم يا للخجل
أما الأحرار الرجال فهم المجاهدون المحاصرون داخل الأسوار، وداخل «الجدار اليهودي» المرتبط مع «الجدار الفولاذي الرسمي المصري»، ومع ذلك بقوا رجالاً أحراراً أصحاب قرار.
ونهدي لقائد أولئك الأحرار القارئ «أبو العبد هنية» الذي أسعدنا بخطابه الرجولي الحر في ذكرى معركة الفرقان ما قاله الشاعر الرجل الحر الشهيد سيد قطب:

أخي أنت حر وراء الســدود        أخي أنت حر بتلك القيــود
إذا كنت بالله مستعصمــــــــــاً        فماذا يضيرك كيد العبيد

أما الرجال الأحرار منظمو قافلة شريان الحياة؛ فهم الذين يمثلون روح الأمة وقلبها، وهم الذين «فضحوا» تبعية العبيد أما ذلك الرجل الواثق «غالوي» فهو بمواقفه وكلامه وجهده خير من كل أولئك «الببغاوات» المحبوسين في الأقفاص المفصلة لهم على المقاسات اليهودية والأمريكية!!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين