أيها الداعية المسلم ... لا تيأس

إن الناظر في أحوال المسلمين اليوم قد يظن أنه لا أمل في تغيير واقعهم ، وأنه إذا دعا إلى الله فيهم فكأنما ينفخ رماداً ، أو يحاول -عبثاً - أن يحي رميما ! وأنى له؟

ولا ريب أن أكثر المسلمين قد تنكبوا الطريق، وحادوا عن الجادة، وأخذوا ذات اليمين وذات الشمال ؛ ومع ذلك فلا ينبغي أن ييأس المصلحون من الإصلاح،ولا أن يترك الدعاة دعوتهم؛ فما زال الخير في الأمة ممتدا ، وفي الزوايا خبايا، وفي الناس بقايا .

قال صلى الله عليه وسلم : " مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أو آخره " . ( صحيح الجامع ???? ) .

وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم وحده، والكفر قد ملأ الآفاق ، والناس من حوله بين مشرك وكافر ووثني وملحد .

وعند الناس من العادات والرسوم والأوضاع الجاهلية ما لا يتصور .

ولهم من الأخلاق الردية ،والآداب غير المرضية ما قد شبوا عليه وشابوا .

ومن العناء رياضة الهرم ،

ومن التعذيب تهذيب الذيب .

والقضيب الرطب يقبل الانحنا فإذا طال عليه الزمن صعب واستعصى .

فلم يؤثر ذلك كله في النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، وقام وحده يدعوا الناس إلى التوحيد ، ويردهم إلي الأخلاق العلية والآداب المرضية حتى أنشأهم نشأة جديدة .

وخلع كل واحد منهم على عتبة الإسلام كل تعلق له بالجاهلية ،

وغير وجه العالم ،وحول مجرى التاريخ .

فإن قيل: هذا رسول الله المؤيد بالوحي المعان من السماء وليس لنا ذلك ؟

فالجواب: أن الداعي إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم له من الإعانة والتسديد والتوفيق بقد قربه من منهجه ودعوته .

وهذه سير الصالحين والمصلحين في الأمة معلومة مشهورة ؛

فأبوبكر أعاد الناس إلي الإسلام بعدما ارتدوا .

وثبت الله الأمة بأحمد يوم المحنة .

وشيخ الإسلام ابن تيمية قام في وجه المبتدعة حتى قمعهم 

وابن عبدالوهاب جدد في الناس الدعوة إلى التوحيد .

وغيرهم كثير ممن دعو إلى ربهم وبارك الله في دعوتهم

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ::: إن التشبه بالكرام فلاح

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين