غذاء الروح

خلق الله عز وجل الإنسان من بدن وروح ،

ولما كان البدن أرضيا سفليا = جعل الله عز وجل غذاءه من جنس ماخلق منه ، فلا ينمو إلا بالأغذية

النافعة له من الأطعمة والأشربة

وأما الروح ، فلما كانت علوية سماوية -إذ هي نفخة من الله-

قال تعالى

{وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي}=

كان غذاؤها سماويا علويا من جنس خلقها .

وهذا الغذاء هو: التقرب إلى الله، والأنس به ، والعكوف بالقلب عليه .

فمن رام السعادة بإشباع لذات بدنه وأهمل روحه = شقي وتألم .

قال تعالى

{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً}

فإن الحياة الطيبة لا تحصل إلا بالإيمان والعمل الصالح 

قال تعالى :

{مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ }

ولا يغرنك ما تراه من فرح ظاهر على وجوه الفساق والفجار ،

فإنه فرح مصنوع لا حقيقة له؛

ولهذا يفزعون إلى الخمور والمخدرات لتنسيهم آلام أرواحهم ، وتأوهات قلوبهم .

وكثير منهم لا يزال يعاوده الألم - مع غرقه في اللذات البدنية- حتى يتخلص من نفسه = فينتحر .

فإن أردت دليلا من القرآن فاقرأ قوله تعالى :

{فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ }

نسأل الله معرفة به ، وتلذذا بقربه .

والله المستعان.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين