الحلقة الأولى من الحوار مع فضيلة الشيخ محمد أديب كلاس -

حوار مع الشيخ محمد أديب كلاس


تم هذا اللقاء في بيت الشيخ حفظه الله بعد صلاة الجمعة 25/1/2008


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد الله لا علم إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
إنها لفرصة طيبة مباركة أن يتكرم علينا سيدي العلم الهمام الفاضل الذي قضى وقته وحياته وعمره في خدمة العلم وتعليم طلابه، وقضى حياته بالتدريس والإقراء سيدي فضيلة الشيخ أديب الكلاس حفظه الله ورعاه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يمد في عمره. وكذلك الشكر الجزيل لفضيلة الشيخ أبي أديب أحمد أديب كلاس الذي أتاح لنا هذه الفرصة المباركة
.


سيدي حتى لا نطيل حبذا لو أنكم حدثتمونا عن النشأة العلمية وعن بداية دراستكم؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما النشأة فأسباب متعددة السبب الأول: لما وضعني أبي بالمدارس الشرعية وأنا تولدي 1921 وفي ذلك الوقت كان عز وجود فرنسا، وكانت توجد مدارس عصرية تسمى مدارس ميرية فلم يضعني أبي فيها، وأول مدرسة أتذكرها عند الشيخ عيد السفرجلاني، وكان يجلس ويعلمنا ولما تكون فرصة الانصراف يقف ويضع يديه وراء ظهره وفي بعض الأحيان يضع يده أمامه ويصرفنا بالأسماء: فلان ينصرف، فلان لا ينصرف، وبعد ذلك شرح لي أحدهم الطريقة التي يصرف بها الطلاب؛ يصرف الطوال قبل القصار لأن المدرسة كانت في الحارة ولا يريدنا أن نخرج جميعا شباب وأطفال فيصرف الصغار أولاً ثم يصرف الكبار.
بعد ذلك جلست في (الأمينية) في سوق الحرير، وكان يديرها الشيخ شريف الخطيب، وبعد ذلك في (الكاملية) في البزورية، وبعد ذلك عند الشيخ عبد الله المنكلاني، وكان الاعتناء بالقرآن الكريم قبل كل شيء، وآخر مدرسة: (الإرشاد والتعليم) وكان يديرها شيخ من المغاربة ولكن خرجت من المدارس. وفتحت عندنا بالقيمرية جمعيات رياضية، وأنا دخلت بهذه الجمعية، وكانت عندي هواية بالرياضة، وتدربنا على رفع الأثقال، وكانت لي طريقة جيدة في رفع الأثقال.
هذه طريقة العلم عندي بعد ذلك انتقلت وصرت مدرساً في الثانويات الخاصة فدرست في ثانويات متعددة، ودرست في السجون والحمد لله، ولكن بهذا المرض الذي أصابني والحمد لله وإن شاء الله يكون سبباً لمغفرة الذنوب توقفت عن التدريس(يقصد في المدارس وإلا في بيته لم ينقطع عن التدريس بالرغم من مرضه الشديد).
ومن أسبوع تقريباً أتاني عبد الجليل العطا بهذه الترجمة (وأشار الشيخ حفظه الله إلى لوحة معلقة على الجدار عليها قصيدة شعرية كتبها وهي من نظم عبد الجليل العطا) وفيها خطيئة صغيرة وليست منه وإنما خطيئة مني في البيت الأول بين الشطرين يوجد فيه ذبابة(كان عبد الجليل العطاء قد وضع صورة الشيخ حفظه الله بين الشطرين من البيت الأول من القصيدة وهذا من تواضعه حفظه الله) وهذه الذبابة حطَّت من قيمة الأبيات.


أنتم بركتنا يا سيدي


الله يبارك بعمركم


سيدي من هم أجلّ مشايخكم غير الشيخ محمد صالح فرفور والشيخ أبي اليسر عابدين؟


أتذكر نفسي لما كنت طفلاً صغيراً ذهبت إلى العقيبة، ووصلت إلى شيخ اسمه محمد سعيد البرهاني في جامع التوبة لكن أنا كنت أقرأ عنده في بيته وليس في المسجد،وكنت صغيراً ، وبعد ذلك قرأنا في جامع الكاملية في البزورية ؛والكاملية أنا كنت طالباً فيها لكن بعد أن خرجت من الطلب كنت أذهب إليها وكان فيها أستاذ كفيف يعلمنا القرآن، وكان من الحفاظ إلى آخره وأسأل الله أن يتوب علينا ويرزقنا خدمة المسلمين.


سيدي من هو صاحب الدور الأول في توجهكم للعلم؟


على حسب ظني أنا كان عندي توجه للعلم من أجل أن أنفع الناس، وأنفع نفسي. هذا ظن مني. أما هل وجهني أحد وقال: اذهب وتعلم العلم واطلب؟ لا ، لكن كان شيخنا الشيخ صالح الفرفور بجوامع القيمرية في جامع فتحي وفي جامع القطاط.


سيدي ما هو مذهبكم الفقهي؟ الفقه الحنفي.


هل قرأتم شيئاً في الفقه الشافعي؟ قرأت أثناء الشروح الحواشي على الكتب يأتون بادلة أبي حنيفة ومعها أدلة الشافعي وأدلة مالك وأدلة احمد بن حنبل لذلك إذا قرأتَ الإجازات تجد الأئمة الأربعة.
لكنكم ما قرأتم على فقيه شافعي ما أتذكر لكن في المدارس في الأمينية والأمينية كان مديرها الشيخ شريف الخطيب، وبيت الخطيب شوافعة لكنه ما نبهنا إلى الفرق بين الحنفي والشافعي باعتبار أننا كنا طلاب ابتدائي.


كيف اتصلتم بالشيخ محمد صالح الفرفور رحمه الله؟


كان أبي يأتي من عمله إلى بيته ويتناول عشاءه، ويأتي بعد ذلك إلى المسجد الأموي يصلي المغرب في الأموي، ويقعد للدرس في وسط الجامع تحت قبة النسر، وكان يلقي الدرس عبد القادر الاسكندراني وكان درسه من المغرب إلى العشاء وفي بعض الأحيان يأخذني معه فأسمع الدرس لكن الولدنة تغلب علينا فلما وعيت على العلم والفقه والأدلة والبراهين ما أدري من أتى بي إلى حلقة الشيخ صالح الفرفور بعد ذلك تساوينا بطلاب العلم، وأصبحنا طلاب علم ولبسنا الألبسة العلمية شعار العلماء (الجبة والعمامة) فأكثر شيء كنت عند الشيخ صالح ثم عند الشيخ أبي اليسر عابدين وغيرهما خارج المدارس وكان في الشيخ علي سليق هل تسمع به؟ لا يا سيدي لم اسمع به هذا دخل إلينا في الصف في مدرسة الإرشاد والتعليم وكتب لنا قصيدة على اللوح:
حلو الطباع فاق القمر حبيب ربي خير البشر
روحي وحياتي وعيوني
ثم أعاد الشيخ أحمد القصيدة بنغمتها
مرة كنا محرمين نريد أن نرمي الجمرات فالتقينا بجماعة مصريين، وأنشدت لهم هذه النشيدة فأتاني شاب من فتيان دمشق فعرفني على نفسه وقال: هذه القصيدة هي لجده وأعطاني كتاباً في القصائد وألاناشيد طبعاً ما أعطاني الكتاب هبة وإنما أعطانيه لأطلع عليه فقط والحمد لله وأنا الآن أتشرف بالتسجيل لهؤلاء الطيبين.
سيدي: ما هي أهم الكتب التي قرأتموها على الشيخ صالح الفرفور رحمه الله؟
قرأنا النحو في الكتب المؤلفة قديما، والجزء الأول من الدروس النحوية والثاني والثالث والجزء الرابع، وكنا ما ننتقل من جزء إلى جزء حتى نقدّم الامتحان وبعد ذلك نبهنا لابن عقيل فكنا نحفظ الألفية مع قراءة ابن عقيل وتقريباً حفظتها لكن مع الزمن والمرض الذي أصابني لا يمكنني أن أتقنها كلها.
قلت له هكذا لا يمكن الحفظ هذه إحدى الحوادث وأخي سعيد كان في حلقتي في إحدى حلقات الشيخ صالح فرفور.


سيدي كنا نقرأ عندكم في بيت الشيخ صالح فرفور رحمه الله في كل يوم أربعاء وكنتم قد ذكرتم أن الشيخ صالح فرفور رحمه الله أقام هذا الدرس فهل يمكن أن نأخذ نبذة عن هذا الدرس؟


كنا نأتي إليه ونخرج حسب الوقت في الصيف أو في الشتاء، وكان عنده غرفتين مفتوحتين إلى بعضهما وكنا نجلس عنده ونقرأ وغالباً كانت القراءة في التصوف والفقه والتوحيد إلى آخره .... كنا في النحو والألفية والبلاغة الواضحة والمجاز والاستعارة في علم البلاغة وبعد ذلك كان له رغبة في الشعر هل تعلم منافسة الأشعار؟ نعم يا سيدي المبارزة الشعرية كنا نجتمع نحو عشرة طلاب أو أكثر وكلنا نجلس في جهة واحدة والشيخ صالح فرفور وحده في جهة فكان يغلبنا كلنا فكلما أتينا ببيت شعر كان الشيخ يأتي ببيت مباشرة يبدأ بالحرف الأول منه بآخره من البيت الذي نذكره...

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين