في أفياء سورة يوسف

 

♦ أحسنُ القصصِ تقودُك إلى أحسنِ العِبَر.

♦ ♦ ♦

 

♦ قد تكون الرؤيا نافذةً على الغيب، ويحتاجُ تعبيرُها إلى علمٍ ربانيٍّ يتمثلُ في بصيرةٍ تخترقُ أسوارَ الوجودِ إلى أسرارِ الشهودِ.

♦ ♦ ♦

 

♦ الاعتدادُ بالقوة مؤشرُ خللٍ...هؤلاء إخوة يوسف كرَّروا: ? وَنَحْنُ عُصْبَةٌ ?  [8و14] مرتين.

♦ ♦ ♦

 

♦ مِنْ لطائفِ كلماتِ أبي الفرج ابن الجوزي البغدادي: "ما عزَّ يوسفُ إلا بتركِ ما ذلَّ به ماعزٌ"[1].

♦ ♦ ♦

 

♦ إذا التهبت الشهوةُ احترقَ العقل، ذكر ابنُ الجوزي في كتابه "المقتبس" أنه سمعَ الوزيرَ ابن هُبيرة الدُّوري يقول: "احذروا مصارعَ العقولِ، عند التهابِ الشهواتِ". وخيرُ عاصمٍ لنا استحضارُ "البرهان الرباني"، فلنبحثْ عنه.

♦ ♦ ♦

 

♦ الخيانة، والزنا لا تقع من العِبادِ الـمُخلَصين... ? كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ? [يوسف: 24].

♦ ♦ ♦

 

♦ اختلفَ المفسِّرون في تحديد القائل: ? وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ? [يوسف: 53]، ولستُ أقفُ عند هذا الاختلاف، إنما أقفُ عند وصفِ النفسِ أنها أمّارةٌ بالسوء، وهذا يجدُه الأكثرون مِنْ أنفسهم، وأقفُ عند الاستثناء وهو: (إلا ما رحم ربي)، والقرطبي يقول: "ما بمعنى مَنْ، أي: إلا مَنْ رحم ربي فعصمه..."[2]. وأرى أننا يُمكننا أنْ نذهبَ إلى بقاء الحرفِ على ظاهره، ويكون المعنى: إنَّ النفسَ لأمّارةٌ بالسوء دائمًا إلا أوقاتًا يعصمُ اللهُ فيها الإنسان.

وعلى كلا المعنيين فهذه دعوةٌ إلى الإنسان أن: كُن النفسَ المستثناةَ دائمًا، أو في بعضِ الأوقاتِ والأحايين على الأقل، وإذا هفوتَ فلا تيأسْ، وإذا جاهدتَ نفسَك فلعلك تصلُ إلى النفسِ المستثناةِ دائمًا...الطريقُ إلى خيرِ الدنيا والآخرة يبدأ مِنْ هنا: خالفْ نفسَك..

♦ ♦ ♦

 

♦ تأمُّلُ قولِ الله تعالى: ? وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ? [يوسف: 57] يُعينُ كثيرًا على تحُّملِ نوازعِ النفسِ واجتيازِها؛ إذ المعنى: "ما نُعطي يوسف في الآخرة خيرٌ ممّا أعطيناه في الدنيا، وكذلك غيره من المؤمنين ممَّنْ سلكَ طريقَهُ في الصبر"[3].

♦ ♦ ♦

 

♦ مِنْ أصولِ العلمِ النظرُ في علمِ الأنبياءِ المُشارِ إليه بقول يعقوب: ? وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ? [يوسف: 86].

ومِنْ قبله قالَ هذا نوحٌ أيضًا: ? وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ? [الأعراف: 62].

♦ ♦ ♦

 

♦ يا قميصَ يوسف:

طال شوقُ عيونِ يعقوب إليك...

♦ ♦ ♦

 

♦ لا أستطيعُ وصفَ مشاعري وأنا أقرأ قولَ يعقوب: ? إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ? [يوسف: 94].

♦ ♦ ♦

 

♦ أيُّ سعادةٍ تتجلى في لحظات لقاء يوسف بأخيه، ثم بأبويه، التي ذكرها الباري بقوله: ? وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ ? [يوسف: 69]، وقوله: ? فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ ? [يوسف: 99]؟... هذه اللحظات تُنسي عذابَ السنين...وسبحان الـمُقدِّر.

♦ ♦ ♦

 

♦ مِنْ أعظمِ مشاعرِ الحياةِ الفرجُ بعد الشِّدة، وهي مِنْ جميلِ هباتِ اللهِ لعبادهِ.

♦ ♦ ♦

 

♦ يا معارضي الأقدار:

غداً ستخرُّون ليوسفَ سُجَّداً.

♦ ♦ ♦

 

♦ يا إخوةَ يوسف لو بدأتم مِنْ حيثُ انتهيتم: ? اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ? [يوسف: 97] لاختصرتم تلك الرحلة الـمُؤلمة.

♦ ♦ ♦

 

♦ أكثرُ ما قيل بين رؤيا يوسف وتأويلها: ثمانون سنة، وأقل ما قيل: ثماني عشرة سنة، وعلى كلٍّ كان هناك زمنٌ ليس بالقصير، وهذا نداءٌ لأهل الوعودِ أن لا يملوا الانتظار.

♦ ♦ ♦

 

♦ الحريةُ مِنْ إحسانِ الله إلى عبيدهِ: ? وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ?[يوسف: 100]، فلا تنازعوا اللهَ في إحسانهِ.

♦ ♦ ♦

 

♦ بُدِئتْ السورةُ بذكرِ العقلِ [2]، وخُتِمَتْ بذكر الإيمان [111]... ولا بُدَّ أنْ يقودَ العقلُ الصحيحُ إلى الإيمانِ الصريحِ.

 

[1] من البراعة البدء والختام بكلمةٍ تتشابهُ في الرَّصف، وتختلف في الوصف: (ما عز) (ماعز)، والأولى فعل منفي، والثانية اسم، وخبرُ "ماعزٍ" معروفٌ في كتبِ السُّنة.

[2] الجامع (11/ 377).

[3] زاد المسير ص 705.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين