حدث في السابع من شوال وفاة الإمام أبو بكر الأبهَري

 

في السابع من شوال سنة 375 توفي في بغداد، عن 86 عاماً، الإمام أبو بكر الأَبْهَري، محمد بن عبد الله التميمي الأبهري المالكي، الإمام الفقيه والمحدث القارئ، الثقة الورع.

 

ولد الأبهري في أَبْهر وهي بلدة بالقرب من زنجان في شمال غربي إيران، ورحل في طلب العلم فزار دمشق وطرسوس وغيرها من البلدان، قال الأبهري: دخلت جامع طرسوس وجلست لسارية من سواريه، فجاءني رجل، فقال لي: إن كنت تقرأ فهذه حلقة القرآن، وإن كنت مقرئا فاجلس يُقرأ عليك، وإن كنت فقيهاً، فاجلس يحلّق إليك، وإن كنت متفقها فهذه مجالس الفقه، قم إليها. فإن أحدا لا يجلس في جامعنا دون شغل.

 

ثم سكن الأبهري بغداد وتفقه بها على مذهب الإمام مالك على القاضي أبي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد، المتوفى سنة 320 عن 77 عاماً، وتفقه كذلك على ابنه أبي الحسين علي، وحدَّث عن علمائها ومن زارها، وعكف على الدرس والتفقه حتى برز وانتهت إليه رئاسة أصحاب الإمام مالك بالعراق.

 

وكان الأبهري إلى جانب مكانته في الفقه أحد أئمة أهل القرآن، والمتصدرين لذلك، العارفين بوجوه القراءة وتجويد التلاوة، وذكره أبو عمرو الداني في طبقات المقرئين، فجمع رحمه الله بين القراءات وعلو الإسناد والفقه الجيد.

 

حدث الأبهري رحمه الله عن دراسته ومراجعته لكتب الفقه مرة مرة بعد مرة فقال: قرأت مختصر ابن عبد الحكم خمسمئة مرة، وكتاب أسد بن الفرات في الفقه المالكي المعروف بالأسدية خمساً وسبعين مرة، والموطأ كذلك، والمبسوط ثلاثين مرة، ومختصر ابن البرقي سبعين مرة، ولم يكن قط لي شغلٌ إلا العلم.

 

قال تلميذه أبو القاسم الوهراني: وسمعت الشيوخ يقولون: إن في مختصر ابن عبد الحكم الكبير ثمان عشرة ألف مسألة، وفي المدونة ست وثلاثون ألف مسألة ومئتين، وفي المختصر الأوسط أربعة آلاف مسألة، وفي الصغير ألفاً ومئتين، وسمعت أبا محمد بن أبي زيد يقول: من حفظ المدونة والمستخرجة لم تبق عليه مسألة.

 

وهذه الكتب هي من الكتب الأساس في مذهب الإمام مالك رحمه الله: المختصر الكبير لابن عبد الحكم، عبد الله بن الحكم المتوفى بمصر سنة 214 عن 60 عاماً،  اختصر به كتب الإمام أشهب بن أصبغ، والمختصر الصغير قصره على علم الموطأ، فشرح الأبهري المختصر الصغير سنة 329، وشرح المختصر الكبير سنة 340، وفيهما نحو عشرين ألف مسألة، وله من التآليف سواهما كتاب الرد على المزني، وكتاب الأصول، وكتاب إجماع أهل المدينة، ومسألة إثبات حكم القافة، وكتاب فضل المدينة على مكة، ومسألة الجواب والدلائل والعلل.

 

ومن حديثه: كتاب العوالي، وكتاب الأمالي، علَّق عنه نحو خمسة عشر ألف مسألة، قال الأبهري: كتبت من كتب الفقه والحديث نحو ثلاثة آلاف جزء بخطي. 

 

درَّس الأبهري في جامع المنصور ببغداد ستين سنة، يعلم الناس سنن نبيهم صلى الله عليه وسلم ويفتيهم، وتفقه عليه عدد عظيم، وانتشر عنه مذهب مالك في البلاد، وتخرج عنده جماعة من الأئمة بأقطار الأرض من العراق وخُراسان والجبل وبمصر وإفريقية والمغرب والأندلس، ولم ينجب أحد بالعراق من أصحاب مالك - بعد إسماعيل القاضي - ما أنجب أبو بكر الأبهري، كما أنهما لا قرين لهما في المذهب بقطر من الأقطار إلا سحنون بن سعيد في طبقتهما، وهو أكثر الجميع أصحاباً وأفضلهم أتباعاً وأنجبهم طلاباً، ثم أبو محمد بن أبي زيد في هذه الطبقة أيضاً، غفر الله لجميعهم ونفع بعلومهم، وبعد موت الأبهري تلاحق موت كبار أصحابه من العراقيين، فخرج القضاء عنهم إلى غيرهم من مذهب الشافعي وأبي حنيفة،  وضعف مذهب مالك بالعراق وقلَّ طالبه لاتباع الناس أهل الرياسة والظهور.

 

وكانت لكثير من تلاميذه الرئاسة في بلدانهم إذا رجعوا إليها، قال شيخ القراء أبو عمر الداني: سمعت عبد الرحمن بن عبد الله يقول: كان أبو الحسن بن السقا الخراساني – الإمام المقرئ الحاذق عبد الباقي بن الحسين المتوفى سنة 380 - سمع معنا على أبي بكر الأبهري، وكتب عنه كتبه في الشرح، ثم قدم مصر، فقامت له فيها رئاسة، وكنا لا نظنه يبلغ ذلك ببغداد.

 

ومن تلامذته الأبهري الصغير، محمد بن عبد الله أبو جعفر، تفقه عليه ورحل إلى مصر فتفقه عليه خلق كثير.

 

وكان الأبهري رحمه الله تعالى نقيب الفقهاء في بغداد على اختلاف مذاهبهم، قال القاضي أبو العلاء الواسطي: كان أبو بكر الأبهري معظماً عند سائر العلماء في وقته، لا يشهد محضراً إلا كان هو المقدم فيه، وإذا جلس قاضي القضاة الهاشمي أبو الحسن ابن أم شيبان أقعده عن يمينه، والخلق كلهم دونه من القضاة والشهود والفقهاء وغيرهم.

 

وكان القاضي محمد ابن معروف الحنفي كان ربما حكم في جامع المنصور، ثم يخرج فيركب مع الشهود، فإذا رأى الشيخ الأبهري، ترجل له وسلم عليه، فإن تمكن من يده قبلها، وإلا قبل منكبه ورأسه، ويفعل الشهود أجمع، ذلك. ويمشي القاضي راجلا، وهم معه رجالا، حتى يصلوا إلى باب السكة التي كان يسكنها. فيقسم عليه الشيخ فينصرف القاضي والشهود من هنالك.

 

وكان المحدِّثون يُقِرون له بالفضل والعلم، وكان المحدث أبو إسحاق الطبري يجالسه، ويسأله عن أحاديث كثيرة. فيقول له من قطع حديث كذا؟ ومن وقف حديث كذا؟ ومن وصله؟ فيجيبه. وكان الموافقون والمخالفون يقولون بفضله.

 

وكان الأبهري رحمه الله بعيداً عن العصبية المذهبية، يحب العلماء على اختلاف مذاهبهم ويعرف لهم فضلهم، ويثني عليهم الثناء الحسن، وكان أصحاب الشافعي وأبي حنيفة إذا اختلفوا في أقوال أئمتهم، يسألونه، فيرجعون إلى قوله، وكان يحفظ أقوال الفقهاء حفظا مشبعا.

 

قدم بغداد القاضي أبو الحسين النيسابوري الحنفي، أحمد بن محمد، المتوفى في تيسابور سنة 351 وله 70 عاماً، وكان شيخ الحنفية في زمانه، وقاضي الحرمين، فقال عنه الأبهري: ما قدم علينا من الخراسانيين أفقه منه. 

 

قال أبو بكر الأبهري قال: خاطبني الخليفة المطيع على قضاء القضاة، وكان السفير في ذلك أبو الحسن بن أبي عمرو الشرابي، فأبيت ذلك  وأشرت عليه بأبي بكر أحمد بن علي الرازي - الفقيه الحنفي الزاهد العابد المتوفى سنة 370 عن 65 عاماً - فأُحضر الخِطابُ على ذلك وسألني أبو الحسن بن أبي عمرو معونته عليه فخوطب فامتنع، وخلوت به فقال لي: تشير علي بذلك؟ فقلت: لا أرى لك ذلك.

 

ثم قمنا إلى بين يدي أبي الحسن بن أبي عمرو، فأعاد خطابه وعدت إلى معونته، فقال لي: أليس قد شاورتك فأشرت علي أن لا أفعل؟ فوجم أبو الحسن بن أبي عمرو من ذلك وقال: تشير علينا بإنسان، ثم تشير عليه أن لا يفعل! قلت: نعم، أما لي في ذلك أسوة بمالك بن أنس، أشار على أهل المدينة أن يقدموا نافعاً القارئ في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشار على نافع أن لا يقبل. فقيل له في ذلك، فقال: أشرت عليكم بنافع لأني لم أعرف مثله، وأشرت عليه أن لا يفعل لأنه يحصل له أعداء وحساد، فكذلك أنا أشرت عليكم به لأني لا أعرف مثله، وأشرت عليه أن لا يفعل لأنه أسلم لدينه.

 

وكان العلماء على اختلاف مذاهبهم يلتقون ويتسامرون في محبة ومودة، قال الشريف أبو علي محمد بن أحمد بن أبي موسى الهاشمي: حضرت دار شيخنا أبي الحسن عبد العزيز بن الحارث التميمي سنة 370 في دعوة عملها لأصحابه، حضرها أبو بكر الأبهري شيخ المالكية، وأبو القاسم الداركي شيخ الشافعية، وأبو الحسن طاهر بن الحسن شيخ أصحاب الحديث، وأبو الحسن ابن سمعون شيخ الوعاظ والزهاد، وأبو عبد الله محمد بن مجاهد شيخ المتكلمين، وصاحبه أبو بكر الباقلاني في دار شيخنا أبي الحسن التميمي شيخ الحنابلة، فقلت: لو سقط السقف عليهم لم يبق بالعراق من يفتي في حادثة يشبه واحدا منهم! ومعهم أبو عبد الله غلام تام، وكان هذا يقرأ القرآن بصوت حسن، وربما 

أنشد شيئا، فقيل له: أنشد لنا شيئا، فقال لهم وهم يسمعون:

 

    خطت أناملُها في بطن قرطاس ... رسالة بعبير لا بأنقاسِ

    أن زُرْ فديتُك لي من غير محتشم ... فإن حبك لي قد شاع في الناس

    فكان قولي لمن أدى رسالتها ... قف لي لأمشي على العينين والراس

 

قال أبو علي: فبعد أن رأيت هذا لا يمكنني أن أفتي في الإنشاد بحظر ولا إباحة.

 

وكان الأبهري عفيف النفس سخي البذل وبخاصة على طلبة العلم، قال تلميذه أبو القاسم الوهراني: ما رأيت من الشيوخ أسخى منه، ولا أشد مواساة لطلبة العلم، ومن يرد عليه من الغرباء يعطيهم الدراهم، ويكسوهم، وكان لا يُخلي جيبه من كيس فيه مال، فكل من يرد عليه من الفقراء يغرف له غُرفة بلا وزن، ولقد سألته عن سبب عيشه، فقال: كان رؤساء بغداد لا يموت أحد منهم إلا أوصى لي من ماله، ولو كنت ممن يريد الجمع، لكان معي فوق الثلاثين ألف مثقال.

 

وكان يوما جالساً إذ جاء القاضي أبو إسحاق المروزي الشافعي، فلما دخل عليه تبسم في وجهه ثم قال: يا بغيض، ما أكثر انقباضك عن أصدقائك وإخوانك، ما تزور أحدا منهم، ولا تعرف خبرهم! قد مات صديقك فلان المالكي، وأوصى لك بثلاثمئة دينار، وأسند النظر في وصيته إليَّ، وهذه قد حضرت، وأتيتك فاقبلها واصرفها في مصالحك.

 

فجزَّاه الأبهري خيرا وقال له أنا في غنى عنها الآن، ورغب إليه في تصريفها ممن يستحقها ليقع أجر موصيها على الله، فتشكك القاضي أن يكون الأبهري في غنى عن هذه الدنانير، فقال له الأبهري: إخواني كثيرا ما يعتقدوني، وعرض عليه ثلاثة أكياس في أحدهما قطع دراهم، وفي الآخر دراهم صحاح، وفي الثالث رباعيات، ومثاقيل ذهب، وأراه ما فيها، وقال: أنا أبين لك أني لم أقل هذا تجملا، وإذا أنا مت ووُجِدَ هذا عندي، فأي منزلة تكون لي؟ ورغب إلى القاضي في تفريقها على أهل الحاجة. فبكى القاضي، وقال: جزاك الله عن نفسك خيرا.

 

وللعلماء مدرستان في غشيان السلطان والتردد إليه، وكان الأبهري ممن يكره غشيان مجالس السلطان، ونصح أصحابه فقال: إن الله رضيَكم لوَلاية فجمع لكم بها شرف الدنيا والآخرة، لا يعزِلُكم عنها أمرٌ ما طلبتم هذا العلم ونفرتم به عن السلطان، فإذا كنتم كذلك، تمت لكم الوَلاية في الدنيا والآخرة، ونلتم بها سُرورَهما، وإن لزقتم بالسلطان، وأصبتم به الدنيا، عزلكم عن وَلايته، وصغرّكم في الدنيا والآخرة. وكان يقول: الدين عز، والعلم كنز، والحلم حرز، والتوكل قوة.

 

وفي سنة 366 استولى عضد الدولة البويهي سنة 366 على بغداد، وكان عضد الدولة ملكاً حازماً شجاعاً، وعالماً باللغة والنحو والأدب، ورغم كونه شيعياً إلا أنه لم يتعرض لأهل السنة بأمر يكرهونه، وقرب علماءهم وأكرمهم، ولما دخل بغداد استقبله جميع أهلها، وجميع أهل الرئاسة والعلم إلا الأبهري، فسأل عنه، وأرسل إليه رسوله بألفي درهم، وقال له: يقول لك الملك تفرق هذه الدراهم في أصحابك، ويقول لك: إنه لم يبق من أهل العلم ببغداد، من لم يأته سواك. فقال له الأبهري: أصلح الله الملك، أنا شيخ كبير السن، ضعيف البصر. 

 

وزوّج عضد الدولة البويهي ابنه من بنت بعض ملوك الدَيْلَم، وأحضر جميع أهل بغداد وقضاتها، فلم يرَ أبا بكر الأَبْهَرِيّ فيهم، فوجَّهَ إليه بعضَ وزرائه، يعزم عليه في حضور مجلسه، وإن احتاج إلى محفة حُمِل فيها.

 

فوصل إليه، فأخبره بعزيمة الملك، وأحضر له بغلة ومحفة يجلس فيها، ويحمل فيها إن لم يقدر يركب، فلما رأى العزيمة خرج متوكئاً على علي بن عمر بن القصار، وعبيد الله بن الحسن بن الجلاب، كبيري أصحابه، حتى أتى دجلة والوزير يمشي بين يديه، فقُرِبَ إليه مَركَب، فعدل عنه الأبهري إلى سميرية - زورق - ركبها مع صاحبيه، ووصل القصر، فوجده محتفلاً فجلس حيث انتهى به المجلس.

 

فلما رأى الملكُ وزيرَه سأله، فأعلمه بوصول الأبهري، فقال له: قرّبه. فقرّبه، والملكُ وجميع الناس قيام إلا شيخاً من ملوك الديلم جالساً بين يدي الملك، فأمر الملكُ الأبهريَ بالجلوس مع الشيخ، وقُرئ كتاب الصَّداق، وأمر الملك بوضعه في كتاب الأبهري والشهادة فيه، ثم كتب الناس بعده، فلما تمت الشهادات أُدخِلَ الناس إلى مجالس الطعام، قال الأبهري: فوجدت فرصة إلى النهوض، فسلمت على الملك وانصرفت، ولم آكل لهم طعاماً.

 

وحاز أبو بكر الأبهري ومعاصرُه أبو بكر الرازي إعجاب عضد الدولة واحترامه فقال عنهما وقد ذُكِرا له  للقضاء: كل واحد منهما يصلح أن يكون قاضي قضاة الدنيا فضلاً عن بغداد، ولا مطعن عليهما في شيء.

 

قال أبو القاسم الوهراني، عبد الرحمن بن محمد: سألت الأبهري عن سنه، فقال لي: قال مالك رضي الله عنه: سؤال الشيوخ عن أسنانهم من السَفَه. 

 

لما قاربت وفاةُ أبي بكر محمد بن عبد الله الأَبْهَرِيّ، وتيقن حاله، أخرج لأصحابه بَرْنية - إناء من خزف - فيها ثلاثة آلاف مثقال - ومثقال الذهب يعادل أربعة غرامات ونصف الغرام - وأمَرَهم بكتب أهل البر والحاجة من جيرانه، يُفرق المال عليهم، وأعطى منه أصحابه على مراتبهم، وأعطى الأكابر منهم مئة مثقال، قيل وأعطى الباقلاني مئة وخمسين، وأوقف كتبه عليهم.

 

وسئل حينئذ: لم ادخرت هذا المال؟ فقال: كان أبو بكر  محمد بن عبد الله الصيرفي، من أصحاب الشافعي، من جُلة أهل العلم، فكبُر سنّه وعُمِّرَ - توفي سنة 330، وكان أعلم الناس بالأصول بعد الشافعي - فرأيته يكتب الرِّقاع لأصحابه، يتعطفهم في الرفق به، وكان إخوانه قد انقرضوا وماتوا، فخشيتُ أن يطول عمري أو يفحشني زماني وأحتاج، فادخرتُها عُدّة لهذا.

 

و جاء رجل إلى أبي بكر الأبهري يشاوره في السفر، فأنشده:

 

    متى تَحسُبْ صديقَك لا يقلِّوا ... وإن تَخْبَر يقلِّوا في الحساب

    وتركك مطلب الحاجات عز ... ومطلبها يذل عرى الرقاب

    وقرب الدار في الإقتار خير ... من العيش الموسع في اغتراب

 

ويذكر أن أبا محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني النفزي المتوفى سنة 386 كتب إلى أبي بكر الأبهري:

 

    تأبى قلوبٌ قلوبَ قوم ... وما لها عندها ذنوبُ

    وتصطفي أنفسٌ نفوساً ... وما لها عندها نصيب

    وما ذاك إلا لمضمرات ... أضمرها الشاهد الرّقيب

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين